Huda
Hardcore Gamer
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
"موعود" عنوان مقالة يوم الأربعاء لندى الطاسان صاحبة عامود مشوار الرأي في جريدة الرياض
كتاباتها تعجبني
وهالمقالة واثقه انها رح تعجب الشباب :yuck:
كما تقول الأغنية! وكلنا موعودون! وبما أننا في نهاية الأسبوع فإننا سنأخذ الأمور ببساطة ونتحدث عن أشياء غير مهمة، وليس لها علاقة بأحداث الساعة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع درجة الحرارة والنقص في الموارد الذاتية للفرد وهي أيضا لا علاقة لها أبدا بالوضع السياسي الراهن ولا بحالة الأمة العربية والإسلامية. وهي أيضا لا علاقة لها بالفن ولا الثقافة ولا حضارة الفيديو كليب ولا أفلام الصيف! وبما أننا نتحدث عن الصيف، ما هي أخبار صيفكم؟
ما يلفت نظري في المطارات هي التعبيرات التي تحتل الوجوه المسافرة والمودعة، ما بين دموع مفارق وابتسامة مسافر وضحكة عائد بعد طول غياب. يمكنك إذا كنت تعيش الانتظار بين مطار وآخر وبين طائرة متأخرة وأخرى ستتأخر أكثر أو حين تقف بانتظار أن تخرج حقيبتك من بين زحام الحقائب المتكدسة أن تمارس هواية مطالعة الآخرين وتسلي نفسك بنسج الحكايات حولهم، كأن تحاول أن تعرف وجهة قدومهم من خلال ما يحملونه في الأكياس الموزعة بين أيديهم، فمثلا حاملو أكياس (كرسبي كريم) قادمون من لندن حيث الغلاء والشاورما - سؤال على جنب ما علاقة العرب بالشاورما في لندن - وحاملو أكياس "سافورا" قادمون من باريس وحاملو الأجهزة الالكترونية قادمون من "دبي" وهكذا وهي لعبة مسلية لمن يسافر وحيدا، وهؤلاء قد تأسف لهم حين يركبون الطائرة، حيث تجدهم مثل كرة البينج بونج فالراكب الذي دفع وحجز مقعدا واحدا يتقاذفه ملاحو الطائرة وهم يظهرون له الابتسامة الوحيدة التي سيراها طوال الرحلة قائلين: "ممكن تنتقل من مكانك لأن هناك عائلة نريد أن يجلس أفرادها بجانب بعضهم البعض؟"، وأنت تستغرب لماذا يزداد تماسكنا العائلي في الطائرات، وأيضا قد تجد نفسك مسكوناً بسؤال: "يعني من كبر الطيارة" فحجم كابينة الطيارة الصغير لا يعطي أي خصوصية ولا مساحة للتحرك، وبالتالي لا مجال أن يختفي ابن العائلة المدلل ولا الدرة المصونة والجوهرة المكنونة ابنتهم ذات الأربع سنوات التي لا تتوقف عن ترديد الأغنية الثورية العربية التي نقلتنا إلى العالمية: "شخبط شخابيط لخبط لخابيط". وحين تكون مسافرا لوحدك خاصة إذا كنت شابا تحاصرك النظرات الغريبة المليئة بالشك وكأنك تقترف جريمة نكراء بسفرك وحدك، فلا يمكنك أن تتمشى لدورة المياه بدون أن يلاحقك رب العائلة بنظرة مخيفة ولا يمكنك أن تحرك قدميك بدون أن يلوي أحدهم فمه متذمرا، كما أنك دائما تكون محظوظا بمجالسة صغير العائلة المزعج الذي يريد كل فرد منهم أن يرتاح منه مدة الرحلة. وقد تشعر بتضامن روحي مع هذا الصغير شبه المنبوذ مثلك وقد تبتسم له في إشارة سلام وتعايش، لكنك وحين تجد نفسك ملطخا ببقايا الكاتشاب وصوص السلطة وقطعة خس وحين تستيقظ من نومك مفجوعا لأن الصغير يصرخ أو يخبطك بحذائه تكتشف أن التعايش مبدأ صعب التحقيق وتعرف لماذا يعيش العالم كله في خلافات وحروب لا تنتهي. لكنك تصمت فأنت الطرف الأضعف في هذه الرحلة فلا أحد يشك أو يتذمر من طفل صغير!.
وكل صيف وأنتم بخير.
http://www.alriyadh.com/2007/08/22/article274216.html
"موعود" عنوان مقالة يوم الأربعاء لندى الطاسان صاحبة عامود مشوار الرأي في جريدة الرياض
كتاباتها تعجبني
وهالمقالة واثقه انها رح تعجب الشباب :yuck:
كما تقول الأغنية! وكلنا موعودون! وبما أننا في نهاية الأسبوع فإننا سنأخذ الأمور ببساطة ونتحدث عن أشياء غير مهمة، وليس لها علاقة بأحداث الساعة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع درجة الحرارة والنقص في الموارد الذاتية للفرد وهي أيضا لا علاقة لها أبدا بالوضع السياسي الراهن ولا بحالة الأمة العربية والإسلامية. وهي أيضا لا علاقة لها بالفن ولا الثقافة ولا حضارة الفيديو كليب ولا أفلام الصيف! وبما أننا نتحدث عن الصيف، ما هي أخبار صيفكم؟
ما يلفت نظري في المطارات هي التعبيرات التي تحتل الوجوه المسافرة والمودعة، ما بين دموع مفارق وابتسامة مسافر وضحكة عائد بعد طول غياب. يمكنك إذا كنت تعيش الانتظار بين مطار وآخر وبين طائرة متأخرة وأخرى ستتأخر أكثر أو حين تقف بانتظار أن تخرج حقيبتك من بين زحام الحقائب المتكدسة أن تمارس هواية مطالعة الآخرين وتسلي نفسك بنسج الحكايات حولهم، كأن تحاول أن تعرف وجهة قدومهم من خلال ما يحملونه في الأكياس الموزعة بين أيديهم، فمثلا حاملو أكياس (كرسبي كريم) قادمون من لندن حيث الغلاء والشاورما - سؤال على جنب ما علاقة العرب بالشاورما في لندن - وحاملو أكياس "سافورا" قادمون من باريس وحاملو الأجهزة الالكترونية قادمون من "دبي" وهكذا وهي لعبة مسلية لمن يسافر وحيدا، وهؤلاء قد تأسف لهم حين يركبون الطائرة، حيث تجدهم مثل كرة البينج بونج فالراكب الذي دفع وحجز مقعدا واحدا يتقاذفه ملاحو الطائرة وهم يظهرون له الابتسامة الوحيدة التي سيراها طوال الرحلة قائلين: "ممكن تنتقل من مكانك لأن هناك عائلة نريد أن يجلس أفرادها بجانب بعضهم البعض؟"، وأنت تستغرب لماذا يزداد تماسكنا العائلي في الطائرات، وأيضا قد تجد نفسك مسكوناً بسؤال: "يعني من كبر الطيارة" فحجم كابينة الطيارة الصغير لا يعطي أي خصوصية ولا مساحة للتحرك، وبالتالي لا مجال أن يختفي ابن العائلة المدلل ولا الدرة المصونة والجوهرة المكنونة ابنتهم ذات الأربع سنوات التي لا تتوقف عن ترديد الأغنية الثورية العربية التي نقلتنا إلى العالمية: "شخبط شخابيط لخبط لخابيط". وحين تكون مسافرا لوحدك خاصة إذا كنت شابا تحاصرك النظرات الغريبة المليئة بالشك وكأنك تقترف جريمة نكراء بسفرك وحدك، فلا يمكنك أن تتمشى لدورة المياه بدون أن يلاحقك رب العائلة بنظرة مخيفة ولا يمكنك أن تحرك قدميك بدون أن يلوي أحدهم فمه متذمرا، كما أنك دائما تكون محظوظا بمجالسة صغير العائلة المزعج الذي يريد كل فرد منهم أن يرتاح منه مدة الرحلة. وقد تشعر بتضامن روحي مع هذا الصغير شبه المنبوذ مثلك وقد تبتسم له في إشارة سلام وتعايش، لكنك وحين تجد نفسك ملطخا ببقايا الكاتشاب وصوص السلطة وقطعة خس وحين تستيقظ من نومك مفجوعا لأن الصغير يصرخ أو يخبطك بحذائه تكتشف أن التعايش مبدأ صعب التحقيق وتعرف لماذا يعيش العالم كله في خلافات وحروب لا تنتهي. لكنك تصمت فأنت الطرف الأضعف في هذه الرحلة فلا أحد يشك أو يتذمر من طفل صغير!.
وكل صيف وأنتم بخير.
http://www.alriyadh.com/2007/08/22/article274216.html