كم تبلغ من العمر؟ هل كان الجيل الأول لك هو جيل البلايستيشن أم السوبر ننتندو أم غير ذلك؟ أم كنت من الأشخاص الذين عاصروا سوق العاب الفيديو من البداية فالبتأكيد ستتذكر جهاز العاب صدر في الثمانينات الميلادية بمنطقة الخليج تحت إسم “صخر” أو كما يعرف ببلده الأم اليابان بإسم MSX, لست هنا لأروي قصة هذا الجهاز الكلاسيكي والذي بدأت عليه سلاسل العاب شهيرة مثل ميتل جير ولكن سأتحدث عن نقطة معينة توضح الكثير من الأشياء التي لطالما وجدتها غامضة جدا.

بمجرد أن تقوم بتشغل هذا الجهاز وتظهر لك شاشة البداية ستلاحظ عزيزي القارئ مشهدا قد لايخطر على بالك منذ الوهلة الاولى, ماذا؟ اللغة العربية بشاشة الترحيب بالجهاز؟

نعم هذا الجهاز الكلاسيكي صدر لدينا بالمنطقة معربا بالكامل, وهنا لا أتحدث فقط عن تعريب شاشة البداية ولكن حتى بشاشة القوائم كانت معربة بالكامل من قبل شركة العالمية, هنا قد يبدأ البعض بالضحك والحديث عن كون الامور سابقا مختلفة عن الأن حيث يتطلب الأمر جهودا كبيرة وفرق عمل كبيرة والخ الخ من هذا الحديث, ولكن بنظرة بسيطة إلى الواقع سابقا سنجد أن الحال هو نفس الحال, صحيح ان التكنولوجيا تطورت وأصبح العمل يستهلك جهدا أكبر ولكن كذلك كان الوضع سابقا, كل جيل يحاكي جيله, أي أن مايصرف من جهد ومال بالوقت الحاضر يعادل مايصرف من جهد ومال بالماضي مع تغيير النسبة المئوية فقط.

http://www.true-gaming.net/tgupload/images2/msx3.jpg

أخي القارئ أليس من المعيب أن حضارتنا قبل أكثر من 20 عام إستطاعت أن تعرب أجهزتنا بالكامل وحتى تحولت لشركات تطوير ألعاب وكنا نستمتع بألعاب على جهاز الصخر باللغة العربية تحاكي واقعنا وتاريخنا وتعلم النشئ لدينا اركان دينهم وماضي أجداهم وتاريخ أنبيائهم وقصص من رفعوا راية الإسلام عبر الأزمان؟

أذكر تماما عندما كنت أذهب لمتجر العالمية, قسم خاص بالمتجر كان مخصصا للألعاب العربية, بالتأكيد كنت أستمتع بألعاب كرة القدم والكونغ فو والأهرامات والسيرك من كونامي ولكن أيضا كنت أستمتع بتجربة الألعاب العربية التي كان يجلبها لي والدي العزيز رحمة الله عليه مثل بنك المعلومات واخنبر ذكاءك و تاريخ العرب وغيرها من الألعاب التي شاركت في تربيتي وتوسيع دائرة المعرفة لدي.

قد أخرج من الموضوع قليلا لأتحدث عن شئ قد يبدو بعيدا ولكن بمجرد التفكير ستجدون أنه أقرب مايكون للواقع, هل تملك أخوة أصغر منك؟ هل تشاهدهم وهم يبكون ويصرخون عند ذهابهم للمدرسة لأسباب كثيرة لا أود ذكرها والدخول في متاهات كثيرة ولكن, اليست التكنولوجيا قد بنيت لراحة الإنسان, لماذا إذا لم نستفد منها للتواصل مع الجيل الحالي؟ الجيل الحالي يفضل إستخدام التقنية بشكل مكثف وقد أصبحت بمتناول الجميع من صغار وكبار بأشكال متنوعة من التقنية المحمول منها والثابته, جوالات ولاب توب والأجهزة اللوحية وغيرها من الأشياء, كم منها يقدم برامج التعلم للنشئ باللغة العربية؟ أين لغتنا العربية من ألعاب الفيديو الحالية بكل أنوعها؟ يتحجج بعض المسؤلين بهذة الشركات بصعوبة برمحة اللغة العربية لأنها من اليسار لليمين؟ سبحان الله؟ ألم تكن كذلك منذ أكثر من 20 عاما؟ أين هي شركات التطوير والنشر العربية؟

للأسف الشديد أسئلة كثيرة لا ولن أجد لها إجابة, أسئلة ليست وليدة اليوم ولكن تعكس صورة حزينة لكيف توقفت بنا عجلة الزمن ولم نواكب التقدم رغم أننا وضعنا حجر الأساس له منذ سنوات وتوقفنا, شكرا شركة العالمية ولمن وقف عليها وقدم لنا نموذجا رائعا لزمن جميل, من العيب أن لانقدر من ضحى وقدم شئ بل وننساه ونترك الرمال تغطي ماتبقى من جسد حلم كان بيوم من الأيام مشرق وأصبح واقعا مؤلم.

شارك هذا المقال