إنْطِلاقَةٌ قُرْمُزَية
ومضات سريعة ومتتالية، تربط هذا الإستعراض بالإستعراض السابق، وتستعرض في ثكناتها ثلاث لحظات مهمة،
نلاحظ إجتياح الظلمة للشاشة بشكل تدريجي ومتتابع حتى تصبح الشاشة قُرمزية حالكة، مجتاحتها هذه القوى الظالمة.
أولى اللحظات متعلقة بالبطل الشاب، وفارس الأحلام المرافق لأميرته في هذه الرحلة المجهولة، لينك،
يستل لينك سيفه الخانع، ولكن الظلمة تبدأ بإجتياحٍ بإبتلاع السيف، وإبتلاع اليد التي وراء السيف !
كيف تخلص لينك من الظلمة المجتاحة له ؟ فهي تكاد تميّزُ من الغيظ البائن منها، ولانعرف مايمكن أن يوقفها !
لذلك نعتقد هنا أن أمر يد لينك قد أنقضى بالفعل، وأنها أصبحت ميتة لا حاجة ولا نفع منها، بل ربما وصل الضرر لبعض جسده...
ولكن كيف تمكن لينك من إيقاف هذا الإجتياح الشائن ؟ الجواب من العرض السابق، وأعتقد أن السياق يظهر أن اللقطة التالية متممة لهذه :
نعم، اليد الخضراء التي كانت تقبض جسد الآثم غانون وساعدت لينك تارة في إنقاذه من الوقوع، ولعلها مرتبطة بالماضي التليد،
ولكن هنا ينشئ تساؤل، ماذا حدث للأميرة زيلدا في ذات هذا المشهد ؟
ولعل الجواب لم يكن سعيدًا لتلك الدرجة، ففي أخر المشاهد الثلاثة، نرى ما هو متوقع ومطلوب من أنفاسِ الظُلمةِ،
الأميرة زيلدا، قد سقطت في أعماق هوة هذا الكهف، مع رُّقي القلعة للأعلى كما سيتوضح لاحقًا.
نعود للمشهد الثاني، والذي يظهر فيه جسد الآثم بوضوحٍ من الجهة الأمامية، موضحة بعض التفاصيل التي لم توضح جيدًا من قبل،
بشكلٍ عام، يوحي مظهره بكونه من فترة شديدة القِدم، يفصل بينها وبين حقبة اللعبة الأولى أعوامًا عديدة.
بعض التفاصيل الدقيقة من المشهد، حسب ترقيمها في الصورة :
1- فتحة غريبة الشكل تقبع في يده اليمنى، والغريب أن لا مثيل لها في الأخرى، ما شأنها ياترى ؟
هل تتعلق بوظيفة مثل الإمتصاص، أو إطلاق قوى سحرية ؟ ربما، وربما مجرد أمرٌ مظهري لجسده.
2- الحُلي من
العرض السابق، ويوضحان هنا بشكل أكبر، بمظهرهما المميز والغريب.
3- فتحة الصدر، هل تتعلق هذه الفتحة بإدخال شيء ما مكانها ؟ جوهرة ثلاثية القوى مثلًا ؟
أو ربما لها علاقة بإمساك اليد الخضراء لها مع هذه الجهة ؟ هل من الممكن أنها صمامٌ الأمان لإنبثاق قوى الشر ؟
4- شعار الأوميجا المقلوب، ويبدو أن هذا الشعار هو الأهم في تصميمه، وأكثر مايدل على هويته.
ينتهي المشهد بإجتياح موجة من قوى أكثر إحمرارًا فوق القوى القرمزية المجتاحة منذ البداية،
ومنهية هذا الفصل من العرض، الفصل الذي يربط العرض الماضي بالعرض الحاضر.
مِنُ جُنُحِ السَماءَ
وفي لقطة هبوط جميلة، تعيد القفزة الأيقونية من نصل العلياء يقفز لينك من علوٌ في السماء إلى الأرض،
نُلاحظ وجود جزيرة سماوية ضخمة نحو مكان قفزه، ويبدو أنه متجهٌ لها.
هناك العديد من الأمور المتغيرة بلينك، ولعل المشهد القادم يوضح ذلك بشكلٍ أكثر.
مع رؤية جانبية لنفس المشهد، نلاحظ لينك هذه المرة مع لباسٍ جديد تمامًا ومختلف عن العادة،
هذه المرة، من دون أن يربط شعره، نلاحظ أولًا وأهمًا، يده اليمنى التي أصبحت شبه صناعية، وكذلك بعض الوشوم الغريبة في جذعه الأيمن.
الطبيعة الصينية في اللباس، مع كون نصفه العلوي يغطي جذعه الأيسر وحده،مع وجود وزرة قصيرة في جذعه السفلي،
وحذائان صندلان في القدمين، مع أربطة تتلو الساقين.كذلك يرتدي قرطًا أخضرًا اللون مشعًا في أذنه اليمنى.
تتضح معالم الجزيرة كذلك، جزيرة أرضها صخرية، تكتسيها رمال بنية اللون، وأشجارٌ صفراء،
يوجد في الأرض طريقٌ معبد، ولكنه منفصل مع إنفصال جزءٌ من الجزيرة، وكأنه يوجد جسرٌ يربط بين هذين الجزئين.
ونعود لليد مجددًا في مكانٍ يبدو كمعبد، ولعلي أسهب في الحديث هنا قليلًا حول ما أعتقده…
هذه اللقطة، أظنها لقطة صحوة لينك بعد المقدمة التي حدثت في البداية، يصحى لينك في معبدٍ غريب،
ونلاحظ تغير يده اليمنى "التي سبق وأن ماتت"، مع القوة الخضراء الجديدة، وبمظهر يوحي وكأنها أصبحت آلية مع تقنية مختلفة.
نلاحظ وجود طلاسمٍ وكأنها تشكل حلقة حول المكان الذي أستيقظ فيه لينك، وأظن بأن هناك رأيٌ مثير للإهتمام هنا،
وسيوضح أكثر في المشاهد المقبلة، كما أشار على ذلك فريق التحليل المبهر GameXplain.
في الماضي التليد، قبل 10000 عامٍ، كان هناك البطل الذي أنقذ العالم بهزيمته للشر المطلق غانون،
هذا البطل يرتدي رداءًا أخضرًا مرزقًا، مع وجود تفاصيل غامضة نحوه، مثل يده المشعة، وبعض الحلي عليه.
لينك الموجود في السماء، مشابه في وصفه للبطل العتيق، وينطبق نفس التشابه على الكائن السابق، فبذلك يكون غانون،
هل أندمج لينك الحالي مع البطل العتيق ليكون شخصًا خليطًا بين الأثنان ؟ هذا في الغالب ماحدث.
ولكن الأمر المثير للإهتمام، هو في أي حقبة زمنية نحن الأن ؟ هل نحن فعلًا في هايرل التي عشناها في نفس البرية ؟
أمجرد عامين كافيتين لإحداث تغيير مثل ظهور الجزر السماوية، أو قرونٌ للغيلان، أو أكثر من ذلك فيما سيتضح بعد ؟
النظرية هو أن لينك في اللعبة، وبعد مشهد البداية قد أنتقل في الزمن 10 الآف سنة إلى الوراء، لمجابهة الشر التليد غانون مجددًا،
سنعيش هايرل قبل 10000 عام، مختلفة في ملامحها وهوية من يسكنها عن هايرل الحالية، وكذلك مختلفة في تقنياتها !
نعود مجددًا إلى أحد الجزر السماوية، ويظهر هنا بعض التفاصيل المثيرة...
يبدو أن لينك يغامر في ذات الجزيرة التي قفز إليها قبلًا، نلاحظ تفاصيل الأشجار الصفراء من قريب، فهي تبدو كأشجار الخريف،
أما عن التربة البنية، فتكتسيها الأعشاب المصفرة، العاكسة لأضواء الشمس الذهبية،
والأرضية الصخرية، هي صخورٌ وإرتفاعات تضاريسية في نفس الجزيرة، يُبان من الأعلى وكأنها من الجزيرة نفسها،
نلاحظ وجود نقوش خضراء على هذه الصخور، ويبدو أنها نقوش هذه الحضارة.
مجددًا هناك جزرٌ عائمة في السماء لنفس الجزيرة، وكذلك بوابة يابانية التصميم في الأمام،
لينك نفسه ؟ نعم، هناك درعٌ جديد يرتديه لينك، وكذلك تغيرات طفيفة في لباسه، كالجزء السفلي.
مرة أخرى في السماء مع لقطة بزاوية تصويرٍ أخرى، نلاحظ طوفان لينك المعتاد، ولكن مع تغييرات في تصميم طوفاته،
نلاحظ درعه الجديد ذو العين الغريبة، وكذلك وجود جزيرة أخرى سماوية، ووجود بناء فيها.
هذا البناء يبدو وكأنه برجٌ من نوعٍ ما، وكأنه يحوي مخرجًا علويًا لأبخرة أو أدخنة تخرج منه عادة،
ولعلنا نشير هنا كوننا لم نرى مخلوقات حية على الجزر السماوية، سوى بضعة طيورٍ فقط !
وأعتقد أنه هنا ينتهي فصل إستعراض السماء الواضح، ونضع باقي اللقطات تحت الصنف المبتقي.
هَمْهَمْةُ أنَفاسِ الظُلَمة
وعلى سطحٍ أخر نشاهد كيانًا حارسًا من نوعٍ ما، يكتسيه اللون الأخضر، كأنه سحلية، يظهر تدفق القوة الخضراء فيه،
ونرى خلفه معبدًا أو بناءًا غريبًا، هل يقع هذا الكائن على أحد الجزر السماوية ؟ أرجح هذا، لكون الطبيعة العامة للبيئة، مشابهه لما سبق.
ولعلنا نعيد التركيزة في هذه الصورة مجددًا :
1- النقوش الغريبة في الجزر السماوية، الأولى تظهر سحلية أو عقربًا ما، هل هي إشارة لنفس المخلوق ؟
الثانية نقوش لرمزٍ غير واضح الملامح، الثالثة رموز كتابية معتادة.
2- يظهر هنا شعار أصفر اللون، يحيطه كتابات خضراء، أكأن هذا الرمز يبدو كرمزٍ للتنظيف ؟ (&)
3- الشعار البيضاوي على بوابات البناء، وخلف المخلوق، وكذلك على كتفي المخلوق، ركزوا عليه، فهذا الشعار يبدو أنه رمزٌ لحضارة ما.
أعتقد بأن هذه اللحظة من مفضلاتي في العرض، هناك الكثير لرؤيته هنا، المخلوق الذي يواجه لينك،
هو مخلوقٌ مختلف تمامًا عن ما أعتدنا رؤيته من نفس البرية، وكذلك يوجد هنا رأس التنين في درع لينك، النافث للنار !
وأظن أن هذا الأمر سيفتح مجالًا ضخمًا في تطور ميكانيكات اللعب والأسلحة وإتخاذها نهجًا مميزًا،
وأعتقد أن الباب المفتوح مع هذا التطور أكبر بكثير من مانعتقد، تخيلوا مثلًا حذاءًا ينفث رياحًا طائرة، أو قفازًا جليديًا أو…~
1-أين يقع هذا المكان ؟ لو عدنا مجددًا لصورة الكائن السُحلي، نجد أن النقوش "1" مشابهة للنقوش هنا،
هل هذا يعني إرتباط المكانين في بعضهما البعض ؟ ربما، ذلك البناء بوابة لهذا الكهف الصغير.
2- التنين النافث للنار، المُركِب فوق الدرع، يشّعُ بطاقة خضراء اللون، وأظن أن هذا يؤكد أن عناصر اللعبة،
متربطة كليًا بهذا النوع من الطاقة، لذلك هي ثقافة تقنية مختلفة عن الجزء الأول وطاقة الشيكاه.
عودة لأراضي هايرل الخضراء، وألوانها المبهجة، مع تركيبة جديدة للوحوش، حول مقر للغيلان فوق الكائن الصخري،
تركيبة مضحكة ومثيرة للإهتمام فعلًا، وأظنن أننا نحتاج للتركيز جيدًا في هذا المشهد :
في النظرة الأولى تعتقد بأن هذه هايرل التي أعتدت عليها، ولكن مع التركيز ستجد العديد من الأمور المتغيرة عليك !
1/أ - أظن بأن هذا أول شيءٍ لاحظته في العرض، صرخت قائلًا "شراين - شراين ! متواجدة بنفس مظهرها السابق ؟"،
ولكن سرعان ما أكتشفت أن الرأي العام على كونه جسمٌ صخري وليس قطعة من الشراين المعتاد.
هل سأذهب مع هذا الرأي أم ذاك ؟ لا أعلم، ولكن إحتمالية كونه شراين إحتمالية لازالت قائمة.
1/ب - أما عن هنا فهو كذلك جسمٌ صخري أخر، يبدو متدرجًا بنحو ما، وهنا يطرح تساؤل، إن كانت هذه أجسامٌ صخرية،
مغروسة في العالم، فمتى تم غرسها ؟ لماذا لم تكن متواجدة في هايرل التي نعرفها قبل عامين ؟
2- ومايزيد التساؤل حيرة، لماذا البركان مخمد ؟ ولماذا مظهر البيئة العام مختلفٌ عما عرفناه ؟
3- بل حتى الغيلان تغيرت ؟! أمحضٌ سنتين فعلت هذا ؟ نبتت لهم قرونٌ بارزة، وكذلك مظهر العام للكل الأعداء !
4- وهذا الكثيب الرملي، لا أتذكر وجود كثيب رملي/شاطئي في حقلٍ مفتوح لهايرل مثل هذا !
وهذا كله يعيدنا لنظريتنا الأولى، أظن بأن هذه عواملٌ تشير أكثر إلى كوننا في هايرل التليدة، قبل 100 قرن.
حسنا، وصلنا هنا لأولٍ تقنية جديدة للينك في هذا الجزء الجديد، كما أعتدنا من الجزء السابق،
فالتقنيات تحل محل الأدوات، وهي تعتمد على محرك الفيزيائية للعبة لتغيير بعض العوامل كالوقت، والتجمّد، والمغنطة، والإنفجارات.
ماهي هذه التقنية ؟ أريد وصفها بوصفٍ واضح بعد أن أتضحت لي فكرتها، أستطيع قول :
" هي تقنية تقوم على إعادة الزمن لأجسامٍ ساقطة، بحيث أن يختار اللاعب المسار الذي تعود فيه الزمن،
هذه الكرة قام لينك بإعادتها بالزمن، بمسارٍ تضرب فيه كل الغيلان التي في المجال".
تقنية باهرة، ومناسبة لطبيعة اللعبة، ويتضح هنا أن التقنيات الجديدة المستمدة من الطاقة الخضراء، تعتمد على يد لينك الجديدة،
فأصبحت يد لينك هي الأساس والجهاز للتحكم والوصول للحضارة التقنية الموجودة في عالم اللعبة.
نعود مجددًا لجزيرة سماوية أخرى، مع وجود بناء أخر مع كتاباته الخضراء، وشعار الحضارة "البيضة" في مقدمته،
ونلاحظ كونها تشع هذه المرة بضوءٍ أبيض، ونأخذ إطلالة على عالم هايرل من الأعلى وهو يبدو مشابهًا لما عرفنا قبلًا.
حسنا، الأن أستطيع الحديث بوضوح عن هذه التقنية، تجمع بقعة ماء في جسم كروي ليتحول إلى لينك السابح،
ليعبر عبر المادة "الجزيرة" من أسفلها إلى أعلاها، عن طريق السباحة، هكذا مافهمته أول مرة.
هناك أكثر من نقطة هنا، أولًا، هل فعلًا يرتبط المشهدين ببعضهما الأخر ؟ على الرغم من أن الرأي العام يشير لذلك،
ولكن المشهدين في الحقيقة، بالإمكان فصلهما عن بعضهما، فيكون مشهد سباحة لينك، لا علاقة له بتجمع القطرات !
والأخرى مثيرة للإهتمام، شاهدت مقطعًا للعرض المقلوب بالصدفة، وأعجبتني نظرة أحد الأشخاص لها !
شاهد اللقطة بالمقلوب جيدًا حتى تفهم ما أريد قوله :
هل فعلًا لينك سبّح من أسفل الجزيرة حتى أعلاها ؟ لماذا لا يكون العكس والفريق أراد خداعنا بشكلٍ مبهر ؟
لماذا لا يكون قفزة لينك من أعلى الجزيرة سباحةً حتى الوصول إلى الأرض، والتحول لتجمع مائي !
الأمر مضحك، وقد يكون غير قابلٍ للتصديق، ولكن منذ أن رأيتها وأنا أريد وقوعها حتى لو لم تحدث.
نِهايةٌ غَاسِقة
وها قد وصلنا لنهاية العرض، مع لحظة جميلة تتمم المشهد من العرض السابق لما حدث للقلعة،
ولكن قبلًا هناك لقطة أريد إعادة ترتيبها مع لقطة سابقة :
إذا ماتلى إهتزاز القلعة في العرض السابق، هو علوها بالطاقة المظلمة المجتاحة لها إلى الأعلى،
ونلاحظ تحطّم ملامح القلعة وماجاوراها مع هذا الأمر المهيب الحاصل هنا.
مابين الشفق والغسق، جنوح الظلمة وغروب الضوء وإشعاعه، كخلفية للقلعة المرتفعة،
ونشاهد هايرل التي تبدو كمألوفة ولكنها ليست مألوفة، مابين ذلك وذاك.
الظلمة تجتاح المكان يمنة ويسرة، والقلعة وكأنها لم تستقر بعد في إرتفاعها وتريد أن ترتفع لأكثر من ذلك،
هنا مكانٌ للنظرية الأخرى، أن بعثة جانون قد غيّرت من معالم العالم، فأخذ بعضًا من عصوره القديمة، مع أصله الحديث...
يختتم العرض بهذا المشهد، عرضٌ قصير بمدته، ولكنه مليء بالمعلومات وشغوف بما يحاول تقديمه،
بلاشك نحن على أعتاب التجربة الأضخم في السلسلة، التي ستقدم طموح نفس البرية مع طموح الجزر السماوية !
نحن بإنتظارها أين ماولّت، ونحن في شوقٍ للعرض التالي، إلى لقاء مع معلومة جديدة، أو عرضٍ أخر.