Morio Asaka

مرحباً بكم مجدداً بعد غياب مع فقرة أبرز مخرجي الأنمي والتي تناولنا في أولى فقراتها الشاب الصاعد بسرعة الصاروخ تاتشيكاوا يوزورو، اليوم سنتحدث عن مخرج آخر يمتلك قدرات كبيرة و هو السيد Morio Asaka.

الحقيقة و ربما لاحظتم ذلك فأنا أرغب من خلال هذه الفقرة بتسليط الضوء على مُخرجين قد لا يكون بعضهم تحت الأضواء إلا أنهم يتمتعون بقدرات كبيرة جداً و وجودهم خلف أي عمل أنمي يثير الحماس و رغبة المشاهدة للكثير من محبي الأنمي الياباني، فالجميع يعرف هياو ميازاكي و إيساو تاكاهاتا و لكن اسماً كـ موريو أساكا لا يتردد على الألسن كثيراً، وُلد هذا المخرج عام 1967 و درس الفنون و التصميم في جامعة أوساكا قبل أن ينضم إلى استوديو النجوم Madhouse.

بدأت مسيرة موريو أساكا الإخراجية مع أنمي حقق نجاحاً طيباً للغاية في وقته و أعتقد أن الكثيرين منكم يذكرونه جيداً و هو أنمي القوى السحرية Cardcaptor Sakura، إلا أن الأنمي الذي فجّر كافة قدرات هذا المُخرج الإبداعية هو الأنمي الدرامي المعروف Nana، و على أنني لم أشاهد نانا بالكامل إلا أنني أعرف جيداً مدى الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها بين محبي مسلسلات الأنمي الدرامية كواحد من أفضل الأعمال في هذا المجال.

Nana

مع أعمال مثل Gunslinger Girl و Nana أصبحت الفكرة المأخوذة عن هذا المخرج هو أنه متخصص في الأعمال الموجهة إلى جمهور الإناث، و ربما يكون هذا الأمر صحيحاً من ناحية تجارية بحتة إلا أنني أعتقد بأن موريو أساكا-سان مُخرج ذواق و بارع للغاية في مجال الدراما الإنسانية، و لعل أكثر ما يُثبت ذلك هو مستواه الإخراجي الرفيع للقصة الأولى من أنمي Aoi Bungaku بعنوان No Longer Human بالإضافة إلى تحفتة الفنية الخالدة Chihayafuru. شخصياً أعتقد بأن المخرج – أي مخرج – هو الناقد الأول لأي قصة يقرؤها و يقدّمها إلى الجمهور، و مستوى المسلسل يعكس نظرته الشخصية و قدرته على فك رموز القصة الأصلية و شيفراتها كما انتوى مؤلفها الأصلي. المستوى الدرامي الرفيع الذي تظهر عليه أعمال أساكا-سان تعكس حسّه العالي في تذوّق أعمال المانجا التي يقتبسها و يحوّلها إلى مرئيات تضجّ بالروح و الحياة، فالمخرج الجيد يجب أن يكون قارئاً و محللاً جيداً أيضاً.

و لا تقتصر جودة أعمال هذا المخرج المميّز على القراءة الفنية الرفيعة للدراما، و إنما يحافظ أيضاً على ثبات مستوى أعماله فلا يوجد أي تذبذب في الإخراج أو القيمة الإنتاجية مهما ازداد عدد الحلقات، و الحقيقة أنني أتعجب قليلاً من كثرة التفاوت في مستوى الحلقات في الكثير من الأنميات الحديثة حيث لم تكن هذه الظاهرة دارجة بنفس الكيفيّة في الماضي.

موريو أساكا أستاذ في الدراما الواقعية و أستاذ في تقديم العلاقات الإنسانية و الشخصيات العميقة، و أعماله تركت في مُحيانا ذكريات لا تُمحى.

شارك هذا المقال