الألعاب المُستقلة والتوسع في الأسواق النامية

قد لا يُشكل لاعبو الألعاب الرقمية النسبة الأكبر من اللاعبين، لكن الجمع بين فئات عديدة من اللاعبين تؤدي إلى صنع مجتمع ضخم وجهاز ناجح في نهاية المطاف، وهذا ما فعلته سوني مع جهازها المنزلي بلايستيشن4، سوني لم تكتفي بدعم الأسماء الكبيرة لبيع جهازها، وإنما قامت أيضاً بدعم فرق التطوير المستقلة وتخفيف الشروط لنشر الألعاب رقمياً على منصتها.

سوني نجحت في هذه الطريقة من قلب الطاولة على خدمة Xbox Live Arcade التي كانت الرائدة في هذا المجال، ونجحت في الحصول على العديد من الحصريات المؤقتة الرقمية، مثل The Witness، و No Man’s Sky، و Axiom Verge وغيرها الكثير.

بالإضافة إلى ذلك، تنوع الألعاب الموجودة على جهاز سوني من الطرف الأول والثالث، وتركيز سوني على تسويق الجهاز في جميع الأسواق، أدى إلى انتشار البلايستيشن4 في العديد من الدول النامية وتفوقه في ذلك على الإكس بوكس ون. البلايستيشن4 يحظى بشعبية كبيرة في الأسواق الآسيوية على سبيل المثال، ويُحقق نجاحات طيبة للغاية في دول مثل تايوان و ماليزيا بحسب تصريحات مسؤولي سوني آسيا.

مايكروسوفت اعتمدت سياسة مختلفة اعتمدت على التركيز على الأسواق الكبيرة في المقام الأول. الXbox One عند إطلاقه صدر في 13 سوق مختلف بصورة رسمية، فيما صدر البلايستيشن4 رسمياً بأكثر من 32 دولة منذ اليوم الأول. إصدار سوني كان قوياً في جميع الأسواق من خلال حملات التسويق المحلية، والترجمة بلغات عديدة منها الدعم الرسمي للغة العربية في الشرق الأوسط ومنذ مرحلة مبكرة جداً، وهي خُطوة تُشكر عليها سوني أيضاً.

ثلاث سنوات قد انقضت تقريباً ونحن نعتقد بأنها فترة زمنية كافية لنحكم بانتصار جهاز سوني المنزلي بلايستيشن4 في هذا الجيل، خاصة مع وصول أرقام مبيعاته إلى أكثر من 40 مليون جهاز حول العالم وهي ما يُقارب ضعف مبيعات منافسه الإكس بوكس ون تقريباً. مع ذلك فإن مايكروسوفت تبقى منافساً شرساً ، وستحتدم ساحة الصراع مُجدداً عند إطلاق الأجهزة الجديدة Playstation 4 Pro وجهاز Project Scorpio من مايكروسوفت التي قامت بالعديد من الخطوات الذكية والناجحة على الصعيد التجاري في الآونة الأخيرة.

الكثير من التشويق ينتظرنا كجمهور اللاعبين في الأشهر القادمة، أما في الوقت الحالي فليس لنا إلا أن نُرحب بعودة ملك الأجهزة المنزلية إلى عرشه.