TrueMovie
Hardcore Gamer
مقال بواسطة سامح سعد يوسف
بعد اقتناص فيلمه Birdman ثلاثة جوائز أوسكار العام الماضي، من بينها جائزة أفضل فيلم، أصبح المجتمع السينمائي ينتظر أعمال المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليز إيناريتو كالطفل الذي ينتظر العيد.
افراد من طاقم العمل على فيلم أليخاندرو الجديد والذي يحمل عنوان “العائد” (The Revenant) قالوا أن الفيلم قد يصبح ملحمي ويستحق الأوسكار لكنهم قالوا أيضاً أن صناعة الفيلم كانت أسوأ تجربة في مسيرتهم .. أحدهم حتى وصفها بالـ “الجحيم”، كما ورد على موقع Hollywood Reporter.
الفيلم والذي من بطولة ليوناردو دي كابريو بدور المستكشف هيو كلاس من القرن التاسع عشر، دخل مرحلة الإنتاج في سبتمبر 2014 وكان يفترض أن ينتهي في مارس 2015. لكن تصوير فيلم The Revenant سيكون مستمر بحلول أغسطس القادم حيث الميزانية تعدت حاجز 95 مليون دولار أمريكي، مع مصادر داخلية تتوقع أن الميزانية ستصل إلى 135 مليون دولار أو أكثر.
افراد الطاقم قالوا أنهم شهدوا تحولات كبيرة في الإنتاج، حيث طرد البعض واستقال البعض، وقالو أن الأحداث خلف الكواليس أدت بالمخرج أليخاندرو إلى طرد المنتج جميس سكوتشدوبل من موقع التصوير.
شاهدوا تريلر الفيلم
الفيلم مستوحى من أحداث حقيقة ويتبع شخصية هيو كلاس حيث يشق طريقه عبر الثلج العميق والمِحن، متضمنة معارك مع السكان الأصليين (الهنود الحمر) ومواجه شبه مميته مع دب بري. أليخاندرو صاحب الـ 51 عاماً، أختار تصوير فيلم The Revenant باستخدام الضوء الطبيعي فقط، بينما كانت الخطة تقضي بتصوير الفيلم كلياً في كندا، لكن الطقس لم يسمح، لذلك يتجه تصوير فيلم The Revenant الآن إلى مكان في أقصى الأرجنتين للبحث عن الثلج.
براد وستون، رئيس الشركة المنتجة New Regency، اعترف قائلاً:
"واجهتنا مصاعب بسبب الطقس .. كان هذا فيلم صعب. جميعنا علمَ ذلك، لكن الفيلم عظيم"
كحال العديد من الأفلام، كثيرا ما يشكو افراد الطاقم من صعوبات تصوير فيلم The Revenant ولكن في بعض الأفلام يصل الضجيج إلى درجة غير عادية. تعقيباً على ذلك، قال أليخاندرو أنه لا يقوم بمقابلة عن فيلم ما زال أمامه أشهر حتى يُصدر، لكنه أراد توضيح الأمور بشأن الإشاعات عن مشاكل في الإنتاج. “ليس لدي شيء لأخفيه، كانت هناك مشاكل، لكنها لم تجعلني أشعر العار.”
نعم البعض ترك العمل، هو قال، “لكن كمخرج، إذا عرفت أن هناك كمان يعزف خارج السرب، علي إخراجه من الأوركسترا.” وعلى الرغم من الاعتراف بأن الفيلم قد تجاوز الموعد الزمني والميزانية، قال أنه “مهووس” بصناعة أفلام بثمن.
بينما بعض العاملين معه يقولون أن أليخاندرو صعب المراس من دون سبب، لكن انتقاداتهم الشديدة موجهة نحو المنتج جميس سكوتشدوبل، الذي يُلقى باللوم عليه لتخطيطه السيء وعدم التواصل مع أليخاندرو بشأن المشاكل، حيث يقوم الأخير بتفريغ إحباطه على طاقم العمل.
أحدهم قال: “عليك [يا جيمس] جعل المخرج يعرف بأننا لا نستطيع فعل هذا. ليس لدينا المال أو الوقت ضمن الموعد المحدد”. يتذكر طاقم العمل شجار نشب بين أليخاندرو وجيمس في شهر أبريل بعد أن أخذا جولة بطائرة مروحية إلى موقع تصوير فيلم The Revenant في غابة لكن تبيّن أن الموقع يحتوي على الضوء الخطأ.
في يناير الماضي، أُجبر الممثل توم هاردي على ترك المشاركة في فيلم Suicide Squad لمواكبة التصوير الممتد. خلال عطلة أثناء التصوير، طلب أليخاندرو من المنتجة ماري بيرينت مساعدته في إتمام الفيلم. في نهاية المطاف، تولت ماري المهام في موقع التصوير بدلاً من جيمس.
على الرغم من أن الطقس كان عائق كبير، العديد من طاقم العمل قالوا المشكلة الرئيسية كانت الفشل في فهم كم سيكلف تصوير فيلم تاريخي بهذا الحجم في العراء. بسبب استعمالهم الضوء الطبيعي فقط كان هناك وقت قصير للتصوير كل يوم.
إضافة لذلك قرار أليخاندرو باستعمال تقنية اللقطة التي تتبع الشخصيات والتي كان لها تأثير مذهل في فيلم Birdman، ولذلك تتطلب الكثير من التحضير. “إنها الساعة الرابعة عصراً، ولديك ساعة ونصف من ضوء النهار، وهو ليس الضوء الذي نريد التصوير فيه.” يقول أحد الافراد: “إن كنت ترغب في خياطة المشاهد معاً فإنها لن تتطابق [بسبب أختلاف الإضاءة]”
للاستفادة من ضوء النهار، تدرّب فريق الإنتاج كثيراً مع كامل طاقم التمثيل (باستثناء الممثلين الرئيسيين) في موقع التصوير. أليخاندرو غالباً ما كان يغير رأيه. أحد الأفراد يقول “كل شيء كان غير حاسم له، سواء هذا الممثل لهذا الدور وهذا الزي وهذا المكياج” أعترف أليخاندرو بتغيير رأيه كثيراً لكنه قال: “ذلك الجزء من العملية .. يتعلق بالدقة البالغة .. الأمر ليس سهل. عليك النحت والنحت والنحت حتى تحصل على ما تريد”.
لسوء حظهم، عندما كان الإنتاج يعتمد على الثلج، كان الجو دافئً بالقرب من مدينة كالغاري الكندية إلى درجة أن محاولات إنتاج الثلج أو جلبه بالشاحنة فشلت. لاحقاً، انخفضت درجة الحرارة إلى 25 تحت الصفر. لكن بما أن أحداث الفيلم في تلك الفترة كانت تقع في فصل الخريف، كان على الممثلين التخلي عن القفازات والقبعات. “الجميع كان يتجمد، الأجهزة كانت تتكسر. أن تنقل الكاميرا من مكان إلى آخر كان كابوساً.” يقول أليخاندرو.
العديد من المصادر قالت أن الفيلم بدء بالخروج عن السيطرة في بداية مرحلة الإنتاج، حيث تم تصوير مشهد معركة كبيرة على مدار أسبوعين. كان من المفترض أن يضم المشهد 30 صياداً و30 أمريكي أصلي، لكنه توسع ليشمل 200 شخص. تاركاً وقت قصير للطاقم للتحضير.
قرر أليخاندرو أن يتم جرّ شخصية عارية على الأرض. يتذكر المخرج خوفه على أعضاء الرجل التناسلية لذلك جعله يضع أغطية بلاستيكية للحماية. “سألته عدة مرات، هل أنت على ما يرام؟” يقول أليخاندرو. في كل مرة يسأله، يرد عليه الممثل بأنه جاهز للقطة أخرى.
“كنت مراعي جداً لأنه كان فتى لطيف” يقول أليخاندرو. بينما قال طاقم العمل أن الممثل كان يتألم، نفى ذلك المخرج وقال إنها “كذبة” وأكد السلامة كانت أولوية ولم تحدث أصابات جدية. كما روى أن ممثل غُمر في المياه المتجمدة قد تمزقت بدلة حمايته “لكن تمت العناية به بعد 10 دقائق من انتهائه.”
براد وستون عزا التحديات خلال التصوير إلى الطموح الموجود في صناعة الفيلم حيث قال: “نحن في أرض مجهولة .. جميع من جاء إلى هذا المشروع، من طاقم عمل وتمثيل، فهموا أن هذا ما سيحدث، ونحن جميعاً ندعم أليخاندرو ورؤيته. أداء الممثلين استثنائي والفيلم عظيم. سنكون محظوظين ولنا الشرف لو أن أليخاندرو صنع فيلمه القادم والذي بعده معنا.”
مع ذلك، يعتقد بعض أفراد طاقم العمل أن الكثير من البؤس كان يمكن تفاديه وادخار المال – لو أن بعض أجزاء الفيلم أنتجت باستخدام المؤثرات البصرية الحاسوبية. “هذا بالضبط ما لم أكن أريد،” يقول أليخاندرو . “لو أنتهى المطاف بنا أمام شاشة خضراء والجميع مرتاح ويشرب القهوة، سيكون الجميع سعيد، لكن على الارجح سيكون الفيلم فظيع. “يتحدث فيلم The Revenant عن النجاة” هو يقول، طاقم العمل والممثلين استفادوا من وجودهم في الطبيعة.
المخرج قال متوعداً: “عندما ترى الفيلم، سترى حجمه، وستشعر بالذهول.” سيُصدر الفيلم عالمياً في أواخر عام 2015 بشكل محدود قبل انطلاقته العالميّة في 2016.
التعديل الأخير: