الفانتازيا المظلمة التي عشقتها كثيرا عبر لعبة “عصر التنين” الأولى تعود من جديد ، الفريق الكندي الشهير ( بيووير ) و المختص بألعاب تمثيل الأدوار يقدم أخيرا لعبته المنتظرة بشدة “عصر التنين 2” بعد فترة من الانتظار ، بعيدا عن كوارث و مآسي فصيلة الـDarkspawn المتوحشة و معاناة مقاطعة فيرلدن ، ننتقل هذه المرة إلى قصة جديدة كليا مع بطلنا الأنيق هوك الذي يأخذنا إلى مغامرة غير مسبوقة وإلى مدن و مناطق لم نستكشفها من قبل ، هوك و في رحلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مآسي الحرب و البحث الشخصي نحو المجد و البطولة و الكرامة ، دراجون ايج2 ترتدي حلة جديدة تماما و تركز بالكامل هذه المرة على قصة شخصية هوك الذي يمشي في طريقه ليصبح البطل الخالد لمدينة Kirkwall .. و ها هي حكاية بيووير الجديدة تقع بين أيدينا أخيرا و ها نحن نقدم لكم هذه المراجعة .

قبل أن نبدأ في هذه المراجعة لا بد أن نقدم لكم نبذة بسيطة عن اللعبة و عن الفريق المطور ، فريق بيووير فريق كندي متخصص بألعاب تمثيل الأدوار الاستراتيجية و قد بدأ مشواره بعدد من الألعاب على الحاسب الشخصي لاقت نجاحا و شهرة واسعة ، يعتبر هذا الفريق بأن القصة هي أهم عامل في الألعاب على الإطلاق و يركز على تقديم ألعاب مع أفضل مستوى قصصي ممكن ، و لعل أبرز ألعاب الفريق على أجهزة الحاسب الشخصي كل من لعبة Baldurs Gate الشهيرة للغاية ، و لعبة Never-winter Nights فائقة الشعبية و التي سببت حالات من الهوس و الإدمان من قبل لاعبي أجهزة الكمبيوتر قبل ما يقارب العشرة أعوام ، بعد ذلك انتقل الفريق لمزيد من الشهرة و النجاح عندما قدم كل من لعبة جيد امباير و لعبة حرب النجوم الشهيرة Knights of the Old Republic التي يعتبرها الكثيرون أفضل لعبة تمثيل أدوار غربية على الإطلاق و الأكثر شعبية من بين ألعاب بيووير المتعددة ، كما أن كلا اللعبتين تمتعتا بإصدارات ناجحة على جهاز العم بيل جيتس الإكس بوكس بجانب أجهزة الحاسب الشخصي ، بل أن لعبة حرب النجوم يعتبرها الكثير من النقاد و اللاعبين كواحدة من أبرز الأسباب لنجاح ألعاب تمثيل الأدوار الغربية على أجهزة اللعب المنزلي و انتقالها عليه بنجاح من أجهزة الكمبيوتر .

إلا أن بيووير لم تنسى عشاقها القدامى و جماهيرها الوفية ، و لتنخرط الشركة في واحدة من أطول المشاريع و أفضلها في تاريخ بيووير العريق نعم انها لعبة عصر التنين و التي استغرق الجزء الأول منها حوالي الأربعة أعوام في التطوير و الإعداد و التخطيط الكامل لعالم Thedas المترامي الأطراف ، بكل ما يحتويه هذا العالم من ثقافة و تاريخ و فكر و حضارة و ديانات و أجناس و صراعات و حروب ، و قد كان الهدف من اللعبة بالبداية أن تكون الوريث الشرعي لألعاب بيووير القديمة المبنية على أنظمة الفرق ، إلا أن القرار تم تغييره لاحقا لتحظى أجهزة اللعب المنزلية أيضا بنسختها الخاصة من دراجون ايج ، اذا كنت تريد أن تبحث عن الجان و الأقزام و مخلوقات الأوركس و التنانين المتوحشة لتعيش الفانتازيا المظلمة التي تحلم بها ، فليس أمامك سوى أن تلعب دراجون ايج و التي بالمناسبة تستقي الكثير من أصولها من رواية تولكين الخالدة “سيد الخواتم” . حسنا دراجون ايج الأولى هي واحدة من أفضل تجارب ألعاب الفيديو التي مررت بها على الإطلاق و لا يمكنني أن أنسى الشخصيات الرائعة و لا المهمات الإبداعية المليئة بالخيال و التشويق و المفاجآت ، مستوى الكتابة في لعبة عصر التنين كان من عالم آخر بالفعل إنه عمل لا يضاهى في جودته التي تناطح لغة الشعراء و الروائيين ، كما أن الفانتازيا المظلمة التي قدمتها اللعبة لا تقل روعة عن أعمال تولكين الخالدة ، فهي مظلمة موحشة و مقلقة للغاية . و سأكتفي بهذا الوصف للجزء الأول من اللعبة فقد قدمنا لها سابقا مراجعة كاملة على صفحات موقعكم المفضل ترو جيمنج ، و سننتقل الان إلى الثرثرة عن الجزء الثاني الذي انتظرناه بشغف كبير .

من البداية ستلاحظ بأن توجه الفريق المطور مع اللعبة مختلف كليا عن الجزء الأول ، بينما كان الجزء الأول يروي قصة عالم بذاته و يحكي أحداث حقبة زمنية معينة من تاريخ Thedas ، تنتقل بنا القصة في الجزء الثاني إلى حكاية البطل هوك ( كالعادة يمكنك أن تلعب بشخصية ذكورية أو أنثوية ، مصحوبة بتمثيل صوتي كامل هذه المرة ) حيث يبدأ هوك و عائلته بالهرب من قرية لوثرينج ( تلك القرية الوديعة في الجزء الأول و التي تلتقي بها مع كل من ليليانا و ستين ، هل تذكرها ؟ ) قبل أن يطيح بها هجوم مخلوقات الداركسبون المرعبة ، نعم هذا معناه أن أحداث الجزء الثاني تبدأ فعليا خلال أحداث الجزء الأول هذا غريب قليلا أليس كذلك ، و لكن هذا هو الطريق الذي ستسلكه هذه اللعبة فهي تنتقل إلى التركيز الكلي على قصة شخصية هوك ، الذي ينجح في الهرب من فيرلدن بأكملها شمالا وصولا إلى منطقة الـFree Marches و هي تتكون من دويلات مستقلة غير موحدة ، و بالتحديد مدينة Kirkwall و التي تملك عائلة هوك فيها منزلا و تاريخا عريقا ، يتفاجأ هوك و عائلته عند الوصول إلى كيركوول بأن العم جاملين قام بخسارة منزل العائلة وهو الان يعيش في منطقة من أحقر مناطق المدينة ، بعيدا عن الجاه و السلطة و المنصب و بحثا نحو حياة جديدة تبدأ مغامرة بطلنا حيث ترى كيف يتسلق تدريجيا سلم النجاح و الشهرة من مجرد لاجىء متواضع إلى بطل تاريخي لهذه المدينة العجيبة ..

يمكننا أن نقول بأن قصة دراجون ايج2 تنقسم إلى 3 مغامرات رئيسية يتحدث القسم الأول فيها عن طريق البطل للحصول على النقود و النجاح في تحسين وضع العائلة في المدينة ، بينما تنتقل القصة في فصليها الثاني و الثالث إلى أبعاد جديدة كليا .. حيث أن العالم لا يمكن أن يعيش بسلام حتى بعد هزيمة الداركسبون في الجزء الأول و تبدأ الأطماع و الأحقاد المعتادة في التفشي بين الأجناس المختلفة و تصل أيضا إلى السحرة و الـTemplars ، باختصار الفصول الأخيرة في القصة تتحدث عن صراعات و أبعاد سياسية كليا .. أبعاد لا يوجد فيها “أبيض” و “أسود” أي أنك لن تتمكن من تحديد الخير و الشر بكل سهولة ، فهنالك الكثير من الجهات المتصارعة هي جميعا تمتلك وجهة نظر منطقية .. و هنا يأتي دور أروع عناصر اللعبة في اختيار المصير لأكثر القرارات أهمية في كيركوول و صدقني عزيزي اللاعب ستفكر كثيرا في بعض القرارات و سترغب في معرفة نتائجها المختلفة ، فهي أكثر صعوبة مما تتصور !

شارك هذا المقال
Dragon Age II
لعبة تمثيل أدوار مسلية ، قوائم مرتبة و سهلة الاستخدامات ، قرارات حاسمة و مصيرية .
منطقة لعب محدودة و مكررة للغاية ، مهمات أقل جاذبية من المعتاد ، طريقة لعب تأخذ خطوة إلى الوراء ولا تقدم أي جديد ، اللعبة بأكملها تبدو أشبه بإصدارة فرعية أو قصة جانبية بدلا من أن تكون إضافة حقيقية لعالم السلسلة .
اذا كنت من عشاق ألعاب بيووير عموما و سلسلة دراجون ايج خصوصا فلا بد أنك حصلت على هذه اللعبة قبل أن تقرأ المراجعة ، دراجون ايج2 تستحق اللعب بالرغم من نواقصها المتعددة فهي تجربة أخرى و حكاية جديدة تروى لنا في عالم مليء بالأطماع و الأحقاد و الطموحات و قصص البطولة الخالدة.
تاريخ النشر: 2011-03-01
طورت بواسطة: Bioware
الناشر: EA