بعد أن أثبتت الألعاب التي تصدر على شكل حلقات نجاح هذا النظام، رأينا أكثر من لعبة واحدة تتبعه وتصدر هي الأخرى منقسمة، والأستوديو المطور للعبة  The Descendant يجرب هو الآخر ألا يلقي بنفسه مباشرة في تحديات تطوير لعبة كاملة وكبيرة، فيقدم لنا لعبته على شكل حلقات، الأولى منها عجزت عن إقناعنا أنها انطلقت بالشكل الصحيح.

إنها نهاية العالم، الأرض أظهرت بطشها وقوتها وتحولت لجحيم لا يستطيع للإنسان العيش فيه، لكن البعض والقليل منهم استطاع النجاة تحت الأرض في أقباءٍ معدنية تمتلك أجهزة قادرة على إبقاء الناس في حالة جمود إلى أن يتم تفعيلها، بعد نهاية العالم بدأت عملية إعادة فتح كل قبو يحتوي ما تبقى من البشرية، العملية تمت بنجاح إلا مع قبو واحد، وهنا يتدخل Donnie  وزميله، المسؤولين عن معرفة ماذا حدث في هذا القبو ومن فيه، اللعبة تضعكم في شخصية Donnie في الحاضر وفي شخصية Mia وزميلها في الماضي، الناجيين الوحيدين داخل قبو Ark -1. الحلقة الأولى وبما أنها البداية فلا تعرض الكثير للاسف، ولم تستطع أن تنتهي بحدث مؤثر يستحق أن يجعلك متشوقا لمعرفة الباقي بسرعة، كما أنها فارغة من الأحداث المهمة التي تشعرك أن القصة تتحرك، وسيكون عذر الفريق الوحيد حاليا أنها ليست سوى الحلقة الافتتاحية.

يبدو أن لدينا هنا فريقا تعلم بعض الأشياء من أستوديو TellTale، كيف لا يفعل وهو قصاص الصناعة. اللعبة هي لعبة Point & Click عصرية، فالحركة غير حرة وإنما عليكم ضغط الأماكن التي ترغبون بالوصول إليها، والضغط على الأشياء التي عليكم التفاعل معها، لا شيء يحتاج للشرح هنا، التفاعل مع الأشياء رغم ذلك لا يتم إلا إن كنتم قريبين منها، وقد يشكل هذا الأمر بعض المشاكل إذا لم تنتبهوا أنه بإمكانكم التفاعل مع هذا الشيء أو ذلك، أسلوب اللعب مكون أساسا من البحث عن أشياء معينة لاستخدامها في أماكن محددة، أو حل بعض الألغاز، وكلا الشيئين بسيطين، فما عليكم البحث عليه موجود في نفس المكان الذي أنتم فيه، والألغاز ليست سوى مجموعة من الأزرار أو الأسلاك عليكم ترتيبها بالشكل الصحيح.

هل هنالك أية اختيارات يمكن أن أقوم بها كلاعب؟ نعم، اللعبة تسمح لك بالقيام باختيارات معينة، بعضها يبقي أثرا، وبعضها لا يفعل، كأن تسأل الشخصية المرافقة عن عمل هذا الشيء، الاختيارات في هذه الحلقة لا تُظهر في الحقيقة أثرا، لكنها تُظهر وبشكل كبير ضعف السيناريو، وما خرجنا به حتى الآن هو عبارة “هو سيتذكر هذا الأمر” التي تخبرك أن ما اخترته ستكون له نتائج في المستقبل، وسأغتنم الفرصة هنا لأقول لكم، أبقوا اللعبة بعيدة عنكم إلى أن تتوضح الأمور، ربما في الحلقة الثانية، أو ربما الثالثة، وبعدها احصلوا على اللعبة إن رغبتم بذلك.

اللعبة رسوميا تتبع أسلوبا كرتونيا شبيها بما يقدم أستوديو TellTale، الحواف رغم ذلك ناعمة وتصميم البيئات والشخصيات أقرب للواقع من شخصيات القصص المصورة، والفريق أحسن في أماكن كثيرة التلاعب بالإضاءة في البيئة، عكس ما قام به بخصوص زوايا الكاميرا الثابتة، حركة الشخصيات أيضا جيدة وتُشعرك أن للشخصيات وزنا على الأرضية التي هي عليها، وحتى إن كانت بيئة اللعبة مكونة من أماكن صغيرة ومغلقة كالغرف، فيمكن أن نلمس في البعض منها قدرة على تصميم أماكن فريدة بأتموسفير خاص، يبقى على الفريق توظيف هذا الأمر في أماكن تقضي فيها وقتا أطول، بدل فعل ذلك في ممر من ثلاثة أمتار تمر عبره جريا.

الأداء الصوتي للشخصيات من المتوسط إلى الجيد، والفريق أضاف فكرة إضافة سردٍ للأحداث في البداية، أمر مرحب به، لا نقف رغم ذلك على أداءٍ استثنائي، وأستطيع من الآن أن أتخلى عن أي شخصية في اللعبة دون أن يحدث ذلك في نفسي أثرا، الموسيقى أيضا لا تمثل نقطة قوة، والحلقة في الحقيقة أقصر بكثير من أن تنتبه لأي شيء، فساعة واحدة كافية لإنهائها إن أنت توجهت مباشرة للمهام ووجدت الأشياء التي تبحث عنها بسرعة كبيرة، وبما أن البيئة فارغة من الأشياء التي يمكنك التفاعل معها، كأن تجد وثائق عن أمر ما أو مذكرات، فلا حاجة لتمضي وقتا أكثر مما تحتاجه لإنهاء ما عليك إنهاؤه.

أنا في العادة أنصح ألا يتم الدخول للألعاب التي تصدر على شكل حلقات من الحلقة الأولى حتى وإن كانت مثيرة للاهتمام، لأنها في الغالب الحلقة التي تؤسس الأحداث وتعرفك على الشخصيات، وعادة ما تكون الحلقة الثانية أفضل، لكن لعبة The Descendant عجزت عن إظهار قدرتها على تأسيس الأحداث بالشكل الصحيح وإظهار الشخصيات بالشكل المثير للاهتمام، وإن كانت الحلقة الثانية على نفس الوثيرة، فلن أنصحكم بدخول اللعبة قبل أن نتأكد من مستواها أولا.

تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة لجهاز PC تم شرائها رقميا.