عليك معرفة السلبيات التي تصاحب الألعاب المتعثرة أو المنقولة أثناء عملية تطويرها من جهاز لآخر خاصة عندما نتحدث عن أجهزة متفاوتة القدرات، لذا إن كنت تبحث عن جانب تقني مبهر أم قصة ساحرة فعليك الإنسحاب حالاً من قراءة المراجعة أما إن كنت تبحث عن تجربة لعب ممتعة فابقى معنا لمعرفة ما قدمه مبتكر سلاسل ديد أور ألايف وننجا جايدن السيد تومونوبو اتاقاكي في Devil’s Third

image

اللعبة تخاطب عشاق الألعاب الخطية الكلاسيكية أي أنها محدودة المساحة باللعب وأساليب قتال لا تتغير حتى نهاية اللعبة، لعل معاصري الجيل السادس من القراء يعرفون بعض الأمثلة المسلية من نفس الصنف مثل ماكسيمو، أونوميشا، بوجن جاي ولعبة المطور السابقة نفسه ننجا جايدن. القصة ليست بالقيِّمة هنا، حيث تتحدث عن منظمة مجنونة تحاول السيطرة على العالم وبعدها تضطر القوات الأمريكية من توكيل المجرم الخطير Ivan ( بطل اللعبة ) للوقوف في صفهم ضد هذا الخطر. الفساد عاث أرجاء العالم كله تقريباً ومن ضمنها سجن “كوبا” أين يقطن Ivan، والأحداث بعدها يمكن وصفها بفيلم أكشن هندي من الطراز الرفيع حتى نهاية اللعبة. ( ويحتمل أنها تروق للعديد من الأذواق )

image

ما تريد اللعبة التميز به هو القتال بإستخدام الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء معاً، أي الدمج بين ألعاب الشوتر والهاك آند سلاش بلعبة فيديو واحدة. الفكرة جريئة ولتطبيقها تحتاج تحكم سلس جداً للقتال بأسلوبي لعب مختلفين، ولحسن الحظ هذا ما توفره اللعبة. ستعتمد على إطلاق الرصاص بشكل أساسي لمحاربة خصومك واللجوء للإحتماء خلف السواتر المختلفة المتوفرة بمحيطك، بينما ستضطر بأن تستل سيفك لمبارزة الأعداء خفيفي الحركة والذين يندفعون إليك بسيوفهم خاطفين فرصة التصويب عليهم منك.

يتميز الإطلاق باللعبة بخاصية التسديد الآلي والتي تساعدك في توجيه بندقيتك على هدفك كنوع من التسهيل للتعامل مع أسلوبيّ اللعبة، وأيضاً عملية الإحتماء تتم تلقائياً عند اقترابك للساتر. هذه الأساليب مدروسة بعناية لتقليل بعض ميكانيكيات الشوتر وصهرها مع أسلوب القتال بالسيف لتعطي أفضل تحكم ممكن للاعب والتعامل مع تحديات اللعبة، حقيقة اللعبة تمكنت من تقديم أسلوب قتال ممتع بفكرتها. ( نذكر بأن التصويب التلقائي يكون عند المحاولة الأولى فقط وليس دقيقاً 100% )

للقتال بالسيف تستخدم زري X للهجوم الخفيف وY للهجوم الثقيل، والمهارات هي نفسها من سلاح لآخر وتختلف فقط عند القتال بنوع آخر مثل القضيب المعدني أو الخناجر أو الفأس…..الخ. كما يوجود عداد خاص للغضب يمتلئ عن طريق القتال بالسيف ومفعوله يكون لزيادة قوة هجماتك، حقيقة لا يقدم الكثير للعبة. الضربات الإنتقامية على الأعداء تحصل بشكل تلقائي عند الإجهاز عليهم، ولا تحتوي على نظام ضغط أزرار ومكررة حسب السلاح الذي تستخدمه. فإن كنت من محبي الضغط على الأزرار أثناء ذلك فللأسف فلن تجد ذلك باللعبة.

صحيحٌ بأنها تستخدم محرك التطوير Unreal Engine 3 المخصص للجيل الماضي إلا أن المطورين يضربون مثالاً رائعاً من ناحية التكيف مع المحرك بتصميم اللعبة. تجسيد الشخصيات وتفاصيلها مثلاً مرسومة بجودة عالية يفتقر إليها الكثير من المطورين حالياً، بالرغم من استخداماتهم محركات رسومية أفضل ! وتجسيد المراحل هو مثال قوي آخر على تكيفهم بالمحرك المحدود القدرات وتسخيره بإبراز جمال المراحل. فالأشجار والمباني والشوراع والأزهار والثلوج …. جيمعها تم منحها حقها من الألوان، وعندما أتحدث عن محرك أنريل نسبة الإحباط لدي أكبر من التفاؤل بإنتاج بيئات مميزة للألعاب.

تقريباً، اللعبة غطت جميع أنواع البيئات المتوقعة والمراحل مصممة بعناية من ناحية التنظيم والمساحة حتى أنها حُفرت بمخيلتي أثناء مروري المتواضع خلالها. هذا يعكس المجهود الذي قام به فريق التطوير بالتركيز على عناصر اللعب، إضافة إلى مهارات Ivan بالتسلق فلقد تم استغلال الإرتفاعات المختلفة للمراحل لتكون منصات قابلة للصعود إليها وإستغلاها كأفضلية للهجوم على خصومك، عوضاً عن البقاء مكتوف اليدين على الأرضية المنخفضة. التنوع ملحوظ ببيئات اللعبة وستحظى برؤية مختلف المؤثرات البصرية بها، وهناك مراحل هادئة مظلمة تذكرك بأجواء ريزدنت ايفل بسوداويتها وأيضاً توجد بعض المراحل الجانبية للتغير من رتم اللعب كمهمة القتال بالسيارة المدرعة ومرحلة الهروب بالطائرة ومهمات الإطلاق بالمدافع التي تطلب منك بمراحل متفرقة. وبهذا اللعبة نجحت بصنع عالم خاص بها بألوانه وتصاميمه لتتذكرها به عندما تخطر ببالك بعد فترة من الزمن.

untitled 6

التحديات من النوع الصعب هنا فبضع طلقات كفيلة بقتلك وإعادتك المحاولة لتخطيها من جديد، وما يثير الإعجاب باللعبة بأنها لا توفر سواتر منيعة 100% لك بل سرعان ما تتهشم وتبلى، بهذا تجبرك اللعبة بالخروج من جحرك واستخدام مهاراتك المتوفرة لتخطي المأزق، والأعداء يزيدون من تلك الصعوب كون البعض منهم يجري بإتجاهك والبعض يطلق من بعيد. المصيبة حين تتصدام مع أحد المدرعين الذين يهاجموك بالمنشار الآلي الذي يقضي عليك بضربة واحدة ! مع طلقات نيران من كل الجهات !! وسواتر هشة !!! عندها أقول: حظاً أوفر لك بتخطيهم بالمرات القادمة.

image

الزعماء جزئيتي المفضلة وأعتقد هي كذلك للكثيرين. الزعيم الأول فقط باللعبة هو الزعيم الضعيف والذي لن تحتاج لإعادة المحاولة عند مواجهته لسهولته لكن، بقية الزعماء شديدي الصعوبة ولتهزمهم عليك بالقتال ضدهم بإستراتيجيات معينة إضافة لمهاراتك القتالية. نعم، لا تستعجل أبداً القضاء على أحدهم وعليك رفع تركيزك لأعلى معدلاته لتسطيع هزمهم، قتالاتهم مشابه كثيراً لزعماء لعبة God Hand من المطور الشهير شينجي ميكامي. هناك تنوع بأحجامهم منهم العملاق ومنهم الذي هو بحجمك والأغلبية منهم ستواجههم بالأسلحة البيضاء. نزالات زعماء بمنتهى الروعة والحماس تقدمها اللعبة بثناياها لمحبي الصعوبة، ونذكر الزعيم الإفريقي Saha الذي ستحفظون اسمه بكل تأكيد .

فريق التطوير اجتهد بالتركيز على تقديم أسلوب لعب ممتع من الصنف الكلاسيكي، والنتيجة كما كانت متوقعة لي كمنتظر لهذا الأسلوب بغض النظر عن القصة المتواضعة، هذه أفضل إصدارات تومونوبو امتاعاً من بعد ننيجا جايدن 2، وهي واحدة من الألعاب التي تستحق إصداراً جديداً بأي وقت قريب. قبل الختام اللعبة تملك طور Score Attack مميز لإعادة المراحل مع الزمن مع بعض الإضافات الشيقة التي لا تتواجد أثناء لعب طور القصة، أثناء إعادتك للمراحل من خلال هذا الطور ستدرك قيمة العناية بتصميم المراحل الذي اجتهد بها الفريق، لأن كل ما تحتاجه لهذا الطور هو مراحل منظمة تستمتع بإعادتها بإستمرار.

الإيجابيات :
* أسلوب لعب خليط وممتع بين الأسلحة النارية والبيضاء
* أسلوب تحكم سلس
* نزالات زعماء صعبة ومميزة
* العناية بتصميم المراحل وتجسيد الشخصيات، وتقديم أداء عالي بمحرك Unreal Engine 3
* التقليل من الإعتماد على السواتر ( Cover System )

السلبيات :
* قصة متواضعة وأحداث مستهلكة
* لا توجد فروق كبيرة بإستخدام الرشاشات النارية
* ذكاء إصطناعي متفوات لدى الخصوم العاديين

الخلاصة : Devil’s Third مغامرة أكشن خطية ممتعة بطول ساعاتها لمحبي النوعيات الكلاسيكية، لكنها تفتقر لعناصر القصة القوية.

شارك هذا المقال