ألعاب الفيديو كثيرا ما تمنحكم تذكرة مجانية لعوالم غريبة، أو أماكن واقعية قد لا تسمح لكم أيام حياتكم بزيارتها يوما كالفضاء، ولعبة Corpse Of Discovery ستنقلكم للفضاء لعالم خيالي وستدعوكم لقضاء بعض السويعات وأنتم تقفزون كالأرانب السعيدة من مكان لآخر لاستكشاف ما حولكم، والمراجعة ستوضح لكم السبب الذي دفعني للقول أنكم تقفزون من مكان لآخر.

Corpse Of Discovery لعبة استكشاف من منظور الشخص الأول. اللعبة ستأخذكم للفضاء حيث عليكم مرافقة شخصية اللعبة في مهمة لاكتشاف الحياة على أكثر من كوكب مع بيئات كبيرة يتم توليدها إجرائيا (بشكل عشوائي لكن منظم) اللعبة تخلط الواقعي بالخيالي حيث عليكم البحث عن وسيلة للعودة للأرض بعد تحطم مركبتكم، إلا أنها تعرض قصة مربكة بالخلط بين التلاعب بالزمن والواقع وتداخل العوالم وغيرها، وحتى إن انطلقت القصة من أساسٍ قوي ومتين فمحدودية الموارد كعادة المطورين المستقلين دفعت المطور لاختصار الكثير وعدم إعطاء القصة حقها لتظهر بشكل أفضل، خسارة كبيرة حقا بالنظر لما يمكن أن نحصل عليه من فرق تطوير تعمل على الجانب الفني والإبداعي دون ضغط، خاصة حين نرى أن النهاية غريبة وغير مفهومة وتحتاج لتوضيحات أكبر.

اللعبة ستضعكم على أكثر من كوكب مع مهمة مختلفة في كل مرة، مثلا البحث عن مجموعة من الكائنات الغير مكتشفة، أو عن مصادر إشارات غريبة، والمؤسف أن اللعبة تقع سريعا في تكرار كبير جدا باعتمادها الكلي على التنقل من النقطة ألف للنقطة باء، ومن النقطة باء للنقطة جيم وهكذا، وبعد الانتهاء من هذه المهام المتشابهة فأنتم تنتقلون للكوكب الآخر للحصول على مهمة مختلفة لكن بنفس الطريقة، المهام متباعدة وأرجلكم هي الوسيلة الوحيدة للتنقل، كما يمكنكم القفز سواء للإسراع قليلا أو الوصول للأماكن العالية، وبتواجد بعض المهام في أماكن مرتفعة فستقضون الكثير والكثير من الوقت في القفز من مكان لآخر، وأنا قادر بأن أقول بكل تقة أنني أمضيت وقتا في القفز أطول بكثير من الوقت الذي قضيته في المشي، خاصة بعد امتلاك نفاثات الدفع التي تسمح بالارتفاع عن الأرض بشكل كبير، التحكم للأسف محدود جدا ومقتصر على الانتقال من مكان لآخر والمطور كان صريحا بالإشارة لذلك وتصنيف لعبته كلعبة “محاكاة مشي” مضيفا أنها ليست لعبة للكل، وأحترم بشكل كامل هذا الإختيار.

لا تملكون خريطة واضحة في اللعبة، كل ما عليكم القيام به هو تتبع الإشارات في البيئة التي تخبركم أين تتواجد مهمتكم، كما عليكم الاعتماد على ما يشبه البوصلة المتطورة التي تظهر بيئة اللعبة بشكل ثلاثي الأبعاد والتي تُظهر المكان الذي عليكم الانتقال إليه قبل الحصول على الإشارة التي توجهكم نحو المهمة بدقة، وحتى إن كان ذلك كافيا للعبة تعتمد بشكل كلي على الاستكشاف فالتكرار يجعلها مملة، وكان بالإمكان بلا شك إضافة بعض العناصر التي تضيف بعض التحدي. يمكنكم أيضا إن رغبتم بذلك بالتوجه نحو الإشارات الجانبية البعيدة عن المهمة الرئيسية والتي تسمح لكم باكتشاف كائنات جديدة، وللأمانة بتكرار فعل الشيء نفسه أكثر من 4 مرات على نفس الكوكب لم أكن مهتما بالابتعاد عن المهمة والبحث عن شيء، هذا إضافة لأنني نلت كفايتي من القفز والسقوط بهدوء بفعل الجاذبية.

التوجه الفني في اللعبة جميل، وكل كوكب يمتلك بيئة مختلفة وتهديدا مختلفا على حياة اللاعب، فواحد مثلا يمتلك إشعاعات قوية ستتسبب في موتكم إن بقيتم بعيدا عن الظل لفترة طويلة، وواحد آخر يملك بيئة بركانية وعليكم القفز بين المنصات لكي لا تقعوا في الحمم وهكذا، لكن هذه الأشياء لا تضيف تحديا كبيرا في الحقيقة، واللعبة سهلة جدا. رسوميا اللعبة متواضعة جدا، والتوجه الفني هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجعلها مقبولة، الألوان أيضا باهتة بشكل يجعل اللعبة تفقد جزءا من جمالها، والخلاصة أن الفريق قام بمجهود كبير لجعل كل كوكب مختلفا عن الآخر وتواضع الرسومات عائد في الغالب لمحدودية الموارد.

اللعبة تحتوي تمثيلا صوتيا مقبولا، شخصيتكم الرئيسية صامتة، إلا أنكم ستتلقون مكالمات من القاعدة على الأرض، وسيرافقكم آلي بذكاء اصطناعي، وحتى إن وجدته مزعجا في البداية فالاستماع إلى ما يقول يصبح ممتعا خاصة باستكشاف العالم من حولكم والحقائق التي يخبركم بها. الموسيقى في اللعبة هادئة ولم أنتبه لتواجدها إلا حينما أردت تغيير بعض الإعدادات وتوقفت في مكاني لبعض الثواني بما أنني أبدأ بالقفز مباشرة بعد تشغيل اللعبة وهي حقيقة لا مهرب منها للأسف، وإن كان ذلك يعني شيئا فلعله يعني أن اللعبة لا تتميز بموسيقاها من دون شك.

عمر اللعبة قصير، ساعتان تقريبا لمن يرغب بإنهاء المهام بشكل خطي، وربما ساعة إضافية للوصول للمهام الثانوية، ولا توجد نشاطات إضافية للقيام بها أو أسباب تجعلكم تعيدون اللعبة من البداية، وهنا يمكن للكل ملاحظة جانب الاستكشاف الهزيل الذي من المفترض أن يطيل عمر اللعبة لكنه لا يفعل ذلك، و Corpse Of Discovery تفسد جزءا من مهمة استكشاف المجهول بالتكرار الذي تعاني منه على مستوى المهام وأسلوب اللعب.