Punished Noctis
A Silver Bullet
فضفضة عامة. مافي نقطة.
العدد المائة من المانجا المفضلة لي على الإطلاق، ون بيس، يبدأ بإقتباس لـ Gol D. Roger، ملك القراصنة في تلك القصة.
"ثلاثة اشياء لا يمكن إيقافها: إرادة وُرِثت، حلم انسان، ومرور الزمن"
ون بيس لديه فكرة شاعرية جداً عن مرور الزمن. مرور الزمن يجعل العالم يدور. يموت البشر، لكن ارادتهم تورث لآخرين، احلامهم تستمر في رحلتها، وهذه الروابط اهم فيه من روابط الدم. في النهاية، بعد مرور مايكفي من الزمن، الإرادة ستتحقق والحلم سيصبح حقيقة. هذه نهاية سعيدة حتمية تبشر بها ون بيس، نهاية لا تتحقق حقاً لولا مرور الزمن.
هي فكرة مريحة.. لكن لمرور الزمن جانب قبيح أيضاً.
كنت في طفولتي أحب سلسلة قصص مصرية اسمها "ما وراء الطبيعة" لـ د. أحمد خالد توفيق. سلسلة قصص مسلية ببطل مازال من شخصياتي المفضلة هو طبيب دم عجوز خفيف الدم بخبرة ميتافيزيقية، وتدور أحداث القصص في الخمسينيات للثمانينيات بالعادة.
عدت لهذه القصص الأسبوع الماضي واصابتني بنوع غريب من الشجن. العالم الذي توصفه هذه القصص عالم مليء بالحياة، الشخصيات شابة باحلام وطموحات، الحياة صاخبة. الفكرة التي اصابتني بالشجن أن كل هذه الشخصيات بسنتنا الحالية ميتة. هي فكرة غريبة وسخيفة نوعاً ما، لكن ضايقتني فكرة أن كل هذه الحياة لم يعد لها وجود.. تبخرت.
السلسلة structured حيث انها في عصرنا الحالي، والطبيب العجوز يحكي مغامراته القديمة. بواحدة من المقدمات تحدث عن كيف أنه relic من عالم مات. اصدقاءه واحباءه جميعاً انتقلوا للحياة الأخرى وهو ورقة خريف أخيرة تأبى السقوط بعد، لكن مصيرها ان تفعله. اصدقاءه يشيرون له عند المحطة أن يتبعهم على كل حال.
لم أفكر في هذه المقدمة كثيراً وانا صغير.. لكن فجأة اصبحت مقبضة. ثم تذكرت ان الكاتب، د. أحمد نفسه، مات منذ بضع سنوات. فأصبحت مقبضة أكثر.
ما تذكرته بعدها هو منتدى. اسمه Rewayatnet.net وكان يعمل مثل نادي معجبين لسلسلة ماوراء الطبيعة هذه، وسلاسل أخرى كانت تخرج من نفس دار النشر. كل تلك السلاسل انتهت منذ سنوات بطبيعة الحال..
بذلك المنتدى كان يشارك الكتاب أحياناً مع المعجبين بتفاصيل اضافية عن عملية الكتابة، وهناك فيه توثيق للكثير من التفاصيل المثيرة للإهتمام لمحبي تلك السلاسل. واحدة منها اتذكرها بوضوح هو أن د. أحمد انزعج من الاستقبال البارد للعدد الرابع والستين "أسطورة المحركين"، لأنه شعر أنه واحد من أفضل قصصه، وان لم يُعجِب، فربما لم يعد هناك أمل في السلسلة. قرر بعدها حذف النص الذي كتبه للعدد التالي "العلامات الدامية" وأعاد كتابته كرواية اضخم وأكثر تشعباً بأسلوب مختلف عن أي مما سبقها. بعدها قرر تقليل كمية الأعداد السنوية مقابل جعل كل عدد ادسم واضخم، وتغير اسلوب السلسلة.
كان هناك الكثير من تلك التفاصيل التي لن تجدها الا بذلك المنتدى. قررت زيارته وقراءة بعض من ردود د. أحمد رحمه الله هناك، الا وفوجئت ان المنتدى تم أغلاقه في 2016. لا backup، لا طريقة لتصفح المواضيع القديمة.
تلك الردود والقصص والتفاصيل اختفت من على وجه البسيطة، وتعيش فقط في ذاكرتي وذاكرة المئات البسيطة ممن قرءوها.
دائماً ما نخسر شيئاً بكل قفزة تكنولوجية. الانترنت جعلنا أقرب من أي وقت مضى، لكن كان هناك سحر خاص ومذاق للمراسلة التقليدية، لم يعد موجوداً بعالمنا اليوم. نعم الـ Social Media هي أفضل طريقة عصرية للتواصل السريع مع البشر، لكن هناك شيء في المنتديات جعل بعضنا يتمسك في القلة التي تبقى منها بكل ما لديه من قوة، خائف أن تضيع هي الأخرى. وكما قال أحدهم، بفضل ثورة المواصلات والاتصالات، ولدنا متأخرين للغاية لنستكشف العالم، ومبكرين للغاية لنستكشف الفضاء. وهناك من سيولد متأخراً للغاية ان يستكشف الفضاء حتماً.
لا أقول ولو لثانية لا سمح الله، أن الماضي كان أفضل، واني اتمنى لو لم يحدث الانترنت، واني اتمنى لو كان السفر مازال يحتاج شهوراً. هذا سخف. التقدم للأمام كان حتمي وضروري وللأفضل. هو فقط مؤسف ما علينا ان نخسره لنتقدم.
ربما بعد 10 سنوات، تروجيمنج (المنتدى على الأقل) سيموت ويختفى أيضاً، ولا يبقى منه الا ذكرى، بدون المقدرة على العودة لكل تلك السنين الذي عشناها هنا واسترجاعها. الزمن يتقدم للأمام في النهاية، وكل شيء مصيره أن يصبح relic من عصر ماض، حتى يستسلم ويموت في النهاية.
ماذا كانت النقطة من كل هذا؟ كما قلت في السطر الأول، لا نقطة. اعتقد اني فقط أمر بأزمة ربع العمر.
العدد المائة من المانجا المفضلة لي على الإطلاق، ون بيس، يبدأ بإقتباس لـ Gol D. Roger، ملك القراصنة في تلك القصة.
"ثلاثة اشياء لا يمكن إيقافها: إرادة وُرِثت، حلم انسان، ومرور الزمن"
ون بيس لديه فكرة شاعرية جداً عن مرور الزمن. مرور الزمن يجعل العالم يدور. يموت البشر، لكن ارادتهم تورث لآخرين، احلامهم تستمر في رحلتها، وهذه الروابط اهم فيه من روابط الدم. في النهاية، بعد مرور مايكفي من الزمن، الإرادة ستتحقق والحلم سيصبح حقيقة. هذه نهاية سعيدة حتمية تبشر بها ون بيس، نهاية لا تتحقق حقاً لولا مرور الزمن.
هي فكرة مريحة.. لكن لمرور الزمن جانب قبيح أيضاً.
كنت في طفولتي أحب سلسلة قصص مصرية اسمها "ما وراء الطبيعة" لـ د. أحمد خالد توفيق. سلسلة قصص مسلية ببطل مازال من شخصياتي المفضلة هو طبيب دم عجوز خفيف الدم بخبرة ميتافيزيقية، وتدور أحداث القصص في الخمسينيات للثمانينيات بالعادة.
عدت لهذه القصص الأسبوع الماضي واصابتني بنوع غريب من الشجن. العالم الذي توصفه هذه القصص عالم مليء بالحياة، الشخصيات شابة باحلام وطموحات، الحياة صاخبة. الفكرة التي اصابتني بالشجن أن كل هذه الشخصيات بسنتنا الحالية ميتة. هي فكرة غريبة وسخيفة نوعاً ما، لكن ضايقتني فكرة أن كل هذه الحياة لم يعد لها وجود.. تبخرت.
السلسلة structured حيث انها في عصرنا الحالي، والطبيب العجوز يحكي مغامراته القديمة. بواحدة من المقدمات تحدث عن كيف أنه relic من عالم مات. اصدقاءه واحباءه جميعاً انتقلوا للحياة الأخرى وهو ورقة خريف أخيرة تأبى السقوط بعد، لكن مصيرها ان تفعله. اصدقاءه يشيرون له عند المحطة أن يتبعهم على كل حال.
لم أفكر في هذه المقدمة كثيراً وانا صغير.. لكن فجأة اصبحت مقبضة. ثم تذكرت ان الكاتب، د. أحمد نفسه، مات منذ بضع سنوات. فأصبحت مقبضة أكثر.
ما تذكرته بعدها هو منتدى. اسمه Rewayatnet.net وكان يعمل مثل نادي معجبين لسلسلة ماوراء الطبيعة هذه، وسلاسل أخرى كانت تخرج من نفس دار النشر. كل تلك السلاسل انتهت منذ سنوات بطبيعة الحال..
بذلك المنتدى كان يشارك الكتاب أحياناً مع المعجبين بتفاصيل اضافية عن عملية الكتابة، وهناك فيه توثيق للكثير من التفاصيل المثيرة للإهتمام لمحبي تلك السلاسل. واحدة منها اتذكرها بوضوح هو أن د. أحمد انزعج من الاستقبال البارد للعدد الرابع والستين "أسطورة المحركين"، لأنه شعر أنه واحد من أفضل قصصه، وان لم يُعجِب، فربما لم يعد هناك أمل في السلسلة. قرر بعدها حذف النص الذي كتبه للعدد التالي "العلامات الدامية" وأعاد كتابته كرواية اضخم وأكثر تشعباً بأسلوب مختلف عن أي مما سبقها. بعدها قرر تقليل كمية الأعداد السنوية مقابل جعل كل عدد ادسم واضخم، وتغير اسلوب السلسلة.
كان هناك الكثير من تلك التفاصيل التي لن تجدها الا بذلك المنتدى. قررت زيارته وقراءة بعض من ردود د. أحمد رحمه الله هناك، الا وفوجئت ان المنتدى تم أغلاقه في 2016. لا backup، لا طريقة لتصفح المواضيع القديمة.
تلك الردود والقصص والتفاصيل اختفت من على وجه البسيطة، وتعيش فقط في ذاكرتي وذاكرة المئات البسيطة ممن قرءوها.
دائماً ما نخسر شيئاً بكل قفزة تكنولوجية. الانترنت جعلنا أقرب من أي وقت مضى، لكن كان هناك سحر خاص ومذاق للمراسلة التقليدية، لم يعد موجوداً بعالمنا اليوم. نعم الـ Social Media هي أفضل طريقة عصرية للتواصل السريع مع البشر، لكن هناك شيء في المنتديات جعل بعضنا يتمسك في القلة التي تبقى منها بكل ما لديه من قوة، خائف أن تضيع هي الأخرى. وكما قال أحدهم، بفضل ثورة المواصلات والاتصالات، ولدنا متأخرين للغاية لنستكشف العالم، ومبكرين للغاية لنستكشف الفضاء. وهناك من سيولد متأخراً للغاية ان يستكشف الفضاء حتماً.
لا أقول ولو لثانية لا سمح الله، أن الماضي كان أفضل، واني اتمنى لو لم يحدث الانترنت، واني اتمنى لو كان السفر مازال يحتاج شهوراً. هذا سخف. التقدم للأمام كان حتمي وضروري وللأفضل. هو فقط مؤسف ما علينا ان نخسره لنتقدم.
ربما بعد 10 سنوات، تروجيمنج (المنتدى على الأقل) سيموت ويختفى أيضاً، ولا يبقى منه الا ذكرى، بدون المقدرة على العودة لكل تلك السنين الذي عشناها هنا واسترجاعها. الزمن يتقدم للأمام في النهاية، وكل شيء مصيره أن يصبح relic من عصر ماض، حتى يستسلم ويموت في النهاية.
ماذا كانت النقطة من كل هذا؟ كما قلت في السطر الأول، لا نقطة. اعتقد اني فقط أمر بأزمة ربع العمر.