بعض الأشخاص لديهم تلك القناعة التامة أن ألعاب الحاسب الشخصي دائماً وأبداً أفضل وما سواها تُعتبر مجرد كومة من الصناديق عديمة الفائدة. قد يكونون محقين في نقطة ما، لكن دعونا لا ننسى ثمن تلك المتعة البصرية الخارقة التي نحصل عليها من ألعاب الحاسب الشخصي، قد تستطيع الحصول على أقصى الإعدادات وأيضاً يمكنك اللعب على شاشات متعددة، لكن السؤال هنا: من يستطيع تحمل تكلفة تجميعة ذلك الحاسب الشخصي؟
في المقابل، جهاز PS4 بنته سوني خصيصاً للألعاب وكل موارد الجهاز موجهة لتشغيل اللعبة بأفضل حلة يستطيع الجهاز تقديمها. من أكبر مميزات جهاز PS4 أنه يتوفر على معالج مدمج بداخله كرت الرسوميات APU
(Accelerated processing unit). من مميزات معالجات الـ APU أنها تنقل المعلومات أسرع بكثير من واجهة نقل البيانات PCI Express 3.0 المتواجدة بالحاسب الشخصي. ويعود السبب في ذلك إلى معالج APU المتواجد بجهاز PS4 حيث أنه ينقل المعلومات بشكل فوري نظراً لأن كرت الشاشة والمعالج مدموجان بشريحة واحدة أو ما تُسمى SOC
(System on a chip). بالجهة المقابلة نجد أن تقنية PCI Express 3.0 هي عبارة عن واجهة وصل بين اللوحة الأم في الكمبيوتر وكرت الشاشة، ووصلت هذه التقنية إلى إصدارها الثالث ولم تستطع مجابهة سرعة نقل البيانات بين كرت الرسوميات والمعالج كما يتواجد في معالج الـ APU.
الفديو التالي يوضح المعلومة بشكل مبسّط.
نعود للسبب الآخر الذي يجعل تقنيات PS4 تتفوق على الـ PC، الرام المتواجد في PS4 عبارة عن 8 جيجا GDDR5، لكن مهلاً، مالذي يعنيه هذا؟ فتقنية الرام DDR4 ستبدأ بالإنتشار في العالم 2014 فكيف وصلت سوني إلى GDDR5؟!
GDDR5 عادة يتواجد بكروت الشاشة لكن ما قامت سوني بفعله هنا هو دمج رام كرت الشاشة مع الرام المتواجدة بالجهاز فنتج معنا رام 8 جيجا بتقنية GDDR5. بهذا سوني قد جمعت ثلاث من أهم مكونات الكمبيوتر الرام،المعالج وكرت الشاشة وجعلت نقل البيانات بينها بسرعة خارقة على عكس تقنية PCI Express 3.0 حيث قد تواجه مشكلة “Bottleneck” أو “عنق الزجاجة” وهي عبارة عن تأخير في نقل المعلومات وهذا سبب يؤثر بشكل كبير على جودة اللعبة، فعامل السرعة مهم جداً لضمان الأداء العام للكونسول. لذلك نجد أن سعة نقل بيانات الرام في PS4 هي 176 جيجا وهذا رقمٌ ضخم يعود سببه لدمج رام كرت الرسوميات مع الرام حيث لو قارنّا سرعة نقل البيانات في PS3 سنجد أنها 25.6 جيجا تقريباً! حيث يأتي PS4 بأضعاف مضاعفة. بالمقابل نرى رام الحاسب الشخصي DDR3 بسرعة 1300ميغا يأتي بسعة نقل 10.7 جيجا فقط! وهذا أقل من PS3 حتى!
أيضاً من الأمور المميزة والتي تداركتها سوني في جهازها الجديد هي معمارية المعالج، حيث كان جهاز PS3 في السابق كابوساً للمطورين بسبب معالج الـ Cell المعقد المتواجد فيه وهذا أدى بالمطورين إلى صرف الكثير من المال والوقت فقط لفهم هذا المعالج مما أثر سلباً على عملية التطوير في بداية عمر الجهاز.
لكن تعلمت سوني من خطأها ووضعت معالجاً من صنع شركة AMD وبمعمارية X86 المشابهة لمعمارية الحاسب، وهذه المعمارية مألوفة بشكل كبير للمطورين والتطوير عليها أسهل وأقل كلفةً بشكلٍ كبير كما صرّح الكثير من المطورين.
لنضع في الحسبان أننا إذا أردنا تجميع حساب شخصي للألعاب وأردنا تدليل أنفسنا قليلاً فسنحتاج أحد كروت الشاشة القوية GTX 680 على سبيل المثال. سعر هذا الكرت 500$ تقريباً وهذا أعلى من سعر PS4 نفسه بـ 100$ كاملة! ومن جهة أخرى ومقابل 400$ ستحصل على جهاز PS4 بُنيّ خصيصاً للألعاب وكل قوته موجهة لخدمة اللعبة وهذا مالا يفعله الحاسب الشخصي بالطبع حيث تعمل العديد من البرامج بالخلفية ولا ننسى نظام التشغيل نفسه، كل هذا يستهلك الكثير من الموارد ولا يُستفاد منها في الألعاب بشكلٍ كامل.
من المستحيل أن تكون الألعاب التي رأيناها في معرض E3 لهذه السنة هي المعيار الدائم لقوة PS4. كل يوم من حياة الكونسول يكتشف المطورون ميزة جديدة أو قدرة جديدة لم يعرفوا عنها سابقاً فمن المستحيل أن تكون لعبة صدرت بأول عمر الجهاز بنفس قوة رسوم لعبة صدرت بعد سنوات من عمر الجهاز، فالنأخذ PS3 على سبيل المثال، من الألعاب التي أُطلقت مع صدور الجهاز هي لعبة Call Of Duty وأيضاً لعبة NCAA. من المستحيل أن نقارن هاتان اللعبتان التي صدرتا ببداية عمر الجهاز مع لعبة مثل The Last Of Us فالفرق جبار في كل شيء! ونفس الأمر يعود لـ PS4 فقوته لن تظهر ببداية عمره وستبرهن السنين ذلك.
وأنت أيها القارئ الكريم، ماهو رأيك؟