بعيدا عن الألعاب الجماعية التي من الطبيعي فيها أن يتم الاتصال بالشبكة، الكثير من الألعاب حاليا تُجبر اللاعبين على تأكيد الاتصال بخوادم اللعب حتى في أطوار اللعب الفردي، وحتى إن كان ذلك في الغالب كخطوة وقائية وحماية من القرصنة، فإن مجموعة من المعلومات يتم جمعها أثناء حصص اللعب وتخزينها للاستفادة منها.
بإلقاء نظرة على الألعاب، فإن الكثير منها يحاول جعلك تتصل بالشبكة لسبب أو لآخر، للحصول على دعم، للاستدعاء لاعبين آخرين أثناء اللعب، لمقارنة نتائجك مع لاعبين آخرين أو تعزيز الجانب التنافسي، هذا إن لم يكن جهازك متصلا دوما بالانترنت حتى أثناء اللعب الفردي، الحالة التي تكون عليها العديد من أجهزة اللاعبين، بفعل ذلك، فإنك تُرسل العديد من المعلومات والبيانات مباشرة للناشر.
كل الشركات تستدعي محللين للبيانات (Data Analyst) لتحويل الأرقام لمعلومات يمكن استخدامها مباشرة في تحسين المنتج المقدم، في حالتنا كلاعبين، في تغيير وتحسيين التجربة التي تقدمها لنا اللعبة ألف أو باء، الاتصال بخوادم اللعب يعني إرسال معلومات شخصية (الفئة العمرية، الجنس، المنطقة…) والمعلومات البنكية المُشفرة في حالة القيام بأي عمليات شرائية، هذا بالإضافة لإرسال معلومات مُتعلقة باللعبة كساعات اللعب، هذه البيانات يتم تجميعها وإرسالها لمحللي البيانات، سواء كانوا ضمن فريق العمل، أو داخل شركات خارجية مُتخصصة، بعد ذلك تستعيد الشركة هذه المعلومات لمراقبة “صحة” ألعابها.
هؤلاء الأشخاص أو الشركات قادرون على مراقبة عدد اللاعبين لفترات مُعينة، مثلا خلال الأسبوع الأول للإطلاق، لمقارنته بالأسبوع الثالث من نفس الشهر، وبالتالي معرفة تأثير الحملة التسويقية مثلا، أو إقبال اللاعبين بعد التحديث ألف أو المحتوى الإضافي باء، وبهذا الشكل إعادة تغيير خطة العمل المستقبلية، التي قد تكون مثلا إصدار المزيد من المحتويات الإضافية، أو نقل محتويات من حالة “مدفوع” لـ”مجاني” لمحاولة تعويض اللاعبين المفقودين بلاعبين جدد.
هذه المعلومات تساعد أيضا في كشف المشاكل المتعلقة باللعب ومدى تأثيرها على عدد اللاعبين مثلا، وقد يجعل التغيير الناتج عن تصرفات اللاعبين في تغيير أمور متعلقة باللعب، أمور كنا شهودا عليها أكثر من مرة، مثلا اختيار اللاعبين الجدد لفئة معينة من الشخصيات لسهولة اللعب به، أوخسارة اللاعبين باخيتار فئة معينة بسبب عدم توازن الشخصيات، معلومات قد تساعد في أحوال كثيرة على إعادة التوازن للألعاب.
المحللون المتخصصون في متابعة نشاط اللاعبين يستخدمون كثيرا البيانات الملتقطة بعد أحداث مُعينة.
نستخدم بشكل خاص البيانات المُستخلصة من “الأحداث”. يُقصد بذلك البيانات التي يتم إرسالها في أوقات محددة جدا، عندما ينهي اللاعب قتالا على سبيل المثال.
Alexandre Créac، محلل شركة Ankama*
هذه البيانات التي تُظهِر للاعب شاشة تحتوي على اسم اللاعب الفائز، عدد النقاط وغيرها تحمل بيانات أكثر للناشر.
¹ في هذا الوقت (ظهور شاشة إنهاء القتال) سنقوم بإطلاق حدثٍ سيضم البيانات المتعلقة بما حدث، بشكل خاص التاريخ الذي تم فيه ذلك (تفعيل الحدث)، اللاعب المعني، مدة القتال، إضافة لبيانات ثانوية كمستوى اللاعب والمال الذي يملك (عملة اللعب).
بهذا الشكل يتم الاستفادة من معلومات مُتعلقة بطريقة لعبكم، دون علمكم في الغالب، وقد تكونون من بين اللاعبين الذين كانو سببا بطريقة لعبهم في تغيير أمر متعلق باللعبة.
هذه البيانات منجم ذهب حقيقي لفهم لعبة ما ولاعبيها.
أغلب الشركات لا تقوم بالحديث عن المعلومات الشخصية التي يتم تجميعها، أو إطلاع شركات طرف ثالث أو حتى جهات حكومية عليها، لكنها في الغالب لا تُستخدم إلا من الناشر الذي يجمع معلومات اللاعب، يغير على اللعبة، تم يعيد تجميع معلومات جديدة لمعرفة قبول اللاعب بالتعديل وتأثير التغيير على طريقة لعبه أو ساعات لعبه وغير ذلك.
بعض الشركات توضح للاعب أن الاتصال بخوادمها يساعد على تحسين تجربته، وفي أغلب الأحيان هذا هو المقصود به، بعض الشركات تصل لحد عرض رسالة تطلب فيها السماح أو الموافقة بـ/على تجميع معلوماتٍ متعلقة باللعب لعرض تجربة أفضل، وسواء كنت تعلم بذلك أم لا، فإن مجرد اتصالك بالشبكة يُقدم خدمة كبيرة للشركات.
