5- التوجهات المختلفة للمنافسين
في حقبة البلايستيشن الثاني كان هناك صراع كبير بين الثلاثي سوني و ننتندو و مايكروسوفت على نفس السوق و نفس الفئة من اللاعبين، و رغم تفوق سوني الكاسح في ذلك الجيل إلا أن الأمور اختلفت كثيراً في الجيل الذي تلاه مع النجاح القوي الذي حققه Xbox 360.
في الوقت الحالي فإن جميع المنافسين أصبحت لهم توجهات خاصة و أصبح كل منهم يُريد السيطرة على فئة معينة من السوق أو اللاعبين. ننتندو تستهدف العائلات و الجماهير الأصغر سناً و تستهدف عشاق الألعاب المحمولة، و لكنها لا تنافس سوني إطلاقاً على ألعاب الطرف الثالث الضخمة و عقودها و تسويقها ولا تنافس سوني في تقديم الألعاب الواقعية أو السينمائية و لا تحاول حتى التوسع في نفس الأسواق التي تحاول سوني التوسع بها. ننتندو تُركز على الأسواق الرئيسية و تُركز على إرضاء جمهورها و الوصول إلى شرائح مختلفة من اللاعبين. ننتندو هي ديزني عالم الألعاب و الشركة تتجه إلى الحفاظ على هذه الصورة.
مايكروسوفت أصبحت تُركز على الخدمات و تعزيز الربحية باستهداف المستهلك المخلص و الذي لا يمانع إنفاق الكثير من الأموال من أجل الخيار الأفضل كما هو الحال مع أداة التحكم Elite Controller على سبيل المثال، مايكروسوفت تسعى للعمل بنموذج متجر Steam و متجري App Store و Google Play، و هي ليست في موضع قوة كبير كصانع للمحتوى رغم أنها تمتلك أسماء قوية مثل Halo و Gears of War.
مايكروسوفت تُركز على الخدمات بسبب الربحية الكبيرة خلفها و الشركة أصبحت تقدم خيارات اللعب الجماعي عبر الشبكة بصورة إجبارية في جميع عناوينها لكنها لا تنافس سوني في إنتاج الألعاب الضخمة و لا تمتلك نفس الدعم من الشركات اليابانية و هي تعاني من تراجع في مبيعات الأجهزة هذا العام.
الطريق يبدو مفروشاً بالورود أمام سوني لتبيع 100 مليون جهاز منزلي و لتعادل بذلك إنجازها مع جهاز Playstation الأول، و لا أعتقد أن البلايستيشن 4 سيواجه أي صعوبة في تحقيق ذلك، فسوني تتوقع بيع 18 مليون جهاز هذا العام و إن تحقق ذلك فإن المبيعات الكلية ستصل إلى 78 مليون جهاز بالفعل و خلال 4 سنوات فقط من دورة حياة قد تصل إلى 10 سنوات. الوصول إلى 100 مليون وِحدة في المتناول لكن الأمور بعد ذلك ستصبح أصعب كثيراً حيث ستعتمد المبيعات كثيراً منذ هذه النقطة على قدرة سوني على جذب فئة اللاعبين غير المحترفين، فهل تتمكن سوني من تكرار إنجازها التاريخي و القياسي ببيع 150 مليون وحدة؟ الزمن وحده سيُجيب على هذا السؤال.