لا يختلف اثنان أن سلسلة The Legend of Zelda هي من أعظم السلسلات التي قدمتها صناعة الألعاب. فحتى بعد أكثر من ثلاثين سنة من صدور أول جزء لا زالت تحتفظ برونقها و تقدم تجربة ساحرة مع كل جزء. فهي السلسلة التي قدمت نظام تخزين و حفظ التقدم مع أول جزء، و التي حطمت سقف التوقعات بجودة كل من A Link to the Past و Ocarina of Time، و التي لطالما قدمت أفكارا جديدة تقلب كل ما قدمه الجزء الذي سبق كتجميع الأقنعة السحرية في Majora’s Mask و التحول لصورة جدارية متحركة في A Link Between Worlds و غيرها الكثير. اليوم سأتحدث عن قائمتي الشخصية لأفضل خمس ألعاب بسلسلة استحقت لقب أسطورة.

ملحوظة: أعلم أنني فوت الكثير، لكن للأسف لم تتح لي الفرصة لتجربة كل من The Wind Waker و Breath of the Wild بعد، لذا لن أتمكن من ذكرهم في القائمة و سأقتصر على الأجزاء التي ختمتها مع أنني متأكد أنها ستتغير كثيرا لو جربتهم.

The Legend of Zelda: Twilight Princess | Wii – GCN – WiiU

في المركز الخامس تأتي واحدة من أفخم الأجزاء في السلسلة، أميرة الغسق. هذا الجزء قدم عالما ضخما و قصة ملحمية و ألغازا عبقرية. فاللعبة تدور حول غزو الـTwili لعالم الضوء و احتلالهم لـHyrule، وهي تقدم توجها فنيا مناسبا جدا للقصة، فبعد الجدل الذي أثارته الرسوم الكرتونية لموقظ الرياح قررت Nintendo التوجه إلى الواقعية مع هذه المرة و النتيجة كانت جميلة خصوصا في عالم الغسق حيث تبدو Hyrule مثيرة للحزن و الكآبة و جميلة جدا بنفس الوقت بشكل غريب، خصوصا مع إصدار HD الذي أتى على الـWiiU و الذي جعلها تظهر أفضل من أي وقت مضى مع تقديم خامات مطورة و أكثر وضوحا.

هذا المكان يخفي الكثير من الأسرار!

سأبدأ بالحديث عن الخنادق، فاللعبة تقدم عددا كبيرا منها، وبينما لم أحب الأول و الثاني، فإنها تبدأ باللمعان بعد ذلك خصوصا أراضي الإعدام و أطلال جبل الثلج (أسماء الخنادق غير قابلة للترجمة إلى العربية لسبب ما). لكن الشيء الذي يعيبها بشكل عام هو فشلها في تقديم جو الخوف و الانعزال الذي نجحت فيه أوكارينا الزمن بشكل مبهر، خصوصا من الجانب الموسيقي، فمثلا أطلال جبل الثلج هو خندق ذكي بألغاز رائعة، لكن الموسيقى لا تمنح ذلك الإحساس بالرهبة إضافة إلى وجود Yeta و Yeto في غرفة أخرى مريحة من نفس الخندق ينسف بعيدا إحساس الوحدة و الخطر. و في نظري الخندقان اللذان نجحا في هذا بشكل مبهر هما معبد قاع البحيرة و أراضي الإعدام. و بما أننا نتحدث عن الخنادق، فالجدير بالذكر أن اللعبة تقدم الكثير من الأدوات و الأغراض لاستخدامها، لكن المشكل الأكبر يبقى أنك لن تستعملها بعد أن تنهي المعبد. الزعماء في اللعبة مصممون بشكل رائع و معاركهم ممتعة و تنقسم لجزئين (phases) لكل منهما فكرة جديدة، لكن عيبهم الكبير هو السهولة، ففي كثير من الأحيان تحاول الاستمتاع بمعركة حماسية مع وحوش عملاقة فقط لتكتشف أنهم لا يحاولون القضاء عليك حتى و يفتحون نقطة ضعفهم لك و كأنهم يدعونك إلى قتلهم (هناك أحد الزعماء و الذي لن يحاول مهاجمتك أبدا). لكن تبقى المعركة الأخيرة ملحمية و رائعة لتختم فصلا طويلا في قصة Zelda. بالانتقال إلى الخنادق

عدو مثير للاهتمام.. ما قصته ؟

المشكل الأكبر في هذا الجزء هو أنه ليس أصليا بما فيه الكفاية، فأول شيء تلاحظه هو أنه يحاول جاهدا أن يبني نفسه على أوكارينا الزمن، و هذا يجعله غير مميز كباقي الأجزاء، فحتى قناع ماجورا والذي استخدم نفس المحرك كان مختلفا جدا. إضافة إلى هذا فالعالم شاسع جدا و ستجد نفسك تستمتع بمعارك القتال بالسيف على ظهر الفرس Epona مع الـBulbins، لكن سرعان ما ستكتشف أن العالم رغم جماله فارغ من الأشياء لفعله، عدا بعض الحفر السرية و الكهوف المخفية هنا و هناك لكنك سرعان ما ستنتهي منها. كما أن الشخصيات في اللعبة “ميتة” و بالكاد هناك أي نوع من التواصل بين البطل و بينها باستثناء حالات معدودة و هذا خطوة نحو الوراء خصوصا بعد ألعاب مثل قناع ماجورا و موقظ الرياح (على حد علمي). و هنا يجب أن أشير إلى أن Midna من أفضل المرافقين في السلسلة وهي شخصية متكاملة لها هدف في اللعبة على عكس باقي المرافقين، و Zant يقدم أيضا شخصية عميقة لها ماضي حقيقي و قصة وراء صعوده إلى القوة.

آخر شيء لم يثر إعجابي في اللعبة يتعلق يتعلق بفكرة اللعبة الجديدة، و المقصود هنا هو التحول إلى ذئب، فهذه الجزئية بالضبط كان بالإمكان استغلالها بشكل أكبر. فرغم أنها تقريبا الفكرة الرئيسية على غرار تجميع الأقنعة و التنقل بالقارب أو القطار و التحول لرسمة جدارية في أجزاء أخرى، إلا أنها لا تستعمل بالشكل المناسب هنا، فأولا جزئيات الذئب في الغالب مملة و ستتطلب منك دخول المناطق تحت سيطرة الغسق لتجميع دموع الضوء لتحريرها، لكن هذه المناطق ليست أكثر من مهمات تجميع مملة و غير ممتعة في أغلب الأوقات (كان بالإمكان تخصيص جزئيات من الخنادق لقدرات الذئب مثل Link الصغير و الشاب من أوكارينا الزمن)، أيضا الحركات القتالية للذئب ليست متنوعة كثيرا، ففي عدد من المرات سيسقط العدو على الأرض و تبقى أنت في انتظاره ليقف من جديد لتكمل المعركة مع غياب حركة “الإنهاء” في هذا الشكل.

بالحديث عن الموسيقى، فالـSoundtrack في اللعبة ليس بالشيء العظيم مثل أوكارينا الزمن و موقظ الرياح، و بهذا لا أعني أن تأليفها كان سيئا بأي شكل، بل ببساطة لأن صدور اللعبة على الـGameCube عنى أن الموسيقى يجب أن تكون بصيغة midi و التي جعلت الكثير من المقاطع تبدو مزعجة للأذن بدل كونها عظيمة و ملحمية. لحسن الحظ فريق الـindie للموسيقى المعروف باسم ZREO قدم لنا هدية أخيرة قبل إغلاقه عام 2013 باسم Twilight Symphony أو سيمفونية الغسق، و هي إعادة تصور لموسيقى اللعبة لكن بفريق أوركسترا حقيقي و النتيجة مبهرة جدا! فأخيرا دبت الحياة في تلك المقطوعات و صارت ما كان يجب أن تكون عليه عند الإصدار. بالعودة إلى اللعبة، فأكثر المقاطع الأصلية التي ستشد انتباهك هي لحن العنوان (Title theme)، رثاء Midna ـ (Midna’s Lament)، موسيقى سهل Hyrule في الليل (Hyrule Field Night Theme)، قرية Kakariko ـ(Kakariko’s Village) و غيرها الكثير.

شارك هذا المقال