قبل أن نقفز للإستنتاجات، نقدي المتوقع القادم للتوجه المعلن لريميك لعبة فاينل فانتسي 7 لا يعني إطلاقا أنها ستكون لعبة سيئة، فمن المبكر جدا الحكم على ذلك، فهي لا زالت منفتحة على جميع الإحتمالات. ما سأتحدث عنه في الكلمات التالية هو ما تم الكشف عنه مؤخرا، عبر اللقاءات الصحفية و عرض اللعبة الإعلاني في مؤتمر سوني الأخير.

عندما نتحدث عن مصطلح الريميك، فنحن نتحدث عن عملية يتم عبرها إعادة تطوير و إنتاج عمل سابق شهير، دون المساس بقواعده الأصلية. هناك أمثلة كثيرة على مشاريع الريميك، لعل من أبرزها ريميك الجزء الأول من ريزدنت ايفل، و ريميك الجزء الأول من ميتل جير سوليد. في كلتا الحالتين حصلنا على نفس اللعبة الأساسية تقريبا، مع بعض الإضافات التي أعطت لمسة إيجابية. مثلا في ريزدنت ايفل حصلنا على مناطق إضافية في القصر و إعادة هيكلة لبعض الألغاز. بينما في ميتل جير حصلنا على التصويب بمنظور الشخص الأول و إعادة تقديم للمقاطع السينمائية.

في كل حالات الريميك، نستطيع أن نقول أنه موجه لفئتين، الأولى هي عشاق اللعبة الأصلية، ممن وقعوا في حبها لدرجة أنهم يرغبون في عيش لحظاتها مرة أخرى بنسخة محسنة. أما الفئة الثانية فهم اللاعبون اللذين سمعوا باللعبة، و لم تحصل لهم فرصة تجربتها لأسباب متعددة، مثل عدم توفرها أو كونها أصبحت قديمة لدرجة غير قابلة للعب. فاينل فانتسي 7 ليست أستثناء إطلاقا، فقد طالب بها اللاعبون لفترة طويلة، و هي تنتمي لنفس فئة سابقيها من الأمثلة اللتي ذكرتها، و هي ميتل جير و ريزدنت ايفل. كل هذه الألعاب كانت إنطلاقة قوية لسلاسل شهيرة على PS1، في العصر اللذي بدأت عبره الألعاب ثلاثية الأبعاد و تطورت بشكل سريع بعدها لتصل الى ما نراه اليوم من ألعاب تحاكي الواقع.

ريميك فاينل فانتسي 7 ليس مطالبة حديثة، بل إنه يعود لنفس الفترة الزمنية التي ينتمي إليها ريميك ريزدنت ايفل و ميتل جير. أتذكر جيدا عندما ظهرت اللعبة في عرض تقني للـPS3 و إعتقد الجميع حينها أن الحلم سيتحقق، لكن في الواقع سكوير كانت تمارس هوايتها بالتلاعب بمشاعر اللاعبين. لوقت طويل سكوير تجنبت الإلتزام إتجاه ريميك فاينل فانتسي 7، لاحقا لتبرر قرارها بأنها تفضل إن عملت على لعبة ضخمة، أن تكون لعبة جديدة بالكامل مخصصة للجيل الجديد، و ليس زيارة لتجارب من الماضي. و لعل أصحاب الخبرة يعلمون أن تبريرات سكوير ليست إلا خديعة للاعبين، و محاولات يائسة لتبرير قراراتها الإنفرادية.

التاريخ فقط يعيد نفسه، فعندما أصدرت الشركة لعبتها المنتظرة Final Fantasy XIII كأول تجربة في جيل PS3، انصدم اللاعبون بتجربة مختلفة تماما عن أي شيء مضى، و كان الإختلاف سلبيا للغاية. اللعبة كانت تحمل تغييرات كبيرة غير منطقية، جردت فاينل فانتسي من العناصر التي جعلت منعها لعبة عظيمة. فاينل فانتسي 13 كانت لعبة خطية، عبارة عن ممرات طويلة بقتالات متكررة، دون أي حرية في التنقل، دون أي مهمات جانبية أو مدن أو متاجر، لقد قتل التجول و حس الإستكشاف بالكامل. حينها سكوير سئلت عن قراراتها الغريبة، و تحديدا غياب المدن في اللعبة، لتبرر الشركة حينها الأمر بأن المدن غير ممكنة لأسباب تقنية، حيث يصعب تنفيذها بدقة HD!

سكوير إينكس لم يوقفها ما بررت به قراراتها في فاينل فانتسي 13، لقد كان الأمر عبارة عن وصاية على اللاعبين. سكوير قررت نيابة عن الجميع أن ألعاب الـRPG لم يعد أحد يرغب بها بأسلوبها القديم و كما كانت. لكن في الواقع أن هذه القرارات كانت رغبات سكوير فقط، و رؤيا خاطئة للمستقبل نتج عنها أسوأ لعبة فاينل فانتسي رئيسية على مر التاريخ، و بداية العصر المظلم للسلسلة العريقة. لكن هذا لم يحرك ساكنا في الشركة، فقد استمرت القرارات لتكون مجرد تحقيق لأحلام و رغبات أولئك العاملين داخل أروقة سكوير إينكس. فكيف لشركة أن تقرر إصدار ثلاثية من الألعاب لواحدة من اسوأ ألعاب فاينل فانتسي على الإطلاق، ثم التبرير بأن البطلة لايتننج لها شعبية كبيرة، و أكاد أجزم أنها ستحصل على المركز الأخير في أي استفتاء لشعبية أبطال السلسلة في أي زمان و مكان.

بالعودة لفاينل فانتسي 7 نجد نفسنا نطرح أسئلة مألوفة من جديد. ما اللذي جعل الشركة تقرر فجأة تطوير مشروع الريميك الغير مرغوب داخليا لفترة طويلة، و لماذا تم الأختيار لأن يكون مشروعا ضخما و مكلفا كما رأينا مؤخرا في كشف اللعبة. قرارات فعلا تستحق الوقوف عندها، خصوصا من شركة تعاني الأمرين في إنهاء مشروع متخبط مثل لعبة فاينل فانتسي الرئيسية القادمة و الجزء الـ15. الجزء الرئيسي القادم مر على عشرات المعارض، و تحول من مشروع لعبة فاينل فانتسي فرعية الى جزء رئيسي للسلسلة، و رغم تغيير دفة القيادة للمشروع فنحن حتى اللحظة لا نعلم متى سيصدر، و هل سيكون على مستوى مقنع بعد كل هذا الإنتظار.