Layers of fear كانت لعبة رعب بحسٍ فني عالٍ لمطوريها، صحيح أنها لم تكن مُخيفة كما كان مُتوقعا، إلا أنها استطاعت وبسهولة سحب اللاعبين لعالمٍ يتماجز فيه الفن بالرعب، النتيجة كانت لعبة غنية بالتفاصيل وبعيدة عن ألعاب أخريات من ألعاب الرعب من منظور الشخص الأول التي تضع اللاعب في مكان واحد مع عشرين بابا واعتماد كبير على الهرب والاختباء.

Layers of Fear Inheritance (5)

الأجهزة: PC/MAC/Linux/PS4/Xbox One | حالة الصدور: متوفر

بعد أن تعرفنا على الرسام الذي دارت عليه أحداث قصة اللعبة، وهوسه الكبير بلوحته الفنية الفريدة، وبعدما دخلنا نفسيته المُرهقة ولمسنا أساه وحزنه لما عاشته أسرته، نلعب هذه المرة لنكتشف نفس القصة من زاوية مُختلفة، من منظور ابنة الرسام التي تعود لبيت الطفولة لمحاولة استرجاع ذكرياتها وفهم ما كان والدها يحاول القيام به.

المحتوى الإضافي لا يبتعد عن اللعبة الأصلية، ومجددا لا يوجد في اللعبة تهديد من أي نوع، فقط تدخلون غرف البيت الذي أنتم فيه، وتعيشون الأجواء الغريبة والفريدة به، هنالك اختلاف بسيط رغم ذلك، أنتم تلعبون بالإبنة وهي صغيرة، فيُصبح كل ما حولكم كبيرا، الكراسي، الأدراج وغيرها، تم تلعبون بها وهي كبيرة وهنا تعود اللعبة عادية حيث تتقدمون بشكل خطي لدخول الغرف واكتشاف ما فيها، هنالك بعض الألغاز البسيطة القائمة على التجميع بشكل أساسي، أو التفاعل مع ما في البيئة لتُفَعّل ما يمكن أن نسميها بالمشاهد، حيث تسمعون حوارات الأب أو ترون ظله في أماكن معينة، وبالجمع بين هذه الأشياء سيكون بإمكانكم فهم شخصية الرسام بشكل أكبر وعلاقته بابنته.

Layers of Fear Inheritance (2)

الرعب لم يأخذ سوى حيز بسيط من اللعبة، وبما أنه لا يوجد تهديد مُعين أو شيء يدفعكم للموت مثلا، فالشعور بالارتباك أو التردد غير موجود، اللعبة مازالت تعتمد على جانبها الفني الإبداعي، الغرف تتغير، أشياء تطير، أغراض تتحرك، جدران تختفي وأمور اخرى، بعض المشاهد جميلة حقا، والمحتوى الإضافي كما مع اللعبة نجح جدا في شد انتباهي لما يدور في البيئة، العالم غني بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة، صحيح أن الأحداث تدور في نفس المكان الذي درات فيه أحداث اللعبة الرئيسية، إلا أن التلاعب والسرحان في عالمٍ غريب يفسح المجال أمام المطورين للتلاعب كما يريدون بالعالم، فلا تكون الغرفة التي أنتم فيها كما كانت عليه منذ دقيقتين، وذلك يكسر بلا شك طابع التكرار.

المحتوى الإضافي ولقصره (ساعة إلى قرابة الساعتين) رغم أن اللعبة هي الآخرى ليست بالطويلة (ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات) لا يُشبع، وجانب الرعب الذي كان ضعيفا في اللعبة الرئيسية يبدو هنا أضعف بكثير، الجانب الإبداعي هو الآخر انخفض، لذا إن كنت واحدا ممن يرغبون بالحصول على لعبة رعب ببعض الألغاز فهذا العنوان لا يُناسبك، هي تجربة فريدة تُعاش، وقلما وربما ذلك نادر حتى، أن تجد لعبة مبنية من البداية إلى النهاية على العالم والأجواء، الحصول على اللعبة مع المحتوى الإضافي صفقة جيدة جدا، وربما لانسجامهما، يمكن أن يشعر اللاعب أن المحتوى الإضافي يُضيف شيئا حقا.

شارك هذا المقال