Garrett ليس بالشخصية التي تدخل عالم الألعاب أول مرة، “فالمالك الحقيقي” للأشياء النفيسة كان بطل الألعاب السابقة من نفس اللعبة وسيخرج مجددا من مخبئه ليستعمل رشاقته وخبرته في السطو على الأشياء، الأستوديو الواقف وراء اللعبة هو ذاته الأستوديو الذي أعاد إطلاق لعبة Deus Ex بشكل ناجح، وربما وفق في المرة الأولى ولم يفعل في الثانية، وGarrett لم يخجل من إظهار نفسه مجددا لكنه سيخجل من دون شك أنه فقد مهارته ولعل عامل الزمن ومشاكل التطوير أترث عليه. كل شيء مغلق يمكن فتحه، كل شيء مخبأ يمكن إيجاده، وكل شيء يعود لك يمكن أن يصير ملكي، عبارات يقولها سيد اللصوص، لكن ليس كل إعادة إطلاق للعبة ما تكون موفقة.

إن كانت اللعبة مرت بمرحلة تطوير صعبة ومشاكل كثيرة فالأمر يظهر من أول ساعة في اللعبة، فالقصة تمزج بين الخيال والواقع لتخلق بعدا اجتماعيا من خلال مدينة اللعبة مع الأمراض التي انتشرت بين الناس وثورة الشعب ضد الحكم، إضافة للإستغلال وخطط الاستفادة من الأوضاع المزرية لدهس أبسط حقوق الناس وحفظ حياتهم، لكن ذلك كله يفشل في إعطاء قصة واضحة ومتناسقة، فشخصية اللعبة يتحول من مجرد لص محترف لبطل عليه إنقاذ المدينة بعد اكتسابه لقدرات خاصة حصل عليها بعد حادث خارق يشرحه لكم المطورون في بداية اللعبة، لكن الكل ضمن حوارات متوسطة ومقاطع غير متصلة، والقصة للأسف لا تخضع لمنطق معين وكل ما ستحصلون عليه مجموعة من الأحداث المبعثرة التي تصنع قصة نعم، لكنها لا تصنع قصة مثيرة للاهتمام.

اللعبة تعتمد بشكل كامل على التسلل والسرقة، لذا عليكم دائما البحث عن طرق تهربون من خلالها من الأعداء، لذلك لديكم مجموعة من الأدوات التي شخصيا استغنيت عنها في أكثر من مرة وذلك لسهولة اللعبة في نمط صعوبتها المتوسط، لكن رفع الصعوبة لا يزيد الشيء الكثير للبيئات الصغيرة والخطية، وكل ما عليكم إن رأيتم عدوا سوى بالبحث عن طريق جانبي وستسلمون منه، ما يمكن الإشادة به هو كون تجربتكم قابلة للتشخيص بالكامل وهي نقطة قوة كبيرة، بهذا يمكنكم تعطيل المساعدات والمؤشرات على الشاشة، فاللعبة من النوع الذي يأخذ بيدكم، تعال وافعل كذا، اذهب وافعل كذا، وحتى إن عطلتم المساعدة وغيرها فـGarrett سيخبركم بالحل بنفسه، ليس بشكل مباشر لكن من خلال بعض التلميحات.

Garrett قادر على التسلق، وتنقلب الكاميرا لمنظور الشخص الثالث حينها، لكن الأماكن التي تتطلب منكم التسلق عبر الأنابيب والحواف قليلة جدا، وسيبدو التحرك خطيا وشبيها بكونه أتوماتيكيا، فما عليكم سوى تحريك عصا الأنالوج لجهة معينة والباقي على لصكم الذي يقفز من تلقاء نفسه، غير ذلك فهو قادر على الصعود على الأشياء واستعمال الحبال والدخول من فتحات التهوية، الخلاصة القدرات الكلاسيكية لألعاب التجسس والتسلل، ولا يمكن حقا القول أن باللعب ما يثير الاهتمام ناهيك عن كون اللعبة لا تعرض أي تنوع يذكر بهذا الخصوص، فما لديكم في بداية اللعبة لديكم حتى النهاية وحركات Garrett محدودة جدا، دون احتساب أنه لا يستطيع القفز الشيء الذي لا أراه نقطة سلبية لعدم تأثيره على التجربة.

اللعبة رغم محدودية أسلوب اللعب تعوض القليل من خلال الأدوات التي في حوزتكم، مايشبه المخطاف الصغير الذي يسمح لكم بالصعود للأماكن العالية بغرزه في الشبابيك، علما أن الأمر يسري بشكل أتوماتيكي فما عليكم سوى الركض باتجاه الحائط لفعل ذلك، يمكنكم أيضا استخدام قوسكم لإرسال مجموعة من الأسهم المختلفة نحو العدو، البعض منها مميت، والأخر يساعد في تشتيت انتباه العدو من خلال تفعيل آليات معينة أو إشعال النار في شيء في بيئة اللعب، كما يمكن إطفاء الشموع والنيران بفضل أسهم الماء، الكل يمكنكم شراؤه من أشخاص من المدينة في اللعبة أو تجدونه في أماكن مختلفة في مراحل اللعب، وعليكم استخدام كل شيء بذكاء كون ما لديكم محدود جدا.

اللعبة تعرض أيضا عليكم إمكانية تطوير قدراتكم من خلال نقاط الخبرة، كما تستطيعون الحصول على مجموعة من الأدوات لسرقة الأشياء أو فتح أماكن جديدة بإمكانها أحيانا احتواء العديد من الكنوز الثمينة، يمكنكم على سبيل المثال شراء مفتاح البراغي أو سكين صغير وغيرها وتبقى مشترياتكم مفيدة للسرقة فقط دون إعطائكم فرصة الشعور بأنكم اقتنيتم شيئا مفيدا، وما يمكن القول أنكم تسرقون من أجل أن تطوروا مهاراتكم لتسرقوا مجددا، ويمكن رغم كل شيء ملاحظة بعض الأفكار الجميلة فالعدو ينتبه مثلا للشموع التي أطفأتم ويعيد إشعالها، كما توجد مجموعة من الغربان والكلاب التي تكشف مكانكم للعدو وعليكم التخلص منها بقتلها، أما الأعداء فهم غير قادرون على رؤيتكم وأنتم في الظلام، وأحيانا بشكل مضحك، فكلما كانت الإضاءة أقوى أصبحت احتمالية كشفكم من قبل العدو أكبر وكذلك يفعل الصوت، فالمشي على الزجاج أو الماء يكشف مكانكم بشكل أسرع وعليكم الانتباه للمكان الذي تضعون فيه أقدامكم.