abdullah-kh
رجل من العامة
يمكن ذا أول موضوع أكتبه عن تجربتي للعبة (دليل كيف أن مشرف خربان وكسول)، المهم جد ما أدري وين أبدأ؟ امم، بقول أني كنت أكره اللعبة على وقتها، لا بل كنت أتمسخر من تحكمها الصعب والموتات العبيطة التي تحصلها لارا، بس ما كنت ألعبها! كنت متفرج وأستغرب صبر الذي يلعبها. المهم مع رجوع قريحة اللعب، أتاني حنين إليم للعب ألعاب هذا الجيل، بالواقع كنت أبغى أجرب لعبة قفز إحترافية، بعدين تذكرتها، وقلت ليش ما أرجع لها من جديد؟ وأشوف صدق وش الجاذب لها بوقتها؟ أو حتى الحين مع عشاق وفيين جدًا.
أين ألعبها؟
تقدر تحصل نسخة psn وتقدر تحصل نسخة البي سي، تحصل الثلاثية كلها بمتجر GOG وبسعر زهيد (9 دولار):
https://www.gog.com/game/tomb_raider_123
الفرق بين النسختين؟
معدل إيطارات أفضل وأنعم مع البي سي لكن فيه فرق جوهري شوي نسخة psn تعتمد على الطريقة القديمة للتخزين! نعم حيث تستخدم أسلوب شبيه بألعاب ريزدنت إيفل الكلاسيكية مع الحبر والطابعة، هنا الكرستالات:
بنسحة البي سي ما في ذا الشئ ويمكنك التخزين بأي مكان وقت ما تشاء وصدقوني هذا راح يفرق كثير بالتجربة. عن نفسي قررت ألعبها مثل ما يريدها المطور مني ومع تضحيات الصورة الأضعف فقط لأعيش التجربة الأصلية.
التحكم هو اللعب:
هذه النقطة الجدلية بتومب رايدر الأصلية، أكبر منفر، مزعج للقادم من جيل الألعاب الحالي مع سلاسة التحكم وسرعة الإستجابة والقدرة على تحريك الكاميرا، يرجع للعبة تتطلب مجهود كبير لاتقان التحكم! تصبح المهمة مستحيلة ومتكلفة ولا تستحق، لكن بالواقع إذا فهمت أن محور تومب رايدر الأصلية هو التحكم! وأن جزء من نصوعها الأحترافي بسببه ستقدر التجربة! كيف ذلك؟ نرجع قليلًا للوراء:
نفصل بين مدرستين، ماريو بروس لعبة المنصات على العائلة، التحكم فيها يزيل كل العوائق بوزنية الشخصية فتقدر تعطيك قفزات عالية، سرعة استجابة أكبر، العائق هو الشغل الشاغل لك أثناء اللعب أكثر من احترافك للتحكم، لأنه مقدم لأي شخص يمسك اللعبة ويقدر بدقائق يفهمه، لا تعقيد؛ قفز ثم حركة ثم قفز، عائق ثم قفز وهكذا. هذه المدرسة لحتى الحين مستمرة ويمكن من الأمثلة الشهيرة الحالية لعبة الأندي سوبر ميت بوي.
المدرسة الثانية؛ برنس أوف بيرشيا (1989)، هذه مدرسة طلعت لتناقض الأولى وتستخدم أسلوب يعرف الآن: لعبة المنصات السينمائية (Cinematic platformer)، على عكس الأولى التحكم غير سلس، يتطلب وقت لاتقانه، بطئ، استجابة أبطأ، يركز على واقعية حركة الشخصية وثقلها، كل خطوة لازم تحسبها، هو العائق أكثر من العقبة، لو أتقنته راح تصير العقبة أسهل. ألعاب حديثة تمشي على هذا النوع؟ مثل ليمبو.
طيب وش علاقة تومب رايدر بذا؟ هي نقل وفي للتجربة الثانية لكن بلعبة ثلاثية الأبعاد، بكل ما فيه بالضبط مما سبق وذكرت حتى بالقتلات المخيفة:
الآن بعد هذه المعرفة، يجب أن تعي أنها واحدة من نوعها حقيقةً والتحكم هو اللعب وميزة بحقيقة الأمر أكثر من أنه عائق، اللعبة كلها مبنية على هذا التحكم، وقت إحترافك هو الوقت الذي ستعطيها حقها وتستمتع فيها حقًا! القفز خصوصًا يتطلب إحترافية كبيرة لانه غير أتوماتيكي ويجب أن تقيس كل خطوة وتحدد الاتجاهات لأن الهفوة خسارة قاتلة.
تصميم اللعبة لحتى هذه اللحظة خالد!
(صورة من مرحلة St. Francis' Folly)
هذه مفاجأة اللعبة حرفيًا فيها مستوى تصميم مراحل لا يقل عبقرية عن أقوى ألعاب ذاك الجيل! نعم لا يقل روعة عن ألعاب مثل زيلدا أوكارنيا أوف تايم! لما تقرأ المرجعية التي أعتمد عليها فريق Core Design للتصميم فتلاحظ أن أغلب عملهم يعتمد على المخيلة؛ حيث لم يسبق لهم زيارة معابد أو كهوف، أو حتى دير قديمة زي مصر الفرعونية، أنما كله من كتب المتاحف أو الأنترنت وقتها. الآلية تعتمد على تصميم الألغاز بالأول ثم بناء المرحلة عليه، تم مراعاة كل جزء لعملية الأستكشاف، فتلاحظ أن اللعبة مثل ألعاب ريزيدنت أيفل تتطلب منك الرجوع لمنطقة أولى لفتح باب أو تجميع أدوات، مع زيادة إحترافية وصعوبة أكبر مع عملية بناء حيل زي الفخاخ وتوزيع الأعداء وصنع عقبات مبتكرة للقفز تزداد عمق مع كل مرحلة. والنقطة الأهم زرع أسرار لكل مرحلة تتطلب نسبة إحترافية أكبر لتحصلها.
العزلة والضياع:
لما تلعب سوبر ميترويد بعالم موحش وحدك تواجه القراصنة ومخلوقات ذاك الكوكب وتستكشفه كله! نعم تومب رايدر هذه فيها هذا الشعور، وبالحقيقة منسجم مع الجيل ذاك وأكبر تميز أن حس الوحدة وصناعة لعبة النجاة بعالم مخيف حقيقي رغم أنها لعبة مغامرات ألغاز! هذه النقطة بمستوى عالي، واللعبة تصنع من أعداء العالم مكان للعزلة حيث تواجه الذئاب، الغوريلات، الخفافيش، النمور، وحتى
تي ريكس xd.
لا تلعب Anniversary وتتوقع أنك حصلت تجربة تومب رايدر حقيقية!
الريميك حلو وكل شئ لكنه حذف أهم شئ يخلي اللعبة الأولى مميزة؛ الاستكشاف والتحكم. اللعبة صارت أسهل مع خطية أكثر من ضياع اللعبة الأولى. للاسف هذا يخلق تجربة جديدة مختلفة تمامًا عن الأولى، لذلك لا أنصح فيه للذي فعلًا داخل ليعرف تميز الأصلية من الأصل.
العيوب:
- الكاميرا: نعم بكثير مرات قاتلة وعائق حقيقي وصعب أتغاضى عنها للاسف.
- إطلاق النار: هو على غير كل شئ باللعبة أوتوماتيكي وللاسف أضعف ميكانيكات اللعبة وغير ممتع، لحسن الحظ هذه الجزئيات محسوبة وقليلة.
- الحفظ: هذه مشكلة نسخة البلاستيشن، بأغلب الحالات ميسر وقريب لكن مرات يكون بعيد يجعلك تعيد عقبات مملة قد تجاوزتها مما يزيد ساعات اللعب على الفاضي.
اللعبة ما في مثلها بالسوق!
هذه الفقرة الأخيرة، نعم حقيقة ألعاب زي الأصلية أنتهت خلاص حتى مع رجوع الأندي للكلاسكيات إلا أن حتى الأن لا توجد تجربة قريبة من تومب رايدر الأصلية! أتكلم عن لعبة ثلاثية الأبعاد بتحكم برنس أوف بيرشيا مع مستوى عالي بالتصميم وألغاز أساسية. يؤسفني أن أقول لا يوجد مثلها! لذلك هي لعبة وحيدة من نوعها.