“الجواب يكمن في قصة “دراكولا” الخالدة لبرام ستوكر. بينما طبعاً نصيب الأسد كان من قصص و عوالم لوفكرافت العظيم!” هذا كان جواب مصمم اللعبة كازوهيرو هاماتاني Kazuhiro Hamatani. و يضيف، “لوفكرافت خلق عوالم كئيبة سوداوية فيها من الابداع الكثير و أثبتت أنه مهما طال الزمن ستظل لقصص هذا الرجل رونق لا يغيب.”

وهنا يظهر سؤال آخر مهم؛ من هو لوفكرافت؟

هـ ب لوفكرافت

3

اسمه بالكامل هوارد فيليبس لوفكرافت Howard Phillips Lovecraft، كاتب أمريكي اختص بكتابة روايات الرعب و الخيال العلمي حيث خلطهم في مزيج فريد من نوعه قل من يكتب مثله. يُعتبر أحد الأساطير في الكتابة، و له مدرسته الخاصة و لمسته التأثيرية، لوفكرافت كان يعاني من مرض نادر يسمى Terror Nights و هو مرض يصيب ضحاياه أثناء النوم و يجعلهم يتخيلون أنه تتم مهاجمتهم عن طريق مخلوقات مخيفة، و يبدو هذا جلياً في أعماله. تميزت كتاباته بالسوداوية و الخوف حيث أن أغلب أعماله تدور حول خطر مجهول يهدد البشرية، و عن عوالم أخرى يعيش فيها كائنات مخيفة. بالطبع، إذا جاء ذكر لوفكرافت لابد و أن يجئ ذكر عبدالله الحظرد الشاعر العربي المجنون، النيكرونوميكون Necronomicon أو كتاب الموتى، المدينة التي بلا اسم The Nameless City، الوحش العملاق كثولو Cthulhu، وأخيراً وليس آخراً الكيانات القديمة أو The Old Ones.

الفصل الثاني

مع مرور أحداث المسرحية / اللعبة و تصاعدها نعرف التالي، في قديم الزمان كان سكان مدينة يارنام لديهم طقوس عقائدية خاصة يقدمون فيها فروض الطاعة لمخلوقات تدعى الكيانات القديمة أو The Old Ones. هؤلاء الكيانات بالمقابل كانوا يزودون سكان مدينة يارنام بالدماء التي تساعد على الشفاء، و الذي اشتهرت فيه المدينة في السابق. ما حدث بعد ذلك لم يكن في الحسبان و أصبح الداء من الدواء؛ إذ أن الدماء كانت السبب في تفشي الوباء. و بما أن البداية تحتم أن نبدأ المشوار في ليلة الصيد لذا تم تهيئة الظروف ليصبح اللاعب مرغم للتسلح بالأسلحة اليدوية و النارية و التجول في شوارع يارنام التي أمسى أهاليها يتحولون لوحوش شرسة. في بداية الرحلة يتعرف اللاعب على “جيرمان Gehrman”، الرجل المقعد و الذي يلعب دور الناصح للصيادين المختارين لاختراق شوارع يارنام. و أيضاً نتعرف على “الفتاة الدمية أو The Doll” و التي تلعب دور مهم في تطوير قدرات ومهارات اللاعب.

4

استراحة ما بين الفصول

من لعب بلود بورن سيجد فيها تحدي صعب. “في الواقع قمنا بتخفيف الصعوبة قليلاً في هذه اللعبة لاعتقادنا أنها قد تؤدي إلى تنفير اللاعبين منها.” يقول ميازاكي، “ولكن و بسبب طبيعة العوالم المستوحاة في اللعبة أعتقد اننا لم نوفق في ذلك.”

ويقول هاماتاني “هناك ألعاب فيديو كان فيها الكثير من الإشارات الواضحة لقصص لوفكرافت، لكننا في بلود بورن أردنا أن نجعلها صريحة.”

أنا أتفهم تماماً ما أرادوا قوله، حيث أن قصص لوفكرافت تتميز بجنون عجيب وخيال “شاطح”. دائماً هناك ذلك الرجل المخبول الذي يعرف أكثر من اللازم، والوحوش العمالقة المخيفة ذات الماضي المجهول و يدور قتال مخيف بينهم و بين البشر ينتصر فيه الوحوش في الغالب إلا من تسلح بأدوات معينة يمكنه فقط الانتصار عليهم و… بصعوبة.

هل وصف القصص مألوف؟

يقول ميازاكي “لابد أن نعترف أننا ندين للوفكرافت بشيء من نجاح اللعبة. حيث أن أسلوبه القصصي رائع، فهو يصف الرعب بشكل تجريدي مخيف ويجعل القارئ يحمل شعور كامن طيلة قراءته للقصة بأن لا فائدة من القتال مع الوحوش.”

وهذا بالضبط ما انتهجته بلود بورن، حيث من البداية تشعر أنك ضعيف، خائف، لا تعلم ما يدور حولك، حتى الأشخاص الذين تلجأ لهم توجِس منهم خيفة!

“حتى أننا تعمدنا في تصميم الزعماء أن نجعل منهم مخيفي الشكل، كبار الحجم، ليشعر اللاعب من الوهلة الأول أنه أمام زعيم صعب التغلب عليه.” والحديث لميازاكي.

عن كثولو نحكي

هو مخلوق أتي من أعماق الكون، يعتبر أكبر و أقوى الكيانات القديمة، عملاق، شكله خليط بين الإنسان و التنين والأخطبوط. وصل إلى الأرض و استقر في أعمق أعماق المحيطات. و الجدير بالذكر أنه مخلوق خيالي تم ابتكاره من قبل لوفكرافت و أصبح حاضرً في الكثير من الافلام و المسلسلات و ألعاب الفيديو و حتى الموسيقى. بداية ظهوره كانت في قصة “نداء كثولو The Call of Cthulhu” و التي تم نشرها أول مرة عام 1928. ليس مجال ذكر القصة هنا، و إن كنت أنصح بقراءتها، و لكن ما أريد ذكره أن كثولو الرهيب في القصة سيطر على الناس و تلاعب بهم و تسبب في تفشي جنون و أمراض عقلية بين البشر.

مرة أخرى، هل يبدو هذا مألوفاً؟

شارك هذا المقال