كنت في غاية الشوق عندما رأيت عرض للعبة جديدة من كوانتم دريم في مؤتمر سوني الصحفي، لكن لم يطرأ على بالي أبدا أن تكون اللعبة جاهزة في ديمو قابل للعب خلال المعرض. في عرض خاص خلف الأبواب المؤصدة قام مطوروا اللعبة بأخذنا عبر الديمو كاملا و الإجابة على الكثير من الإستفسارات المهمة التي تخص اللعبة. لقد شاهدت خلال هذا الاستعراض شيئا مبهرا جدا.

اللعبة تحكي قصة فتاة لديها قدرات خاصة، هذه القدرات عبارة عن شبح يرافقها في كل مكان و لديه القدرة على التحكم في الأشياء من حوله. فكرة اللعبة الرئيسية تدور حول هرب الفتاة من قوات الأمن المختلفة الذين يطاردونها من فترة طويلة بسبب قدراتها الخاصة. بالتأكيد لا يمكن لفتاة مجردة من الوقوف في وجه الأمن، و هنا يأتي دور الشبح في إنقاذها من مواقف محرجة جدا، نحن نتحدث عن مواقف صعبة مثل أن تحاصر من قبل 5 أو 6 سيارات و طائرة مروحية تحوم فوقك.

اذا كيف يمكن أن يكون نظام اللعب تحت هذه الظروف؟ بالنسبة للفتاة فهي تتحرك بطريقة مشابهة لشخصيات لعبة Heavy Rain، حيث تقوم بعدة حركات مختلفة بالضغط على ازرار معينة في توقيت معين. لكن هذا لا يعني حركة محدودة مثل هيفي رين، هنا يمكنك التحكم بالفتاة خصوصا أثناء المشي بحرية تامة. أحد مفاطع اللعب التي رأيناها كانت في الغابة هربا من الشرطة، و في هذا المقطع كان اللاعب يقوم بتحريك الفتاة بحرية تامة. الرائع في المقطع أن رسوميات الحركة كانت واقعية بشكل غير مألوف، ستجد أن جسم الفتاة يتأقلم مع ما حوله من أغصان أو عوائق على الأرض و ما خلاف ذلك، إنها محاكاة للحركة الطبيعية للإنسان رغم وجود حرية التحكم الكاملة.

لكن الجمال الحقيقي للعبة لا يظهر حتى يأتي دور الشبح، ففكرة اللعبة الرئيسية تعتمد على الإنتقال بين التحكم بالشبح و التحكم بالفتاة. نظام اللعب بالشبح يعطي اللاعب الحرية الكاملة في التحرك في محيط المكان، و يمكن للشبح إختراق المواد الصلبة. لكن لا يمكن للشبح الإبتعاد كثيرا عن الفتاة، حيث أن هناك خيط خفي يربط الشبح بالفتاة و يحدد المسافة التي يستطيع الحركة فيها بعيدا عنها. هناك مثال يمكن أن يوضح الفكرة بشكل كبير، و أي شخص قام بتجربة لعبة Ghost Trick على DS سيفهم الفكرة جيدا. لكن ماذا يمكن أن يفعل هذا الشبح أثناء التحكم به؟

التحرك بالشبح يتم و كأنك تسبح في الهواء في منظور الشخص الأول، و يمكنك رؤية الخيط الذي يربطك بالفتاة. عند التحكم بالشبح يمكنك أيضا رؤية ضوء أصفر في بعض الأجسام من حولك، سواء كانوا بشرا أم جوامد مثل كأس القهوة أو مجلة. من يحمل ضوئا أصفرا يعني أنه يمكن التفاعل معه، فمثلا التفاعل مع كوب القوة سيسقطه، و بالتالي سيقوم صاحب الكوب بالهلع و النظر حوله بحثا عن ما قد تسبب في ذلك. تحريك الأشياء مفيد جدا أحيانا و في بعض الأحيان سيكون مجرد تسلية للشبح المشاغب. في بعض المواقف سيكون تصرف الشبح مصيريا، فمثلا في مقطع داخل القطار يضطر الشبح لإسقاط حقيبة الفتاة كي يوقضها من النوم، لأن رجال الشرطة دخلوا القطار و بدأوا بالبحث عنها.

الشبح عنصر مهم جدا في نظام اللعب، و سيكون هو المنقذ للفتاة في مواقف كثيرة. في أحد المقاطع في الغابة تحاول الفتاة الهرب من الشرطة لكنها محاصرة. هناك اثنين من رجال الشرطة يقفون قرب السيارة، بينما رجل آخر يقف عن دراجة نارية، و تقرر الفتاة أن الدراجة النارية هي وسيلة النجاة، لكنها تحتاج الى الشبح الآن لمساعدتها. في هذا المقطع يقوم الشبح بالاستفادة من أحد قدراته الخاصة، و هي التحكم بشخص آخر و السيطرة عليه. يقوم الشبح هنا بالتحكم في أحد رجال الشرطة، و هنا يقوم بركوب السيارة و تحريكها بشكل غريب بين السياج الحديدي على طرفي الطريق، مما يجعل رجال الشرطة الآخرين في وضع مجنون استغرابا من تصرفاته العجيبة. هنا تقوم الفتاة بالإستفادة من الموقف و ركوب الدراجة النارية للهروب. هنا ستجرب أحد مقاطع اللعب المتنوعة حيث تقود الدراجة في الطريق هربا من الشرطة.

لكن ما يجعل نظام اللعب حقا ممتعا هو تنوع الطرق و الوسائل التي تستطيع من خلالها التقدم في اللعبة. فمثلا في مقطع متقدم من الديمو و داخل المدينة هناك العديد من رجال الشرطة يحاصرونك و هناك الكثير من السيارات و القناصين و أيضا طائرة مروحية. الشبح هنا يمكن أن يقوم بعدة مهام لتحريرك من الموقف المحرج. يستطيع الشبح مثلا تفجير السيارات الواقفة على الرصيف لتشيت الشرطة. أحيانا ستجد بعض البشر و عندهم ضوء أحمر بدلا من الأصفر، في هذه الحالة يستطيع الشبح قتلهم مباشرة بخنفهم حتى الموت. هناك ايضا القناصة فوق البنايات، يمكن التحكم بهم ثم قنص الآخرين و صناعة فوضى غير متوقعة.

هناك تفاصيل مدهشة في اللعبة و تدعني أتشوق لرؤية المزيد عنها، فمثلا عندما يقترب الشبح من الكلاب ستجدهم يبدأون بالنباح لأنهم يستطيعون الشعور بوجوده عكس البشر. الشبح أيضا يملك قدرات مختلفة إضافية، فمثلا يمكنه صناعة درع خفي حول الفتاة و حماية من الإصطدامات المختلفة و السقوط من أماكن مرتفعة في بعض الأحيان.

اللعبة تبدو مذهلة في منظرها، تفاصيل مخيفة تجعلني اسأل نفسي ان كنت فعلا أريد الجيل القادم، الجيل القادم موجود هنا فعلا على PS3. فريق العمل على اللعبة أثبت أنه ذكي فعلا و أنه تعلم الكثير من تجربة هيفي رين. اللعبة أصبحت أكثر متعة مع الكثير من عناصر الجيمبلاي الممتعة و الإضافية بفضل تواجد الشبح، و لا ننسى عنصر الحرية و الإختيار و إمكانية تنفيذ مهمتك بطريقتك الخاصة. لا ننسى أيضا تأكيد فريق العمل لنا على وجود نهايات متعددة بنفس طريقة هيفي رين، حيث ستمر على مواقف تطلب منك اتخاذ قرار معين سيأثر على القصة حتى النهاية.

بيوند تو سولز تملك جميع المقومات التي ستجعلها لعبة رائعة، و هي تنادي كل من طالب بعناصر جيمبلاي إضافية مقارنة بهيفي رين و تعد بحمل المزيد. لا أشعر بالخجل إطلاقا من تسمية بيوند بلعبة المعرض حتى هذه اللحظة.

شارك هذا المقال