5

– الفصل الثاني من القصة: قمة النجاح و قمة التخبط!

لم تكن تجربة سيجا الأولى مميزة على صعيد الأجهزة المنزلية ورغم إصدارها لأكثر من جهاز بجيل الـ8 بت ولكن لم تحقق أيا منها النجاح المأمول بالأسواق المهمة والحديث هنا عن اليابان و أمريكا، يرى الكثيرون أن السبب خلف لك هو غياب العنوان القوي الذي يميز الشركة عن منافستها شركة ننتندو وتم حل المشكلة أخيرت مع صدور جهاز الـ16 بت من الشركة بإسم Genesis بالأسواق الأمريكية أو الـMegadrive بالأسواق اليابانية و الأوربية مع لعبة Sonic the Hedgehog التي حصلت على إعجاب كبير وكانت الإسم الذي إحتاجته سيجا لتحقيق النجاح.

الصورة في اليابان كانت متوسطة فلم تتقبل الجماهير اليابانية أجهزة سيجا بشكل جيد والبعض يربط ذلك بكونها شركة بطابع غربي بشكل أكبر بتاريخها وعناوينها والبعض يرى أن غياب الدعم من الشركات المهمة لليابانيين مثل سكوير سوفت و اينكس بوقتها سبب رئيسي خلف ذلك، بالأسواق الغربية حقق جهاز الشركة الجديد نجاحا قويا ونافست الشركة ننتندو وكانت أول من أطلق على ننتندو لقب “شركة العاب العائلة” بينما توجهت سيجا لصورة الجماهير “الكوول” وجيل المراهقين الجديد.

للأسف الشديد كان نجاح سيجا بجيل أجهزة الـ16 بت أول و أخر عهد للشركة على صعيد النجاح التجاري، بدأت بعدها تخطبات الشركة، أصبحت الشركة تفكر بالمستقبل بشكل أسرع من وضع السوق، فبدأت بصناعة عدد من الأجهزة المختلفة بنفس الوقت كطرفيات لجهازها الناجح، أولا مع Sega CD وهي طرفية جديدة بتقنية إسطوانات الليزر ولكن المشكلة الرئيسية أن سوق الألعاب لم يعرف بعد هذه التقنية بهذا الوقت فكانت عملية البرمجة صعبة جدا جعلت الجميع ينفر من هذا الجهاز وأولهم سيجا نفسها.

بعد ذلك آرادت الشركة أن تطيل من عمر جهاز الميجادرايف فأصدرت جهاز جديد كطرفية له بإسم Sega 32X ليتحول الجهاز إلى جهاز بقدرات أجهزة الـ32 بت بالعام 1994 قبل صدور الأجهزة الرسمية الخاصة بهذا الجيل وكما كان الحال مع جهاز الـSega CD لم يحصل الجهاز على أي دعم وأي نجاح فحاولت سيجا مجدا بإصدار جهاز Mega Multi الذي يجمع كافة الأجهزة الماضية بجهاز واحد بلا أي نتيجة و الكارثة كانت بكون هذه الأجهزة أثرت على عمل سيجا على جهازها الجديد الفعلي للجيل الجديد بإسم Sega Saturn:

أخيرا بعد عدد من المحاولات الفاشلة تصدر سيجا جهازها المنزلي الرسمي بالعام 1995 وبإسم Sega Saturn، الجهاز كان أغلى سعرا من منافسه الأول بالسوق من سوني “البلايستيشن الأول” بمبلغ 100 دولار ولكن لم تكن هنا المشكلة، فالسنوات الكثيرة التي قضاها فريق تطوير الأجهزة بالشركة على الطرفيات الخاصة بالميجادرايف جعلت تركيز سيجا على هذا الجهاز ضعيفا جدا، فخرج الجهاز بقدرات تقنية ضعيفة جدا و الكارثة الأكبر بكون عملية البرمجة عليه كانت كابوسا جعل الشركات تبتعد سريعا عن الدعم وحتى سيجا نفسها كانت تعاني بالتطوير على هذا الجهاز.

النتيجة كانت واضحة، الساترن لن يكون جهاز سيجا الناجح القادم ومن هنا دخلت الشركة بدوامة المشاكل المالية بعد عدد من الأجهزة الفاشلة تجاريا على صعيد الأجهزة المنزلية و المحمولة، سيجا بدأت الدخول بمرحلة الضياع الإداري وسوء التخطيط، بدأت المصادر المالية تنفذ ولكن كانت هنالك المزيد من المشاكل بالطريق ….

شارك هذا المقال