لعله بإزاحة إسم Indiana Jones من الطريق فإن لقب صائد الكنوز التصق بشخصيتي Lara و Nathan ونادرا جدا ما نرى ألعابا تأخد نفس التوجه لتنقلنا لقلب حضارات منسية حيث معادلة الكنز والفخ دائما حاضرة، على وجه التغيير نستقبل إسم DeadFall Adventures لعبة منظور أول تحاول أن تدمج بين تحكم كلاسيكي وتجربة قليلا ما نعيشها.
شخصيا لم أتوقع الكثير من اللعبة، ولعلها لم تخيب ظني بذلك، إنطلاقا من القصة التي تخلط الطبيعي بالغريب، تتقمسون شخصية صائد الكنوز المغامر James Lee Quatermain الذي يرافق الآنسة Jennifer Goodwin التي على ما يبدو تمتلك مهارات عميلة حكومية وعالمة آثار مغامرة، البحث ينطلق من مصر للبحث عن قطعة تحرر قوة كبيرة، قلب أطلنطس، وطبعا هناك دائما أشرار يقفون أمام الأخيار لهم نفس الهدف، الاختلاف الوحيد أنهم ألمان يبحثون عن السيطرة على قوة قلب أطلنطس وأدع لكم حرية تخمين سبب ذلك.
عموما شخصيا لم أتعلق بالقصة ولا بتطورات الأحداث، واضحة منذ البداية وهذا شيء لا يمكن أن نختلف فيه أنا وأنت عزيزي القارئ من دون شك، يبقى الاختلاف في كوني أجدها مستهلكة وأضاعت فرصتها بأن تكون مثيرة للاهتمام، بعض الأسرار تكشف بسرعة البرق وأحداث كثيرة عرفت نهايتها قبل أن تقع، ببحث بسيط وجدت أن إسم James Lee Quatermain مرتبط بشخصية Allan Quatermain شخصية روايات وشخصية اللعبة ما هو إلا حفيده الذي على ما يبدو ورث وسامته، خفة دمه وربما القليل من تهوره أيضا.
كأي لعبة FPS فالتحكم سهل وسلسل منذ الساعات الأولى، وربما أضيف أنه كلاسيكي حتى النخاع وينتشر ذلك إلى أن يبلغ قلب اللعبة، فالتنوع في اللعبة يساوي صفرا، ربما أضع واحدا أو إثنتين إنصافا لبعض الأفكار البسيطة، لديكم سلاحان رئيسيان، وهما مسدسان، ومن تم تستطيعون الحصول على أسلحة نارية مختلفة من هنا وهناك، سواء بأخدها مباشرة من الأعداء الذين تقابلون أو بالعثور عليها، يحق لكم حمل سلاحين فقط، المسدسان وبندقية أو رشاش إضافة للقنابل، التحكم كما ذكرت سابقا كلاسيكي لأبعد درجة، فلا تتوقعوا أن تحصلوا على أي شيء إضافي في الساعات المتقدمة من اللعبة، تطلقون النار، تفعلون بعض الآليات وغيرها، وتطلقون النار مجددا، لكن ما يميز اللعبة عن غيرها من ألعاب إطلاق النار الحالية أنها من النوع الهادئ، فاللعبة تحتوي كما كبيرا من الألغاز هنا وهناك، وأحيانا تخرجون من لغز لتقعوا في واحد أخر ما يجعل وثيرة اللعب بعد كل قتال تتباطأ.
اللعبة تعتمد أيضا على القليل من الاستكشاف، لديكم لذلك بوصلة ومذكرة ملاحظات قديمة كتبها لكم الجد Quatermain، وأضيف مصباحا للقائمة لكي أذكره في الأسطر القادمة أيضا، عموما كل أداة تخدمكم بشكل أو بأخر في حل الألغاز أو العثور على الكنوز التي لها هدف واحد مضاعفة قدراتكم الخاصة، لذا فكروا جيدا في فتح بوصلتكم من وقت لأخر لأن سهمها دائما يشير لمكان كنز قريب ترفعون به قدراتكم المتعلقة بالأسلحة، مقاومتكم للضربات أو مضاعفة قوة المصباح، بدءً بالكنوز فمن السهل الحصول عليها إن وجدتم خريطة الكنز الخاصة بالمرحلة التي أنتم بها لتكونوا متأكدين أنكم حصلتم عليها كاملة، البعض منها مخبأ في أماكن واضحة في حين البعض الأخر تجدونه وراء أفخاخ قاتلة عليكم التفكير جيدا بطريقة الوصول إليها.
اللعبة كما ذكرت تقوم بشكل كبير على الألغاز، ومذكرة الملاحظات تفيدكم بحلها، البعض منها سهل وواضح والأخر يحتاج بعض الانتباه، لديكم دائما تلميح في مذكرتكم كما يمكن التعديل على صعوبتها في أي وقت للحصول على تلميحات إضافية من رفيقتكم، بعض الألغاز تحتاج أدوات خاصة والبعض الأخر يحتاج أن تفعلوه بشكل عادي بالضغط على زر أو تحطيم شيء، كما سيتطلب منكم كثيرا استعمال أسلحتكم النارية لحل بعض الألغاز البسيطة، ولكي لا أنسى، المصباح يساعد في حل العديد من الألغاز.
هذه ليست الفائدة الوحيدة للمصباح، لأن الأعداء في اللعبة ليسوا مجرد مجموعة من الجنود الألمان البلهاء، بل ستواجهون بعض المومياءات والحراس الموتى الأحياء ولن يموتوا إلا بتسليط الضوء قبل القضاء عليهم، تقريبا كما في لعبة Alan Wake، غير ذلك تسليط الضوء على بعض الألغاز يسمح بحلها، سواء بالمصباح أو من خلال تغيير مسار الضوء من خلال مرايا كبيرة.
أطلت الحديث قليلا لأن أهم ما يميز اللعبة هو الألغاز الكثيرة رغم بعض التلميحيات التي تفضح اللغز من البداية والبعض الأخر الذي يجعله أصعب مما يبدو عليه، وحديثا عن الصعوبة يمكن تغيير صعوبة المواجهات أيضا، التي أراها تخبئ ذكاءً اصطناعيا سيئا للأعداء، ولا يشكلون أي خطر حقيقي لولا تصويبهم الخيالي عليكم فهم لا يخطؤون أبدا وقليلا ما يختبؤون إن كنتم تطلقون عليهم النار، لنقل أنه عدم إتزان في ذكائهم، أما المومياءات فكل ما تبحث عنه أن تحضنكم وتقول لكم أهلا أهلا ومرحبا.
لنقفز بسرعة للحديث عن الرسومات، متواضعة ومائلة للرسم الكارتوني الذي يفسرها استخدام محرك الـUnreal Engine، ذلك يفتح المجال أمام أماكن جميلة للغاية وأذكر مرحلة ما تحت الأرض ومرحلة الغابة المخضرة، أما البقية فالبعض منها فارغ وسيئ رغم محاولات هنا وهناك لملئ كل مرحلة ببعض التفاصيل، تصميم الأعداء عادي إلا القليل منهم من جنود الموتى الأحياء، هناك حسنة واحدة أن المراحل ليست خطية بالكامل وهناك طرق عديدة لبلوغ الهدف، ولديكم الكثير من الفخاخ المنتشرة هنا وهناك التي بالإمكان استخدامها للقضاء على أعدائكم، المجال المفتوح في البيئات وضع ليستفيد منه طابع الاستكشاف في اللعبة وهناك كنوز مخبأة في كل مكان في اللعبة.
الأصوات هي الأخرى تتقلب بين القليل الجيد والقليل السيء، أغلب الخلفيات الموسيقية هادئة إلا أثناء القتالات ولعل أجمل المقاطع للاسف هي الخاصة ببداية اللعبة ونهايتها، أما أثناء اللعب فلا وجود لشيء يسترعي الانتباه، رغم ذلك اللعبة تفسح المجال أمام بعض الحوارات المسلية التي تعكس خفة دم شخصية اللعبة أثناء مخاطبة رفيقته في الرحلة، والباقي يبقى معلقا هناك في الأعلى بعيدا عن وصول درجة المتوسط.
محاولة في تمديد عمر اللعبة تحتوي اللعبة نمط لعب تعاوني مكون إن لم أخطء من11 نمط لعب مختلف من عصارة هذا الجيل وكلها تتبع خطوات اللعبة في كونها كلاسيكية حتى النخاع، الفرق الوحيد أن بعض الخرائط ممتازة حقا وذلك راجع لاحتوائها على عدد كبير من الفخاخ التي تفعلونها حين يصل العدو إليها و” باغابوم ! ” لن يدري ما حصل له، وكوني شخصا يحب الحديث عن الأشياء من البعيد وبدون مقارنات في الغالب فسأنسل بهدوء خاتما المراجعة كالعادة وقائلا لكم أن نمط اللعب الجماعي لن يشغلكم إلا قليل في ظل ما تقدمه اللعبة الذي يصل الست ساعات بهدوء لما يأخد حل الألغاز من وقت في ظل قتالات سيئة مع الأعداء خاصة الجنود ولا توجد متعة كبيرة في مواجهة العشرات منهم مرارا وتكرارا على طول اللعبة.
DeadFall لعبة تسلم من الانتقادات كونها اختارت توجها مختلفا عن الكثير من ألعاب المنظور الأول الحالية، لعبت على موضوع قليل الاستهلاك مع لعب كلاسيكي سهل وبسيط وبعض الأفكار الجديدة والجميلة التي خدمت اللعبة، نمط اللعب الجماعي يبقى مقبولا وشخصيا لن أشكو حتى من عدم تواجده كونه أضاف القليل فقط.
