Uchuu Kyoudai
أو
Space Brothers

منذ اللحظة الأولى التي شاهدت فيها العرض الدعائي لمسلسل “إخوة الفضاء”، شعرت بأن هذا العمل سينتهي به المطاف ليكون من أبرز أعمال هذا الموسم، و بعد مشاهدة الحلقة الأولى .. أستطيع القول بأنني لم أكن مخطئا، و أن الشعور الإيجابي الذي راودني تجاه هذا العمل كان في محلّه، لأن هذه الحلقة هي أفضل افتتاحية شاهدتها لأنمي منذ فترة طويلة.

تبدأ الحلقة بسرد بسيط يوضح مولد الأخوين، الأكبر “موتّا” و الأصغر “هيبيتو” .. ولد موتا في عام 1993، عندما فشلت اليابان في التأهل لكأس العالم 1994 الذي احتضنته الولايات المتحدة الأمريكية، أما “هيبيتو” فقد ولد عام 1996، و رافقت ولادته انتصارات لاعب البيسبول الياباني “هيديو نومو” في بطولة MLB الأمريكية، و كأن المسلسل منذ اللحظة الأولى يوضح لك – بسخرية – الطريق الذي سيسلكه الشقيقين في حياتهما.

و في عام 2006، و عندما أقيم كأس العالم في ألمانيا، يذكّر المسلسل بحادثة زين الدين زيدان الشهيرة، عندما قام بنطح الإيطالي ماتيرازي، لتنتهي مسيرته الدولية الحافلة .. ببطاقة حمراء !

لا أنكر بأنني انفجرت ضاحكا عندما عرض المسلسل هذه اللقطة، في هذه الأثناء حصلت الحادثة التي غيّرت حياة الشقيقين إلى الأبد، عندما شاهد الاثنان جسما متلألئا في السماء يبدو وكأنه أحد الأطباق الطائرة :

ليتجه الجسم المضيء بعد ذلك إلى القمر ! تركت هذه الحادثة أثرا بالغا على الشقيقين، و صنعت بداخلهما الأحلام الوردية و الطموحات العالية، لتنتقل الأحداث بعد ذلك إلى العام 2025، و هي الفترة التي تجري بها أحداث هذا المسلسل.

الأخ الأكبر “موتّا” درس الميكانيكا و أصبح يصمم السيارات، و مع أنه يعتبر واجبه دائما بأن يسبق أخاه، حيث أن هذا قدر السبّاق بالولادة على حد تعبيره، إلا أنه فشل في تحقيق حلمه، فيما أصبح الأخ الأصغر “هيبيتو” رائد فضاء !

يقوم الممثل الشهير “هيراتا هيرواكي” بتأدية صوت موتّا، ولا يمكنني إنكار الابتسامة العريضة التي ارتسمت على شفتاي عندما سمعت صوت “سانجي” من ون بيس، و يبدو الصوت الساخر لهذا الممثل ملائما تماما لحياة الشقيق الأكبر، الذي يطرد من وظيفته عندما يسخر مديره في العمل من صورة شقيقه في الصحف ، و يقوم بنطحه على غرار “زيدان” !

و تنتقل بنا الأحداث مع فشل موتّا في الحصول على وظيفة جديدة، موتّا لا يتمالك نفسه من التفكير الدائم في نجاح شقيقه و في حلمهما الأكبر بارتياد الفضاء، و كأن المسلسل يطرح سؤالا على المشاهد الكريم، هل عليك أن تطارد أحلامك الخاصة ؟ أم عليك أن تلتصق بحياتك وواقعك ؟ و ما الذي سيجلب لك السعادة الحقيقية ؟ هذا السؤال ربما ينبغي على أي شاب عربي أن يطرحه على نفسه، في ظل صعوبة الأوضاع الدراسية و الاقتصادية، لو قدر لك أن تختار بين هذا و ذاك، فما الذي سيقع عليك اختياره ؟

تقديم القصة بدا لي بارعا تماما، و على الرغم من انني لم أكن متفائلا باستوديو A-1 و قدرته على تجسيد العمل، يسعدني بأنني كنت مخطئا، الحلقة الأولى تنجح تماما في إيصال الرسالة إلى المشاهد، و تجسد العمل بصورة رائعة، القيمة الإنتاجية للعمل تبدو جيدة، تسارع الأحداث كان متقنا من بداية الحلقة حتى نهايتها، و لا يمكنني أن أقاوم الشعور بالرضا التام عمّا شاهدته في الحلقة الأولى من اخوة الفضاء، فقط انتابني إحساس غريب بأن هذا المسلسل كان يصلح للعرض في فقرة نويتامينا، فهو عمل غير مألوف، وربما يصلح للتوجه الذي تتبعه هذه الفقرة عادة، سأتابع الحلقات المقبلة في هذا المسلسل حتما، و أتمنى فقط أن يستمر العمل على هذا النسق الإيجابي الذي بدأ به، خاصة و أنه عمل طويل يتجاوز الـ40 حلقة.

شارك هذا المقال