وأنا أنقب عن بعض الأغراض الخاصة وقعت على غلاف أولى أجزاء سلسلة Prince of Persia وياله من لقاء بعد غياب طويل، Prince of Persia: The Sands of Time، تلك الإبتسامة العريضة التي ارتسمت على وجهي وأنا أقرأ العنوان مجددا، وكأنني الأمير وقد وقع خنجر الزمن بين يديه، تلك الذكريات رفقة الجزء الأول، فلا أنا كنت لاعبا متمرسا حينها ولامحررا يفهم أمور الألعاب كالآن، لكن استمعت وضحكت، وتذكرت أنني جربت نفس الجزء مرارا وتكرارا بعدها وخرجت بنفس الإنطباع، Prince Of Persia لعبة مازلت قابلة للعب حتى اليوم.

لن أنكر أنني جربت اللعبة عن طريق الصدفة وأعجبت بها، وزاد إعجابي بالسلسلة جزءً بعد جزء، وقد أبدي لنفس المناسبة تقبلي بصعوبة للإعادة الإطلاق التي حملت إسم Prince of Persia بل أنني تمنيت أن تتوقف اللعبة عند هذا الجزء لأن تشتت الأفكار بدى واضحا جدا بعد خروج Jordan Mechner والثلاثية عرفت كيف تبهر اللاعبين من دون شك والأفضل الإحتفاظ بهذا الإنطباع.


عموما بعيدا عن خيبات الأمل وتمنياتي وغيرها، فأنا هنا للحديث في القليل من الأسطر عن أول الأجزاء بالذات، لم تكن التقنية حينها من دون شك كما هي الآن لكن اللعبة ظهرت بشكل لا يمكن سوى الإعجاب به، حركات الأمير تظل بالنسبة لي أفضل بكثير من حركات الأمير في الجزء الأخير حتى، من يتذكر منكم جري الأمير بين تنايا القصر الكبير ؟ كيف يقفز من حافة لأخرى ؟ أو كيف يتدحرج ؟ التحكم كان من أكثر الأشياء التي شدتني للعبة ولعلي أصنف الأمير كالشخصية الذكورية الأكثر رشاقة حينها ولا أدري إن كانت هنالك شخصية توازيها في تلك الفترة أو بعدها، لكني لا أتذكر حقا شخصية أخرى وضعت الجري على الجدار بلمسة واقعية أكثر من هذه اللعبة، Prince of persia تعتبر إفتتاحية للثلاثية وأعتبرها شخصيا أفخم الأجزاء مع توجهها الفني المثير للإهتمام والـ”ثيم” الجميل الذي اختاره المطورون دامجين قصص ألف ليلة وليلة مع حكايات علاء الدين والسندباد وأقاصيص السلاطين العرب والفرس والهنود.

إنها حقا لتجربة جميلة ولا تفوت، أن تلعب وتسمع الأمير يروي لك ما حدث، بل إنها فكرة جميلة أن تلعب وتسمعه يقول، هنا حدث كذا، وهنالك حدث هذا وذاك، وحين تموت يقول لك أن الأمر لم يحدث على هذا النحو، وإن توقفت يقول سنتمم لاحقا، الراوي والبطل رابطة تدخلك جو اللعبة، وماذا عن تلك الأنغام الدافئة بلسمتها الشرقية، قرع الدف يبعث في القلب أمواجا إحساسٍ بالطابع العربي الفارسي، الخلفيات الموسيقية لم تكن الشيء الوحيد المميز في اللعبة وإنما تصميم الشخصية بحد ذاته كان جذابا، شاب وسيم بشعره المنساب، أمير بعينين زرقاوتين ودرع المحارب الفارسي، ذلك الهدوء العجيب الذي تعكسه ألوان لباسه، الأزرق، الأبيض والبني، ويالها من فكرة الحفاظ على نفس اللباس مع تخلص الأمير روديا رويدا من درعه وبقاء جسمه المجروح عاريا والسيف يهز يده فخرا من على كتفه.

حسنا يبدو إعجابي الكبير باللعبة من دون شك، لكن إعجابي قائم على حساب بقية الأجزاء حتى، ولعل الجزء الأول يستحق الإهتمام وكل الإهتمام، لا أدري كم عدد الأشخاص الذين فوتوا هذه التجربة لكني أنصح بشدة رغم مضي كل هذا الوقت بتجربة اللعبة، الجميل في الجزء الأول الذي أخص به الذكر في هذا المقال تميز بموازنته بين الألغاز والمنصات والقتالات، حتما لايوجد في اللعبة سوى زعيم واحد إن لم يقع وغفلت عن واحد أخر لكن الأمر لايؤثر، القتالات في الللعبة جميلة، بين التدحرج والضرب وإستعمال قوى خنجر الزمن والقفز من على العدو لضربه وأنت في الهواء، أو ضرب الجدار للإنقضاض على العدو، يالها من تسلية وأنت تفعل ذلك، رغم محدودية الضربات والحركات يبقى القتال ممتعا.

اللعبة تتمع أيضا بتصميم جميل للبيئات، والعديد من الغرف الضخمة تعتبر لغزا كبيرا توجب التمعن في كل زاوية منها لحله، الألغاز ليست العثرة الوحيدة مع عدد كبير من الفخاخ المتمثلة في أشواك عملاقة وغيرها، والعديد من الأبواب لفتحها هنا وهناك، كل ذلك سيدعوكم من دون شك للبحث عن ملئ عداد الحياة وهنا تقابلكم فكرة جميلة وبسيطة، الماء، شرب الماء في اللعبة يخزن اللعبة ويملؤ عداد الحياة، والموت يمكن أن يواجه بقوى الزمن وهو الشيء الذي ميز اللعبة كثيرا، اللعبة تقوم على تبطيء الوقت والعودة للخلف.

ربما كتبت هذه الأسطر للحنين الذي يربطني كمحب للسلسلة بالجزء الأول بالتحديد، وليس الأمر قائما سوى على أمنية بأن يكون الجزء القادم لو كان له وجود أن يقتبس من هذا الجزء بالتحديد، الجزء الذي بمواصفات الجيل يمكن أن يحدث تغييرا خاصة والساحة فارغة الآن، وأنتم أي الأجزاء تفضلون ؟ وكيف تجدون الأول مقارنة بالبقية ؟ شاركوني رايكم.

شارك هذا المقال