hussien-11
Senior Content Specialist
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مسألة هامة و افة حضارية أصابت المجتمع و سرت به كما تسري النار في الهشيم ! حتى أن ظاهرة التدخين تجاوزت الارتباط بأي فئة عمرية و أصبحت سهما ينغرس في خواصر الجميع فحتى من لا يمارس التدخين فعليا يتعرض لضرر أكبر بسبب من حوله من مدخنين .
مساوىء التدخين و الأمراض التي يسببها من تأثير خطير على القلب و الأوعية الدموية و السرطانات التي قد يتسبب بها معروفة لدى الأغلبية تقريبا ، و مع ذلك فهي لا تجدي نفعا و لا تحفر طريقا في الوصول إلى الاذان المغلقة التي امنت بهذه العادة و سرت فيها مسرى الدم من العروق ، بل انها أصبحت لا تقل أهمية بالنسبة للبعض عن الطعام و الشراب ، ربما تزيد كذلك .
فما هو سبب انتشار هذه الظاهرة ؟ هل هو حب الإنسان لتجربة كل ما يجهله حيث تسول له نفسه ارتكاب المعاصي على أنواعها انطلاقا من مبدأ التجربة ليبيح لنفسه كل ما هو ممنوع حتى لو كان في ذلك هلاكه أو سقمه ، أم هي دعوة الأصدقاء و مظاهر الرجولة الزائفة التي يبدو فيها الشخص كمن يقبل دعوة للموت على قطار الدرجة الأولى ، ربما يساهم الأثر الغريب الذي تحدثه السيجارة في ذلك حيث تتلف عقل صاحبها و تجعله يرغب بالمزيد و المزيد إلى أن يصل إلى مرحلة اللارجعة حيث تمتلكه السيجارة بدلا من أن يمتلكها .
لا زالت الظاهرة تنتشر و تتوسع و رغم اننا ندعي بأننا مجتمع حضاري واعي و مثقف فإن انتشار التدخين لا يمت لما تم ذكره بصلة ويثبت أننا نغالي كثيرا في صنع تلك الصورة الوهمية للمجتمع المثالي الذي نعيشه في أحلامنا الوردية ، ذاك المجتمع الذي أصبحنا نهرب من وقائعه و تحدياته عن طريق ضخ السموم إلى أجسادنا حتى تحرق المشاعر و العواطف بداخلنا ( هذا ما نحاول أن نوهم أنفسنا به ) و لكن كل ما تفعله هو انها تحرق أعصابنا و تعكر صفو الدماء التي تجري بداخلنا كما تعكر النفايات الأنهار العذبة ، لا أكثر .
ولعل البعض يجد لذة في الدفاع عن نفسه بذكر فوائد التدخين المضحكة التي لا تسمن و لا تغني من جوع ، كذكر أن المدخن لا يتعرض للسرقة لأنه يبقى مستيقظا طوال الليل و غير ذلك من الأعذار الواهية التي لا تنطلي على طفل رضيع ، لكن صاحبنا يتشبث بها علها تلتمس له الحجة و تظهره بموقف المظلوم وهو مستعد لدفع الثمن مقابل ذلك ! ، و لكن ياله من عذاب و يالها من طريقة نشتت بها عقلنا عن الوصول إلى الصواب و مواجهة أزمات العصر الصعبة بصحة سليمة و جسد معافى ، فعلا يا له من ثمن رخيص نضحي في سبيله بكل ما نملك ، من أجل الحصول على بعض السموم ظنا بأنها قد تزيل جراحنا غير عالمين بأنها تثخن هذه الجراح و تؤجج المتاعب و الالام .
شباب ، أطفال و حتى نساء و شيوخ أصبحت لفافة التبغ الأسطوانية هي لفافة حياتهم المستديرة بالطبع لا ننكر دور كبرى الشركات التي يديرها بشر هم ليسوا ببشر سيطر الطمع و أعمت المادة على قلوبهم و أبصارهم و كأنهم لا يفقهون جل الأثر الذي تحدثه سمومهم و أوهامهم و كم من حياة أزهقت و كم من جسد تم تعذيبه بسببها ، و لعل هذه الكلمات - بعيدا عن الأرقام و الدلائل و الحقائق الطبية التي قد يشعر البعض بأنها مملة أو مجرد كلمات تائهة ضاعت من كتاب الحكمة فلا يطلع عليها - تجد طريقا لها و توضح الفكرة و المفهوم حول العلاج الحقيقي لمتاعب العصر الذي أبعد ما يكون عن الدخان و ملحقاته ، فهل ستنقلب الصورة ؟
hussien-11
مسألة هامة و افة حضارية أصابت المجتمع و سرت به كما تسري النار في الهشيم ! حتى أن ظاهرة التدخين تجاوزت الارتباط بأي فئة عمرية و أصبحت سهما ينغرس في خواصر الجميع فحتى من لا يمارس التدخين فعليا يتعرض لضرر أكبر بسبب من حوله من مدخنين .
مساوىء التدخين و الأمراض التي يسببها من تأثير خطير على القلب و الأوعية الدموية و السرطانات التي قد يتسبب بها معروفة لدى الأغلبية تقريبا ، و مع ذلك فهي لا تجدي نفعا و لا تحفر طريقا في الوصول إلى الاذان المغلقة التي امنت بهذه العادة و سرت فيها مسرى الدم من العروق ، بل انها أصبحت لا تقل أهمية بالنسبة للبعض عن الطعام و الشراب ، ربما تزيد كذلك .
فما هو سبب انتشار هذه الظاهرة ؟ هل هو حب الإنسان لتجربة كل ما يجهله حيث تسول له نفسه ارتكاب المعاصي على أنواعها انطلاقا من مبدأ التجربة ليبيح لنفسه كل ما هو ممنوع حتى لو كان في ذلك هلاكه أو سقمه ، أم هي دعوة الأصدقاء و مظاهر الرجولة الزائفة التي يبدو فيها الشخص كمن يقبل دعوة للموت على قطار الدرجة الأولى ، ربما يساهم الأثر الغريب الذي تحدثه السيجارة في ذلك حيث تتلف عقل صاحبها و تجعله يرغب بالمزيد و المزيد إلى أن يصل إلى مرحلة اللارجعة حيث تمتلكه السيجارة بدلا من أن يمتلكها .
لا زالت الظاهرة تنتشر و تتوسع و رغم اننا ندعي بأننا مجتمع حضاري واعي و مثقف فإن انتشار التدخين لا يمت لما تم ذكره بصلة ويثبت أننا نغالي كثيرا في صنع تلك الصورة الوهمية للمجتمع المثالي الذي نعيشه في أحلامنا الوردية ، ذاك المجتمع الذي أصبحنا نهرب من وقائعه و تحدياته عن طريق ضخ السموم إلى أجسادنا حتى تحرق المشاعر و العواطف بداخلنا ( هذا ما نحاول أن نوهم أنفسنا به ) و لكن كل ما تفعله هو انها تحرق أعصابنا و تعكر صفو الدماء التي تجري بداخلنا كما تعكر النفايات الأنهار العذبة ، لا أكثر .
ولعل البعض يجد لذة في الدفاع عن نفسه بذكر فوائد التدخين المضحكة التي لا تسمن و لا تغني من جوع ، كذكر أن المدخن لا يتعرض للسرقة لأنه يبقى مستيقظا طوال الليل و غير ذلك من الأعذار الواهية التي لا تنطلي على طفل رضيع ، لكن صاحبنا يتشبث بها علها تلتمس له الحجة و تظهره بموقف المظلوم وهو مستعد لدفع الثمن مقابل ذلك ! ، و لكن ياله من عذاب و يالها من طريقة نشتت بها عقلنا عن الوصول إلى الصواب و مواجهة أزمات العصر الصعبة بصحة سليمة و جسد معافى ، فعلا يا له من ثمن رخيص نضحي في سبيله بكل ما نملك ، من أجل الحصول على بعض السموم ظنا بأنها قد تزيل جراحنا غير عالمين بأنها تثخن هذه الجراح و تؤجج المتاعب و الالام .
شباب ، أطفال و حتى نساء و شيوخ أصبحت لفافة التبغ الأسطوانية هي لفافة حياتهم المستديرة بالطبع لا ننكر دور كبرى الشركات التي يديرها بشر هم ليسوا ببشر سيطر الطمع و أعمت المادة على قلوبهم و أبصارهم و كأنهم لا يفقهون جل الأثر الذي تحدثه سمومهم و أوهامهم و كم من حياة أزهقت و كم من جسد تم تعذيبه بسببها ، و لعل هذه الكلمات - بعيدا عن الأرقام و الدلائل و الحقائق الطبية التي قد يشعر البعض بأنها مملة أو مجرد كلمات تائهة ضاعت من كتاب الحكمة فلا يطلع عليها - تجد طريقا لها و توضح الفكرة و المفهوم حول العلاج الحقيقي لمتاعب العصر الذي أبعد ما يكون عن الدخان و ملحقاته ، فهل ستنقلب الصورة ؟
hussien-11