قبل أيام معدودة مررنا بالسنة الثالثة على صدور أحد أفضل الألعاب في التاريخ, GTA IV لم تقدم لنا أسلوب جديد ومتطور ولا مدينة واقعية ضخمة بتفاصيل دقيقة ورائعة فحسب بل قدمت لنا أيضاً شخصية جديدة ومميزة بعالم الألعاب, شخصية أعدها واحدة من أفضل الشخصيات التي مررت بها وهي من بين الشخصيات التي بقت في ذاكرتي وأثرت بي لدرجة إني وددت التعمق فيها ومعرفتها أكثر ووددت أن أراها في كل لعبة ألعبها, ليست لإنها واقعية إلى حدا ما بل إنما أقاويلها وتعقيدها وعمقها جعلاني أتودد لها وأعشقها.

حديثنا اليوم عن شخصية Niko Bellic. هي ليست كسائر الشخصيات التي مررنا بها وليست كسائر الأشخاص المجرمة والرخيصة التي عرفناها من قبل, تلك الشخصيات التي تقتل دون هدف أو بعيداً عن الأهداف والطموحات الشخصية لماذا قد يضطر البشري لقتل أدمي أخر؟! هل من أجل الحياة الرفاهية! هل هذا كل شيء؟! هل كل شخص يأتي من لاندري من أين ولانعلم لماذا يقتل ويفعل مايشاء بضمير ميت وبينما ماضيه وأسبابه لاتبرر له أبداً أفعاله! نيكو بيليك شخصية مختلفة عن كل ذلك. نيكو ولد وترعرع بسيبيريا تلك المدينة التي مزقتها أهوال الحرب الصيبيريا, وكان لوالد نيكو دور رئيسي في جعل حياة نيكو صعبة فكان دائماً ما يعامله بقسوة وهو من جعله أن يشارك بالحرب في فترة مراهقته, وبينما أمه كانت حزينة على أبنها الوحيد كونه قد تربى في هذه البيئة القاسية.  في أثناء تلك الحرب الباردة شهد نيكو على عمليات قتل متوحشة, وقد خسر الجيش السيريبي المعركة ومات الكثيرين على أثر الحرب وبينما نيكو أستطاع النجاة والهرب بأعجوبة. بعد إنتهاء كل شيء كان الحصول على لقمة العيش صعب جداً فلذلك أتجه نيكو للأعمال الغير قانونية من متاجرة المخدرات وقتل أناس وبيع أناس, وعمل بذلك الوقت عند عدة أشخاص بعضهم خانه وتسبب في سجنه لسنين طويلة.

بعد أن خرج نيكو من السجن كان تلك الشخصية الموضوعة بالقائمة السوداء عند كبار شخصيات المافيا الروسية كونه قد شهد على أعمالهم القذرة بالماضي, وبالوقت نفسه وصلته رسالة من إبن عمه رومان يدعوه فيها لأن يأتي ويعيش معه الحلم الأمريكي والذي يحلم بها كل مهاجر لتلك البلاد, وقد سارع نيكو بالهرب متجهاً إلى مدينة الحرية لعله يفلح في تحقيق حلمه والعيش عيشة هادئة ولعله يستطيع نسيان أهوال الحرب وماضيه الأسود الملطخ بالدماء والخطاية والذنوب. عند وصوله للمدينة أكتشف بأن إبن عمه قد زور قليلاً أو فلنقل كثيراً من الحقائق الكاذبة التي ظل ينسجها حول نجاحه الكبير في مدينة الحرية.
يجد نفسه نيكو عائداً لنقطة الصفر ليبدأ حياته كقاتل مأجور منفذ للأحكام التي تصدرها العصابات من معاقبة هذا وتلقين ذاك, قد يبدوا لك نيكو من البداية ذلك المهاجر الأرعن المنعدم الضمير والأخلاق ولكن كلما بقيت معه وتعمقت في شخصيته ستكتشف أن في داخله شخص منكسر الجناح, مستعد لفعل أي شيء حتى يهرب من شخصيته السابقة, تلك الشخصية التي لاتعرف للناس ذمة ولا للفضيلة طريقاً.

نجد في قصة نيكو ذلك الشخص البائس والذي عانى كثيراً من الحياة المره, بعيداً عن كونه شخصية من عالم الألعاب فقد أستطاعت روكستار إتقان وأظهار شخصية نيكو بتلك الشخصية المجرمة ذو الدم البارد والقصة الجميلة. قال نيكو عدة عبارات رائعة في GTA IV يعبر فيها عن مامر به بحياته القاسية مثل “الحياة معقدة, قتلت العديد من الناس ونهبتهم وبعتهم, لكن ربما هنا الأمور قد تتغير” وقال أيضاً في عبارة أخرى له “I Was very young and very angry, maybe that is not excuse, but I need the money, in this place or elsewhere” في العبارة الأخيرة يوضح نيكو معاناته من الحياة ويذكر فيها بأن قد لايكون ماضيه عذراً لما يفعله ولكنه يحتاج للمال كما هو حال الجميع في هذه الحياة.

ثلاثة سنين مضت قضيت فيها لحظات جميلة برفقة Niko Bellic ولا أزال أرى فيها تلك الشخصية المجرمة المثالية التي يتوجب على أي صانع لألعاب المافيا والعصابات إتخادها مصدر إلهام لصنع شخصية مثالية أبعد من أن تكون شخصية طفولية بأهدافها السخيفة البلهاء.

حسناً ماذا عنكم أعزائي القراء ؟ هل أعجبتكم شخصية نيكو بيليك ؟ هل مازلتم تلعبون بها ؟ أم إنها مجرد ماضي حافل بالذكريات!

شارك هذا المقال