حسنا لنتحدث بخصوص شيء يثير اهتمام الكل في هذه الفترة ضمن فقرة “حدث وحديث” التي أتحدث فيها عن حدث مهم أو خبر يثير اهتمام اللاعبين في فترة معينة من وجهة نظرة تجمع بين الرأي الشخصي والنظرة التحليلية، شيء يتقلب بين من يرى فيه مستقبلا مزهرا وبين من يرى فيه مجرد طريقة “جديدة” للفشل، فالتاريخ يعيد نفسه كما يقال، والتاريخ لا يحمل في جعبته نجاحات البشرية وحسب وإنما مجموعة من الخطوات التي كانت سببا للعودة للوراء، فلنتحدث إذا في سطور عن خوذة الخيال الواقعي، أو التقنية بشكل عام.

1

إستحواذ Facebook على شركة Oculus VR يظهر اهتمام شركات خارج نطاق الألعاب بهذه التقنية، لكننا لن نتحدث عن هذا الأمر بل سنتحدث الخيال الواقعي في الألعاب، ففي حين قيل عنها (التقنية) مستقبل ألعاب الفيديو فالكثيرون يرون أنها تقنية سابقة لأوانها أو أنها ببساطة بعيدة عن إعطاء التجربة الجيدة للاعب محترف، شخص يكفيه الحصول على وحدة تحكم في يديه ولعبة من نوعه المفضل، مع قصة وأسلوب لعب رزين، والباقي بالنسبة له مجرد إضافات تحوله بطريقة ما لذلك اللاعب البسيط الذي يستمتع دون البحث عن التحدي.

الكعكة الآن تنقسم بشكل “لطيف” بين الـOculus Rift على الحاسب وخوذة Project Morpheus من Sony، المزيد من الإشاعات تتحدث عن دخول المزيد من الشركات لقاعة الحفل وبذلك توزع قطع إضافية من الكعكة بينهم، Microsoft، Valve، Nvidia وربما Nintendo، ومن يدري فليس من الضروري أن تكون لك علاقة مباشرة بالألعاب لتعرض نسختك الخاصة من خوذة الخيال الواقعي وتشارك أنت أيضا في حفلة بدون دعوة، لكن الأمر في بدايته ومطورو الـOculus Rift واجهوا العديد من المشاكل في بداية التطوير، أما الآن فالمستقبل يبدو بلا شك أفضل بكثير من السابق، غير أنه علينا كلاعبين ألا ننخذع بما ستعرضه لنا الشركات في عمر تقنية مازالت بأسنانها اللبنية.

project morpheus 2

  • استعمال أكبر لخوذة الـOculus Rift

ما أراه شخصيا هو دعم أكبر لطرفية الـOculus بما أنها على الحاسب والمطورون على الحاسب أكثر نشاطا من غيرهم، ناهيك عن المطورين الذين لا يمكن أن أقول عنهم مستقلين وإنما هواة ولذلك قلت أنهم أكثر نشاطا، فلقد رأينا نسخا كثيرة من الألعاب الغير رسمية تستخدم خوذة الخيال الواقعي، لذا التجارب عليها ستكون أكثر، وحتى بتواجد دعم جيد للمطورين المستقلين على الأجهزة المنزلية إلا أنه من غير المنطقي أن تعرض نسخة من لعبة Zelda بإحدى أجزائها الكلاسيكية على جهاز Sony الشيء الذي حصلنا عليه على الحاسب، وهنا يبقى الدعم الأكبر لطرفية الـOculus ناهيك عن كونها السباقة للمجال، وسيكون أيضا من السهل تجربة ألعاب صدرت في وقت سابق على الحاسب من خلال الطرفية، قد أتحدث هنا عن مجال خارج نطاق الأعمال الرسمية لكنه مهم أيضا، إضافة لكون مكتبة الحاسب الشخصي أكبر من بقية الأجهزة من حيث كم الألعاب من منظور الشخص الأول.

  • Sony ستترك العمل على خوذتها لغيرها

من جهتها ستعاني Sony مع خوذة إن ركزت عليها كثيرا، وتعول الآن بشكل كبير على المطورين المستقلين في بداية حياة الطرفية، فالألعاب الموجهة للطرفية لن تكون سوى إعادة هيكلة لألعاب صدرت، وليس من المستبعد أن يقل إهتمام المطورين بالطرفية مع الوقت، ما أنتظر هو دعم قليل من Sony نفسها، فحين تفتح أبواب المواجهة غالبا ما يصبح من المهم ألا تبتعد عن تحسين جودة التجربة الأساسية، والتجربة الأساسية هنا هي وحدة التحكم، وأتوقع شخصيا أن يتكرر ما حدث مع طرفية الـMove التي تعتبر إضافة بسيطة لا تغير الكثير وأغلب الألعاب التي عليها لم تعطي الشعور بأنها أضافت شيئا حقا، والبديل هنا يبقى خارج استوديوهات الشركة وأغلب التجارب من دون شك ستكون من فرق خارجية سواء بشكل حصري وأستبعد هذا الأمر أو من مطورين مستقلين، أما Sony فدعمها سيكون قليلا.

Microsoft

  • Microsoft سترتب أوراقا قبل دخول اللعبة

دخول Microsoft لا يبدو مستبعدا، لكن من المتوقع أن تتأني الشركة بهذا الخصوص، طرفية الـKinect تأخذ سلفا جزءا كبيرا من اهتمام الشركة، ولا أرى شخصيا فائدة من إطلاق خوذة خيال واقعي للـXbox One في هذه الفترة، التي تحاول فيها الشركة ولحد الآن التسويق للـKinect على أنها جزء من التجرية وليس أكسسوارا إضافيا، إلا أنها وحتى الآن للاعبين الحقيقين تبقى أكسسوارا إضافيا مهما حدث، ولا توجد هناك نوايا للشركات الأخرى بتطوير لعبة تعطي تجربة مختلفة لدرجة تجعل اللاعب المحترف يرى أنه حصل على شيء جديد ومختلف، وإطلاق طرفية جديدة سيشتت مجهود الشركة أكبر.

  • خوذة الخيال الواقعي ليست مستقبل الألعاب وإنما جزءا منه.

نعت خوذة الخيال الواقعي بمستقبل الألعاب أمر مبالغ به، فالألعاب بكل التطور الحاصل تقدم أفضل التجارب للاعبين المحترفين من خلال وحدة تحكم تقليدية وذلك منذ سنين مضت، فحتى الـWii U مثلا لم يعد قادرا على أن يثير الانتباه من خلال الـGamePad كون اللاعبين يرون أنفسهم يبحثون عن الشيء ذاته في كل مرة، التجربة قبل كل شيء، و Nintendo أظهرت نيتها في بذل مجهود مضاعف من أجل أن تظهر للاعبين أن الـGamePad يعطي تجربة مختلفة وليس مجرد أكسسوار للـWii U، لذا وكغيرها لن تستطيع خوذة الخيال الواقعي أن تفرض نفسها كتجربة منفردة لها وزنها كما فعل تحكم الـWii قبلا، أو الفأرة على الحاسب التي تسمح للاعبين بالإحساس بأن التجربة تحتاج فعلا لهذا الأكسسوار أو ذلك.

Oculus Rift 2

ما أحاول الوصول إليه من حديثي هو أن خوذة الخيال الواقعي ليست مستقبل ألعاب الفيديو كما نعتت به، بل لا أرى سببا يجعلني أفعل ذلك، فنحن نتحدث عن مجال ضخم لا يحتوي بعض ألعابٍ من منظور الشخص الأول، وربط مستقبل الألعاب كاملا بهذه التقنية غير منطقي، الخوذة ستبقى أكسسوارا إضافيا، تجربة إضافية، لكنها لن تحل مكان التجربة الكلاسيكية، ولنختبر أنفسنا من الآن، قد يدفعك الفضول لتجربة خوذة الخيال الواقعي من دون شك، لكن لن تدفعك التجربة الفريدة التي تقدمها لذلك بما هي عليه الآن، ونختم بالقول أن الخيال الواقعي ليس مستقبل ألعاب الفيديو وإنما جزءا من هذا المستقبل وحسب.

شارك هذا المقال