– صدور جهاز ال CD-i

في اكتوبر من العام 1991 صدر جهاز فيلبس CD-i، في تلك الفتره تفطّن القائمون بشركة ننتندو على حقيقية العقد المبرم بين شركتهم وشركة سوني في العام1988 وأدركوا أن الأمور تصب لصالح شركة سوني التي أصبح بإمكانها إصدار جهاز خاص بها باستطاعته تشغيل العاب السوبر ننتندو وكذلك الاسطوانات الخارقه التي لاتملك ننتندو حقوقها بينما تفعل ذلك سوني، وبدء القلق يدب في أوصال المسؤلين في الشركة.

SONY DSC

عندما تأكدت ننتندو أن اسطوانات الليزر بالفعل هي المستقبل المنتظر للالعاب أدرك ياماتشي أن اتفاقيته مع سوني يجب أن تقف عند هذا الحد بشكل أو بأخر وفي تلك الأثناء قام ممثلي شركة ننتندو بقسمها الامريكي انذاك “هاورد لينكون” و “مينوري ارواكا” (رئيس القسم الامريكي لشركة ننتندو وممثل الشركة من اليابان) بالطيران إلى هولندا لعقد اتفاق مع الشركة الاوربيه الأضخم في مجال الالكترونيات (فيلبس) وبموجب هذا الاتفاق أصبح من حق شركة فيلبس أن تنتج العابا خاصة بشخصيات ننتندو على جهازها الحديث CD-i وفي المقابل تقوم الشركة بإنتاج جهاز أو (طرفيه) جديدة للسوبر ننتندو تمكنه من تشغيل العاب الاسطوانات الحديثه.

بموجب هذه الإتفاقيه أصبح بامكان ننتندو أن ترخص انتاج العاب الاسطوانات لملحقها الخاص للسوبر ننتندو بشكل حصري وفي تلك الاثناء قامت فيلبس باستغلال شخصيات ننتندو بإنتاج أربعة العاب منها واحده لماريو وثلاثة لزيلدا على جهازها CD-i في محاولة لتحقيق نجاح قوي لجهازها المنزلي.

في تلك الاثناء كانت ننتندو تستعد لعرض جهازها السوبر ننتندو لأول مره في الأسواق الامريكية وكان من المقرر ان يتم عرض الجهاز لاول مره في شهر يونيو من العام 1991 بمعرض Consumer Electronics Show.

– يونيو 1991 .. معرض CES

في يونيو من العام 1991 بمدينة شيكاغو الأمريكيه أقيم معرض CES، ومن خلال المعرض وكما أكدت سوني من قبل تم عرض جهاز البلايستيشن القادر على تشغيل العاب السوبر ننتندو من نوع الكارترج بالاضافة الى امكانيته بتشغيل اسطوانات الليزر الخاصه بسوني بسعة 680 ميجابت بنسخته الأولية.

الجهاز بالاضافة الى قدرته على تشغيل الألعاب فهو يعمل كجهاز ترفيه متكامل وبامكانه تشغيل الافلام والموسيقى واكدت سوني من خلال المعرض أن استديوهاتها الشهيره بانتاج الافلام (كولمبيا) قد بدأت العمل فعلا لانتاج مجموعة من الافلام التي تعمل على الجهاز ونشاهد بالأسفل صور للنسخة الأولية من الجهاز كما جاءت بالمعرض:

من خلال مجلة Fortune الشهيره تحدث السيد Olaf Olafsson رئيس قسم النشر لدى سوني حول الجهاز الجديد بقوله:

 “سيكون سوق الفيديو جيمز اكثر إثارة عما كان عليه في جيل الكارترج بحكم امتلاكنا لاستديوهات انتاج الافلام فبإمكاننا العمل من البداية لانتاج افلام خاصه للجهاز الجديد”

في هذه المرحلة وصلت ننتندو لدرجة متقدمة جدا من الغضب، فإذا كان اعلان سوني وحده ليس كافيا فالارباح التي تحققها سوني من شريحة الأصوات المبالغ في سعر أدوات الانتاج لها على السوبر ننتندو كبيرة جدا، ونستطيع القول بأن سوني امتلكت ننتندو في هذه الفتره بشكل ما.

بعد إعلان سوني القوي بيوم واحد فقط فجرت ننتندو المفاجئة، كان الجميع يظن أن ننتندو ستعلن رسميا عن اتفاقيتها مع سوني على الملأ ولكن كان لـ”هاورد لنكون” وممثلي ننتندو رأياً آخر عندما أعلنوا رسميا ومن خلال المعرض أن الشركة وقعت اتفاقية انتاج مع شركة فيلبس (منافس سوني الأكبر الكترونيا انذاك) لإنتاج طرفية تشغيل العاب الاسطوانات على السوبر ننتندو:

والسبب كما قال هاورد لنكون رئيس القسم الأمريكي بشركة ننتندو آنذاك “لأن تكنولوجيا فيلبس افضل”

سوني علمت بالخبر قبل حدوثه بيوم واحد فقط وحاول المسؤلون بشركة سوني بشتى الطرق الاتصال بمسؤلي شركة ننتندو ولكن لم تكن هنالك أي اجابه من طرف ننتندو، وهنا اشتعل غضب مسؤلوا شركة سوني، بسبب الاتفاقيه السابقه بين الشركتين وضعت ننتندو نفسها في دوامة المحاكم والمشاكل، ولكن الأهم من ذلك أنها خرقت أهم قانون (غير مكتوب) بين اليابانين وهو عدم خرق أي اتفاقيه بين شركتين يابانيتين من أجل اتفاقيه مع شركة اجنبيه من خارج اليابان حيث كانت اليابان في تلك الفتره مازالت في انغلاق عن العالم الخارجي فيما يخص التقاليد والعادات والقوانين .

هددت سوني ننتندو بأنها ستتقدم بشكوى عبر المحاكم وكانت اجابة ننتندو أن إتفاقيتها مع فيلبس لاتتعارض ابدا مع اتفاقيتها مع سوني حيث بإمكان سوني اصدار جهاز البلايستيشن دون أي مشاكل، وفي النهاية وجد الطرفان أن الحل الأفضل هو الاتفاق حيث مازالت ننتندو تعتمد على شريحة اصوات سوني في جهاز السوبر ننتندو ومازال بإمكان سوني ان تصدر جهازها القادر على تشغيل العاب السوبر ننتندو فرأت سوني أن الاتفاق مع ننتندو هو الحل الأفضل بدلا من توسيع الهوة بين الشركتين.

Lincoln-Arakawa

اتضح جليا بعد هذه الأحداث أن الاتفاق مابين ننتندو وفيلبس لم يكن تجاريا في المقام الاول بقدر ماكان محاولة من ننتندو للحصول على قسم أكبر من أرباح الجهاز الجديد أو نستطيع القول على سُلطة أكبر من السابق ولكن سوني لم تهتز وطالما هنالك عقد موقع بين الشركتين فلا يهم ماهو غير ذلك.

استطاعت ننتندو أن تخرج من جميع المشاكل القانونيه لان سوني مازالت بحاجة ننتندو واستطاع “هاورد لنكون” بحنكته الادارية أن يخرج الشركة من مأزق كبير جدا واستمرت العلاقة مع فيلبس بحسب الاتفاقيه المبرمة بين الشركتين.

شارك هذا المقال