Sonata
True Gamer
الطابع الpretentious للعنوان كان مقصود. وكان من الممكن إني أبتعد عن توظيف مُعجم الفلاسفة وألجأ إلى لغة أبسط، لكن أولا: العنوان أدّى غرضه كـclickbait، ثانيًا: الموضوع يملك أبعادًا فلسفية بالفعل، لأن إشكالية التصنيف كانت شغل الفلاسفة الشاغل ولطالما اشتغل الفلاسفة على وضع حد وتعريف إجابةً عن سؤال "ما هو" أو "ما هي".
أقرب مثال يُساق على ذلك من علم الكلام، فالمتكلمون يعالجون قضية الوجود أولًا "هل الملائكة موجودة" ثم الخواص أو الصفات "ما هي صفات الملائكة" أو ما الخصائص التي إن وُجدت في الشيء صدقت تسميته ملاكًا؟، والمثال ههنا على سبيل تقريب الفكرة إلى الأذهان لا إثارة سجال ديني في منتدى مخصص للنقاش حول ألعاب الفيديو. طيب إيش علاقة كل هالهذر بألعاب الفيديو إذن؟ السؤال عن الماهية يفرض نفسه بشكل أو بآخر في أي خطاب ونجده يتمثل في أبسط صوره لما واحد يسأل الثاني شنو "تعريفك" لكذا؟
طيب ليش التعريف مهم إلى هذه الدرجة؟ لأن التعريف بمثابة حد يفصل بين الموجودات، أسُوق مثالًا -رغم ابتذاله- من تعريف أرسطو للإنسان بكونه "حيوانًا ناطقًا"، هذا التعريف يصطلح عليه المناطقة بأنه جامع مانع، جامع لكل أفراد الصنف، أي يمكن تعميمه، فكل حيوان لديه ملكة النطق يُسمّى إنسانًا، ومانع لأي صنف آخر من الدخول فيه، فكل حيوان ليست لديه ملكة النطق، أو كل ناطق ليس حيوًانا، لا يسمى إنسانًا وفق هذا الحد.
طبعًا مشكلة الحدود إنها جدلية، إلا البدهيات، مثل لما أقول "الأعزب شخص غير متزوّج" لأن دلالة المحمول نفس دلالة الموضوع مع اختلاف اللفظ لا غير وهذه العبارة توصف بأنها بدهية لأن الأعزب (غير منزوج) بالضرورة، أما غير البدهيات فغير ثابتة وفيها نظر، مثلا، هل كل حيوان ناطق تصدق عليه تسمية إنسان؟ عادةً ما تحتوي الخرافات "fables" على حيوانات مُشخّصة "anthropomorphised" لديها القدرة على النطق، أي التفكير وتوظيف اللغة للتواصل والتعبير عن هذه الأفكار، فهي حيوانات ناطقة رغم كونها نتاجَ تخييلٍ محض، فهل يصدق عليها حد أرسطو لتعريف الإنسان؟ فقط لأنها (حيوانات) ولأنها (ناطقة)؟
هنا تحديدًا تكمن إشكالية الحدود والتعريفات، إنها خاضعة للمساءلة والنظر. أيضًا من مشاكل التعريفات إنها تعاني من إرجاء المعاني، أي أنّ المدلول لا يُمكن أن يُدرَك أبدًا لأن كل مدلول يُحيل إلى مدلول آخر، فنحن نشرع في السؤال عن معنى "إنسان" ثم نقول إنه حيوان ناطق، ثم نسأل ما معنى "حيوان"؟ ثم نقول إنه كل كائن حي، ونسأل ما معنى "ناطق"؟ فنقول هو المتكلم، ثم نسأل ما معنى كائن؟ ما معنى حي؟ ما معنى متكلم؟ وهكذا دواليك ad infinitum. بالتالي شنو "تعريف" الإنسان؟ شنو تعريف العالم المفتوح؟ شنو تعريف العمق؟ شنو تعريف الخطية؟
المشتغلين في مباحث الميتافيزيقا من المفترض إنهم وضعوا منهجية تسهّل معرفة الموجودات بتقسيمها وفق المقولات التي وضعوها من جوهر وخواص ماهوية وعرضية، لكن تظل اللغة عائقًا رغم كونها وُجدت لتؤدي وظيفتها لإيصال المعنى لا إعاقته، وهنا المفارقة، إنه من الصعب إن أحد يتّفق على تعريف، ودائمًا الناس تتكلم عن "تعريفها" للأشياء، يعني تخلع على المعانى طابع الذاتية وتُجرّدها من موضوعيتها أو على قولة جوردان بيترسن: what do you mean by bla bla bla. طبعًا ممكن هالattitude ما يخلو من سفسطة لأنه يوحي بأنّه ما في حقيقة مُطلقة إنما هناك حقائق، لكن صدقًا، ماحد يقدر ينكر إن هالظاهرة ملحوظة في خطابنا سواء هنا في المنتدى أو في أي وسط آخر. شخصيًا أحب أنظر للمسألة من زاوية أخرى، أحب أنظر لجدلية التعريفات بأنها تجعل العالم أكثر إثارةً للاهتمام، لأن الأحادية والاتفاق والنسقية مملين جدًا، واللي يميزنا عن بقية الكائنات والموجودات قدرتنا على السؤال عما هو العمق أو العالم المفتوح أو الساند بوكس أو الخطية. فإيش رايكم أنتم؟ هل هناك ماهية ثابتة لجنس "genre" العالم المفتوح؟ وإلا فيه (تعريفي) و(تعريفك) بس، وما في حد ثابت واضح موضوعي له بمعزل عنّا كذوات؟
أخيرًا أحب أعتذر لو طرحي بدا "مُنمّقًا" لكن طبيعة الموضوع تفرض استخدام هالأسلوب، أيضًا راح أترك المنصة لكم والأرجح إني راح أؤدي دور المراقب من بعيد بدل المشاركة في النقاش.
أقرب مثال يُساق على ذلك من علم الكلام، فالمتكلمون يعالجون قضية الوجود أولًا "هل الملائكة موجودة" ثم الخواص أو الصفات "ما هي صفات الملائكة" أو ما الخصائص التي إن وُجدت في الشيء صدقت تسميته ملاكًا؟، والمثال ههنا على سبيل تقريب الفكرة إلى الأذهان لا إثارة سجال ديني في منتدى مخصص للنقاش حول ألعاب الفيديو. طيب إيش علاقة كل هالهذر بألعاب الفيديو إذن؟ السؤال عن الماهية يفرض نفسه بشكل أو بآخر في أي خطاب ونجده يتمثل في أبسط صوره لما واحد يسأل الثاني شنو "تعريفك" لكذا؟
طيب ليش التعريف مهم إلى هذه الدرجة؟ لأن التعريف بمثابة حد يفصل بين الموجودات، أسُوق مثالًا -رغم ابتذاله- من تعريف أرسطو للإنسان بكونه "حيوانًا ناطقًا"، هذا التعريف يصطلح عليه المناطقة بأنه جامع مانع، جامع لكل أفراد الصنف، أي يمكن تعميمه، فكل حيوان لديه ملكة النطق يُسمّى إنسانًا، ومانع لأي صنف آخر من الدخول فيه، فكل حيوان ليست لديه ملكة النطق، أو كل ناطق ليس حيوًانا، لا يسمى إنسانًا وفق هذا الحد.
طبعًا مشكلة الحدود إنها جدلية، إلا البدهيات، مثل لما أقول "الأعزب شخص غير متزوّج" لأن دلالة المحمول نفس دلالة الموضوع مع اختلاف اللفظ لا غير وهذه العبارة توصف بأنها بدهية لأن الأعزب (غير منزوج) بالضرورة، أما غير البدهيات فغير ثابتة وفيها نظر، مثلا، هل كل حيوان ناطق تصدق عليه تسمية إنسان؟ عادةً ما تحتوي الخرافات "fables" على حيوانات مُشخّصة "anthropomorphised" لديها القدرة على النطق، أي التفكير وتوظيف اللغة للتواصل والتعبير عن هذه الأفكار، فهي حيوانات ناطقة رغم كونها نتاجَ تخييلٍ محض، فهل يصدق عليها حد أرسطو لتعريف الإنسان؟ فقط لأنها (حيوانات) ولأنها (ناطقة)؟
هنا تحديدًا تكمن إشكالية الحدود والتعريفات، إنها خاضعة للمساءلة والنظر. أيضًا من مشاكل التعريفات إنها تعاني من إرجاء المعاني، أي أنّ المدلول لا يُمكن أن يُدرَك أبدًا لأن كل مدلول يُحيل إلى مدلول آخر، فنحن نشرع في السؤال عن معنى "إنسان" ثم نقول إنه حيوان ناطق، ثم نسأل ما معنى "حيوان"؟ ثم نقول إنه كل كائن حي، ونسأل ما معنى "ناطق"؟ فنقول هو المتكلم، ثم نسأل ما معنى كائن؟ ما معنى حي؟ ما معنى متكلم؟ وهكذا دواليك ad infinitum. بالتالي شنو "تعريف" الإنسان؟ شنو تعريف العالم المفتوح؟ شنو تعريف العمق؟ شنو تعريف الخطية؟
المشتغلين في مباحث الميتافيزيقا من المفترض إنهم وضعوا منهجية تسهّل معرفة الموجودات بتقسيمها وفق المقولات التي وضعوها من جوهر وخواص ماهوية وعرضية، لكن تظل اللغة عائقًا رغم كونها وُجدت لتؤدي وظيفتها لإيصال المعنى لا إعاقته، وهنا المفارقة، إنه من الصعب إن أحد يتّفق على تعريف، ودائمًا الناس تتكلم عن "تعريفها" للأشياء، يعني تخلع على المعانى طابع الذاتية وتُجرّدها من موضوعيتها أو على قولة جوردان بيترسن: what do you mean by bla bla bla. طبعًا ممكن هالattitude ما يخلو من سفسطة لأنه يوحي بأنّه ما في حقيقة مُطلقة إنما هناك حقائق، لكن صدقًا، ماحد يقدر ينكر إن هالظاهرة ملحوظة في خطابنا سواء هنا في المنتدى أو في أي وسط آخر. شخصيًا أحب أنظر للمسألة من زاوية أخرى، أحب أنظر لجدلية التعريفات بأنها تجعل العالم أكثر إثارةً للاهتمام، لأن الأحادية والاتفاق والنسقية مملين جدًا، واللي يميزنا عن بقية الكائنات والموجودات قدرتنا على السؤال عما هو العمق أو العالم المفتوح أو الساند بوكس أو الخطية. فإيش رايكم أنتم؟ هل هناك ماهية ثابتة لجنس "genre" العالم المفتوح؟ وإلا فيه (تعريفي) و(تعريفك) بس، وما في حد ثابت واضح موضوعي له بمعزل عنّا كذوات؟
أخيرًا أحب أعتذر لو طرحي بدا "مُنمّقًا" لكن طبيعة الموضوع تفرض استخدام هالأسلوب، أيضًا راح أترك المنصة لكم والأرجح إني راح أؤدي دور المراقب من بعيد بدل المشاركة في النقاش.