abdullah-kh
رجل من العامة
ارتأيت أكتب موضوع عن الفلم وأبدي أستغرابي الشديد من ندرة ذكره هنا! وأقيس كيف كان النقاش مزدهرًا عن فلم هوسودا السابق هنا ولا بل البعض أوصله مرحلة ميازاكي آخر! حقيقةً أجد صعوبة في فتح موضوع نقاشِ عن فلم وأعنفه. هوسودا للأسف فاق توقعاتي كثيرًا! وخرجتُ مؤكدًا أكثر على ضعف القيمة الكلية لفلمه! الكلام الذي سأكتبه سيحرق الفلم عليكم لذلك يُفضل قراءته بعد المشاهدة.
عمومًا راح ألخص حنقي الأكبر على الحبكة والتي تبدو مخففة أقصى حد لإرتباط المعالجة مع نوع الفلم: صيف - عائلي. علمًا أنِ لا أهجو النوع بل أنظر إلى التقديم؛ في البداية يبدأ الفلم بركاكة عن صبي يفتقد أمه ويوجه ليعيش مع أقرانه والأب بعيد عن الصورة، من هنا ينطلق بقسوة ضد الكل بحالة مسعورة "أكرهم، أكرهم" ثم ينقله القدر للتواصل مع أحد سكان العالم الآخر ( عالم الوحوش) ويبدأ فصل الفلم الاساسي كعلاقة تنشأ بين معلم (الوحش) وتلميذ (الصبي)!
في هذه النقطة الفلم يحاول يؤصر للعلاقة الأبوية المفقودة ليخرج المعلم كأب للصبي، لكن يفشل بصورة واضحة في كشف دهاليز العالم الآخر وبل يقدمه بطريقة تفقده العمق والارتباط مع المُشاهد! العلاقة بين المعلم والتلميذ ترتكز على نقطة القوة وبنظرةٍ أوسع كأن هوسودا يقدم القصة المعتادة عن التعلم واكتساب القوة والتلميذ الذي تفوق على معلمه بالاجتهاد وخلقَ شخصيته المفارقة، لكن هوسودا زاد بتلك السطحية التي تقول؛ هذا الصبي أخرج معدن معلمه وغيره فعلًا حقيقةً لا أعتب كثيرًا على الصيغة نفسها لكن التقديم نفسه ركيك وسريع التطور لدرجة أن اللحظة التي تفوق فيها الصبي على المعلم (أو علمه ) تضيع بسهولة مع الأحداث.
العالم البشري لا يُترك في غمرة الأحداث؛ هناك مقولة تقول: أن البشر بداخلهم الظلمة وتلك تمنع تواصلهم وعيشهم بعالم الوحوش خوفًا من افساده، علاقة المعلم بعالم الوحوش ترتبط بصراع على العرش الروحي الذي ينتهي بمنازلة عليه (التخفيف هنا تأتي من كونها منازلة شريفة لا يستخدم فيها أدوات القتل)، من هذه يتم تقديم شخصيات الفلم الآخرى سواء المساعدين أو الأصدقاء. لكن كل هذه مؤجله إلى حين فالفلم يأخذ على عاتقه مرحلة بلوغ الفتى ليعيد ارتباط الفتى بعالمه ويدخلنا إلى معمعة اكتشافه والتعلُق به وأيضًا وجود الخليلة ولا أنسى اللقاء مع الأب.
تعارض البالغ هنا وحنينه للعيش في عالمه كلها أظهرت نقص المعالجة السابقة مع المعلم ورمتها هزوًا لتبدو كمرحلة إرتجالية كبيرة لم تعالج حقها؛ بترك كل ما عايشت في هذا العالم منذ عمر التاسعة إلى السابع عشر وفض العلاقة مع المعلم! هذا النوع من التقديم يحاول يظهر مشاعر زائفة ولا تعكس شئ كبير للمتلقي لسرعة التحول.
أخيرًا، نقطة الصراع والتي تنتهي بفوز المعلم؛ من هنا نخرج بأسوأ لحظات الفلم وظهور شرير من العدم حين نكتشف أنه يوجد بشري آخر في هذا العالم (الوحوش) ويظهر احتلال جسده من قبل الظلام وضربه للمعلم بعد النزال بسيفه الحاد وجرحه حد الموت (لكن لم يمت). يبدو القادم متوقع؟ نعم يخرج التلميذ لإرجاع هذا البشري من غياهب الظلمة وكلها في جملة أكشن في العالم البشري مع تواجد الخليلة أثناء المواجهة! وتنتهي الحبكة النهائية للقتال بتدخل اليد العليا حينما يتحول المعلم إلى سيف روحي ويدخل جسد تلميذه مضحيًا بذاته. هل بعد ذلك من كلام؟ نعم عاش الجميع بحب وسعادة (@).