Quarrel
Hardcore Gamer
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بالصحة ووهبنا أسباب العافية وعلمنا ما لم نكن نعلم، وبعد:
بخاطري أن أفتح المجال للحديث في موضوع الصحة لعدة أمور، أولها لأني أعتقد أن العالم أجمع يمرّ بأزمة صحية لم يسبق لها مثيل، والأمر الثاني أن أكثر الناس يتصور أن البحث والاطلاع في مجال الطب مهمة عسيرة بعيدة عن القدرة ومتروكة للمتخصصين، والثالث أن أكثر الناس لا تهتم بالصحة إلا بعد أن يُشقيها المرض ويقع الفاس بالراس، وهذا ديدن غرور الشباب وظن دوام الحال، والأمر الرابع أن من لم يجرب المرض يظن أن الطبيب وعلاجه يستطيع أن يُعيد له عافيته التي فقدها بخذلانه نفسه وكأن شيئاً لم يكن، وأن الطب الحديث يملك الحل السحري والشفاء لكل داء وأنه لا خوف من المرض بعد اليوم، وهذا ظن كاذب وأمل خائب
وسأبدأ الحديث في هذا الموضوع بالتفرقة بين أمرين.. بين الطب وبين الصحة، وما أشد الفرق بينهما!
فالطب قد يكون حليفاً للصحة، وقد يكون عدواً لها، وذلك لأن الصحة يطلبها جسدك، والطب يطلب جيبك، والصحة أغلى ما نملك، ولكن أنفع علاج لها ما كان بالمجّان، وقليلٌ من الأطباء من يدلك على هذا، فلم يبق لك إلا أن تعلّم نفسك.
وهذه مفاتيح قليلة هي في غاية الأهمية:
- لا تسلّم نفسك للطبيب، بل اسأل، وناقش، وراجع، وابحث، فإن الطبيب بشر يخطئ ويصيب، وأنت لك عقل يعي ويدرك، فربما كان طبيبك عالماً عظيم الشأن في طبه وربما كان سباكاً بشهادة مزيفة وأنت ضحيته التالية!
- الصحة هي الأصل، فلا تحتاج لقيامها إلى شيء، والمرض عارض يحتاج وجوده إلى سبب.
- المعدة بيت الداء، فحذار مما تأكل
- لو جمعوا فوائد الرياضة في حبة دواء لفاقت جميع الأدوية في النفع والفائدة
- ليست جميع المأكولات سواسية، هناك أشياء أهم بكثير من الـ (السعرات الحرارية)
- لا تظن أنك تستطيع أن تأكل وتشرب ما يحلو لك ثم تفرّ من المسؤولية، كما يقول الخواجات: You can't have your cake and eat it too
- لا تكابر إن احتجت لرؤية الطبيب، كلما تداركت المرض أسرع كلما كنت منه أسلم
ولإتمام الغرض من هذا الموضوع سأكتب في قادم الأيام عدداً من المقالات في شأن الصحة، وبالله التوفيق
