قبل عدة أيام وضع أحد أصدقائي و هو عبدالرحمن المديهيم رسالة في تويتر تحتوي على صورة شهيرة من أيام إطلاق الـPSP و الـDS لأول مرة. تلك الصورة تذكرنا بالتوقعات الخاطئة الكبيرة التي صنعها النقاد و الجماهير في عقولهم عند صدور الجهازين. جهاز سوني PSP كان دائما حسن المظهر و السمعة، خصوصا و هو يتألق بشكل واضح أمام الـDS ضعيف التقنية و قبيح المظهر في تصميمه الأول. لكن سرعان ما اكتشفنا أن نظرتنا تلك ما كانت الا تحليلا سطحيا بسيطا بعيدا عن الواقع الذي ينتظرنا خلال الشهور التي تلت إصدارهما.

الـPSP رغم كونه مغريا عند النظرة الأولى، لكن يمكن إختصار تجربته بأنه لعبة كونسل على شاشة صغيرة و نظام تحكم اسوأ. حتى تصريح سوني بأنه جهاز مصمم للعب في المنزل يزيد من تساؤل المرء عن السبب الذي يدفعه للعب عليه بينما البلايستيشن2 أو 3 يجلس بالجانب و في متناول الأيدي. الحماس المنقطع لجهاز محمول متقدم تقنيا بشكل غير مسبوق لم يدم طويلا قبل أن يخمد بسرعة. سوني قامت بتجربة أولى بعيدا عن المجازفة معتقدة أن كل ما فعلته على الكونسل من نظريات ستعمل بشكل سلس في عالم المحمول.

ننتيندو كانت خائفة فهي لم تكد تتهنى بإصدار الجيم بوي أدفانس الجديد حتى تفاجأت بمنافس جديد يقدم تقنيات غير مألوفة و يحمل اسما تجاريات عانت منه الشركة كثيرا. ننتيندو اضطرت الى اتخاذ قرار سريع، فيبدو أن الأدفانس رغم حداثة عهده لكنه غير كافي لإطفاء فورة سوني. المنقذ هنا كان الأسطورة ياموتشي رئيس ننتيندو السابق الذي اقترح على الشركة حلا انتحاريا. لقد اقترح ياموتشي جهازا بشاشتين، ننتيندو طبقت الفكرة و أضافت اليها لمسات أخرى مثل القلم و شاشة اللمس و المايكروفون. هذا الجهاز الجديد من ننتيندو الذي حمل اسم Nintendo DS خرج للأسواق بشكل مغامر و سريع، حتى أن المطورين لم يحصلوا على فرصتهم لتقديم أسماء تستحق مديح النقاد عليه خصوصا في شهوره الأولى.

دخول DS الخجول التقى إنطلاقة سريعة من PSP المتألق بنظر متابعيه، ننتيندو خسرت معركة البداية لتنتصر في الحرب في النهاية. بدأت لاحقا تظهر ملامح المنتصر أكثر، خصوصا مع ظهور ألعاب Nintendogs الغير متوقعة و التي كانت موجهة الى جمهور غير مألوف و جديد تماما. الجمهور أراد الـDS و كان يجد فيه متنفسا بعيدا عن ألعاب الكونسل التقليدية. جهاز DS كان مجموعة عوامل نجاح كبيرة مجتمعة في مكان واحد، لكني دائما أضع في مقدمتها كونه قدم طريقة لعب مختلفة عن ما نراه في المنزل عندما نمضي وقتا مع جهاز الكونسل الخاص بنا. لم يمنع الجهاز ضعفه التقني و لا بدايته البطيئة، فالمعادلة الصحيحة نجحت في حمل الجهاز الى النجاح الساحق في آخر الأمر.

مع ظهور أخبار إعلان PSP جديد على السطح لا أجد نفسي الا خائفا أن تقوم سوني بتكرار سياستها السابقة من جديد. هل سنرى PSP آخر بمواصفات تقنية أفضل (جرافيكس مطور) و إضافة عصا تحكم أخرى لتلبية رغبات مطوري ألعاب FPS. هل ما يبحث عنه اللاعب حاليا حقا هو PS3 محمول؟ كل شيء يعتمد على طموحات سوني في النهاية، إن كانت تبحث عن منتج مكمل آخر فقط فربما تنفع تلك السياسة، لكن إن كانت تريد هذه المرة إطلاق منتج منافس عالميا فعليها أن تعلم تماما ما كانت عوامل نجاح من سبقها.

يجب أن يكون خليفة الـPSP مختلفا، هذه وجهة نظري الصريحة. أول طريقة لقتل جهازك المحمول أن تجعل تجربته مشابهة لما تستطيع فعله في المنزل. لا أدري كيف يمكن أن تكون التجربة مختلفة، من حق سوني أن تبتكر كيفما تشاء، و من حقها أيضا أن تقتبس الأفكار الناجحة، و سوني مستعدة لفعل ذلك بل فعلته السنة الماضية إن كنت من المتابعيين الجيدين. الإعلان أصبح على الأبواب و ربما نرى الـPSP الجديد في أي لحظة. لنتمنى هنا للمرة الأخيرة أن تقوم سوني بتقديم منتج مبتكر و متوازن في نفس الوقت ليقدم تجربة تستحق البحث عنها. المنافسة أصبحت شديدة و الأيام القادمة من العام 2011 ستشهد الكثير من الأحداث المثيرة بلا شك.

شارك هذا المقال