لُقمَان
True Gamer
- [ تَمْهِيد ].
الموت كلمة تصف "المآل" لكل الكائنات الحية أي كانت بأشكالها وأنواعها ووظائفها المختلفة،
هو الخِتام لكل قصة رويت لكل ما خُلَق في هذا الكون، هو "الفَنَاء" فـ"كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ"…
والموت هو مُفَارقة الروح للجسد، ولا تختلف أي ديانة كانت في هذا المفهوم، فيبقى جسدًا خاليًا خاويًا من الحياة…
وعلميًا هو مانستطيع تعريفه بأنه توقف الكائنات الحيّة عن أي نشاطٍ وظيفي كان، توقف جميع الأنسجة والأجهزة في جسده عن العمل بلا إستثناء.
- [ أَزِفٌ ودانٍ ].
أحد الكلمات التي كنت أسمعها منذ أن كنت صغيرًا ولا زالت ترِنُ في أُذنيّ، هي مقولة "الموت لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا"...
هذا صحيح، فلا الشيخ الهَرم، ولا الشاب المفعم بالنشاط، ولا الطفل يمكنه إيقاف الموت،
كل يوم تعداد الموتى حول العالم يزداد بلا توقف، ولا يوجد عاقلٌ رَزين يشكُ في حتمية الموت.
"هَادِمُ الَلَّذات"، هو وصفٌ وصفه الرسول ﷺ، في أبلغ الكَمال عن تلك الحالة، فلا لذة تبقى حين قدومه،
لذة مجالسة الرفاق، ولذة الطعام والشراب، وكل تلك اللذات، خيرًا كانت أم شرًا تصبح مجرد هباءًا منثورًا، تُهدم كما يهدم البنيان مُهَترئ.
- [ المَوتُ وَضَّاحٌ بيننا ]
كم عزيزًا قد فقدنا ؟ وكم حبيبًا قد فارقنا ؟ كم تغيرت حياتنا بعد وفاة أحد أعمدتها ؟ الكثير الكثير مضى وذهب، غفرالله لهم ورحمهم…
وأتعجب من هذا الأمر، فحين وفاة القريب أو الحبيب، تشعر وكأن الدنيا تضيق عليك، وكأنه لا مآل لك غدًا إلا في القبر الذي يتلو قبره،
ويمر الوقت سريعًا وتجد بأنه وكأنه لم يمت أحدًا، وكأنما كانت الحياة هكذا قبلًا، فياللعجب !
أعتدت سماع هذا في كُلِ فراق، "نحمدالله على أن رزقنا النسيان حتى نكمل معيش حياتنا"،
محض كلمات تخرج من أفواه شخوص بسيطون، فكيف لها أن توقع أثرًا جليًا مثل هذا ؟ كيف لها أن تصف مايحدث وصفًا مبينا ؟ سبحان الله.
وحينما أقلبُ صفحات المنتدى، أرى مشاركات للأخ @LAYT، رحمه الله رحمةً واسعة، وأتعجب… أمن طال وداعهم هنا… رحلوا عن المعمورة قبلنا مثله ؟
رحم الله الجميع الحي والميت، وهدانا إلى الصالح من العمل والقول وحسن الختام.
- [ مَنِيَّةٌ الخَلاصِ ]
نعلّل بالدّواءِ إِذا مرضنا وهل يَشفي مِن الموتِ الدَّوَاءُ؟ ~
أُؤَمِّلُ أَنْ أَحْيا وفي كلِّ ساعةٍ … تَمُرُّ بِيَ الْمَوتى تُهَزُّ نُعوشُها
وهَلْ أَنا إِلاّ مِثْلُهُمْ ؟ غَيْرَ أَنَّ لي … بَقايا لَيالٍ في الزَّمانِ أَعيشُها ~
من قال هذه الأشعار الفيّاضة بالمشاعر، قد فارقنا بمئات السنين، وأصبح في التراب من قبل ولادة أجدادنا وأسلافنا،
من يعلم سوى الله ماذا ستكون عليه حياتنا ومتى سنموت ؟ الموت قادمٌ ونحن فانون، هذه هي الحكاية.
الأتراح كثيرة، والمشاعر غزيرة، والفؤاد مكسور، ولكن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء وإليه كل شيء،
اللهم أرحمنا برحماتك، ولا تتوفنا إلا وأنت راضٍ عنا.
كتبه الفقير إلى عفو ربه
جُرَيْج فَتْحي
جُرَيْج فَتْحي