سبحان الله .. وعندنا .. احد اصدقائي اختيه تقاعدتا بداية ٢٠٢٠
واول من سجل للتطوع .. سبحان الله .. ازمة كورونا كشفت اقنعه كثيرة
أنا عشت تجارب عديدة بيّنت لي كيف أن بواطن النفوس وأصالة المبادئ تزهو بريقاً عند المواقف الصعبة..
أنا وحيد في بيت الوالد -الله يرحمه- والوالدة، وأداوم في قرية بعيدة تاخذ منّي خمس ساعات قيادة في اليوم تقريباً. في اللحظات المستعصية، أيّام مرض الوالد، أو أحياناً الوالدة، وإنشغال الأخوان في حالات مستحيلة تمنعهم من المجيء، كانو دايماً يستخدمون أوبر في هذي المواقف .. وتخيّل؟ في جميع رحلاتهم للمستشفى وللتسوّق ماقد أحد طلب منهم ريال واحد! إلّا في حالة واحدة فقط
الكلّ كانو طيبي القلب ورقيقي المشاعر .. حضنو الوالد والوالدة بالرحلات البعيدة والقريبة من دون شكوى، وإنتهو بالحلف على عدم دفع ريال واحد. حتّى في أثناء السفر إلى مكة، المدينة، جدة، أو القصيم أو الشرقية .. إذا عرف السائق إنّك من أهل الرياض، أو معك أحد كبار السن -في حالتي-، فمباشرةً راح يرفض الدفع ويعيّبك على هذا التصرّف! طبعاً أعرف أن فيه إستثناءات وحالات مناقضة .. أكيد، لكن اللغة دائماً لغة عموم وليست لغة كلّية.
هذي كلّها قيم، هذي كلّها مكتسبات تربية وأصالة عروبة. المادّيات تروح وتجي، بس المبادئ تسطع في النفس كالملاك المرفرف وتصحو لتطهّر ما أفسدته الأيادي في حين الخراب ..