وأخيرا يعود لنا Snake مجددا بالجزء الخامس من سلسلة ميتل جير سوليد بعد غياب طويل وكثرة الأجزاء الفرعية (حسنا حتى الأجزاء الفرعية بهذه السلسلة تلعب دوراً مهماً بالقصة ومن الصعوبة وصفها بالفرعية)، اليوم تصدر اللعبة بشكل رسمي بأسواقنا العربية ومنذ أيام ونحن نجرب اللعبة بكل الطرق الممكنة حتى نتعرف على مستوى الفصل الأول من مغامرة سنيك الجديدة بمحرك التطوير FOX المرعب من كوجيما والأن حان وقت المراجعة (نسخة البلايستيشن4 هي المستخدمة للمراجعة).

لنبدا بالحديث عن القصة، حسنا هنا يجب أن نتوقف قليلا، فقبل خوض هذه التجربة عليك بمعرفة الأحداث بلعبة Peace Walker بكون قصة هذا الجزء تدور بعد أيام قليلة من نهاية تلك المغامرة وعليك أن تكون ملماً بالشخصيات والقصة بتلك اللعبة حتى تتمكن من فهم القصة هنا، كوجيما ورفاقه أضافوا بعد المستندات للقراءة لتلخيص الأحداث ولكن نصيحتي لكم على الأقل بمشاهدة بعض العروض على اليوتيوب لمعرفة قصة جزء Peace Walker أو الحل الأمثل بتجربة اللعبة.

تدور القصة بالعام 1975 وتلعب فيها بشخصية Snake أو الـBig Boss، مهمة سنيك بهذا الجزء هي بالعثور على الطفلين الجنديين Paz و Chico المحتجزان بمعتقل Camp Omega الأمريكي على آراضي دولة Cuba، قائد منظمة XOF الشهير Skull Face يقابل Chico بعرض البداية ويخبره بأن Paz قد تم قتلها قبل مغادرته للمعتقل، هنا تبدأ مهمة سنيك بالتعاون قوات Sans Frontières لإنقاذ الطفلين و إجراء التحقيقات لهذا المعتقل الذي يشاع بأنه مصنع لتطوير الأسلحة النووية أيضا التي تم الحصول عليها بلعبةPeace Walker .

بعيدا عن عرض المقدمة و النهاية فالقصة هنا محدودة بعض الشئ، هي أقرب ماتكون كمقدمة لأحداث الجزء الخامس الرئيسي “فانتوم بين”، من خلال اللعبة ستلتقي مع شخصيتا تشيكو و باز وستدور بعض الحوارات القصيرة والتركيز الأكبر بهذا الجزء سيكون للعب وطالما وصلنا لهذه النقطة فالأن نتحدث عن الجديد التي تقدمه اللعبة بهذه السلسلة.

حسنا النقطة الأولى التي ستلاحظها هي بالمساحات المفتوحة الكبيرة التي تقدمها اللعبة، هنا سنقول وداعا للممرات الضيقة المعتادة ونخوض تجربة لعبة ميتل جير سوليد بعالم مفتوح بشكل أكبر وبت تملك الخيار لخوض التجربة كما تريد، لنبدأ الحديث عن الجديد هنا، حقيقة يمكن القول بأن هذه اللعبة هي النقلة المنطقية لسلسلة ميتل جير سوليد، فيزيائية حركة سنيك بهذه اللعبة رائعة جدا، طريقة المشي و قدرته على الركض و القفز للأمام والتدحرج وكل شئ يبدو متناسقا جدا مع أحداث هذه اللعبة.

أيضا بات الأن على سنيك ليس فقط التخلص من الأعداء و التسلل بينهم ولكن محاولة الإمساك بهم وإستخراج المعلومات منهم أيضا، فلك الخيار إن قمت بالإمساك بأي عدو مابين قتله أو إستجوابه و هذا الأمر مهم جدا للحصول على المعلومات التي تخص أماكن الأسلحة و كذلك الرهائن وغير ذلك.

حقيقة أكثر ما أثار إعجابي بهذه اللعبة هو التصويب، فمن خلال أجزاء السلسلة الماضية إحتجنا كثيرا لخوض التجربة كلعبة تجسس لأن عنصر التصويب فيها لم يكن الأكثر متعة، هنا تغير الوضع تماما، فريق العمل تمكن من تقديم تجربة رائعة على الجانبين، فبإمكانك خوض اللعبة كلعبة تجسس وصعوبة الأعداء وذكائهم والمساحة المفتوحة حولك تجعلك تركز تماما على كل شئ كي لا تكون ضحية تجمع الجنود عليك.

وبإمكانك خوض اللعبة كلعبة أكشن تعتمد فيها على التصويب وذبح كل من حولك والمميز هنا أن نظام التصويب رائع جدا ومسلي وبكوني خضت التجربة بالطريقتين فلم أستطع أن أختار الأسلوب الأكثر متعة، حتى عند إكتشافك من قبل الجنود فستعطيك اللعبة الفرصة لتعديل الوضع بالدخول إلى فترة “الوقت البطئ” ومن خلالها عليك أن تقصي الجندي أو الجنود الذين كشفوا عنك بسرعة قبل إبلاغ باقي المجموعة، هذا الأمر قد يراه البعض مزعجا بعض الشئ ولكن أسلوب اللعب الجديد يستوجب ذلك لإختلاف طريقة اللعبة كثيرا عن الاجزاء الماضية.

على صعيد التجربة ونظام اللعبة فهذه اللعبة تمثل بالنسبة لي النقلة الفعلية للسلسلة بأفضل شكل ممكن، الخيارات التي وضعها كوجيما وفريق العمل معه على هذا المشروع ذكية جدا وتضيف الكثير من المتعة وتجعلك تفكر كثيرا بماستحصل عليه مع صدور الجزء الخامس الرئيسي القادم، فلم يعد هنالك الطريقة الصحيحة لإنجاز المهمة، كل لاعب سيخوض المغامرة بالطريقة التي يريدها ومن خلال تجاربي المتعددة أنهيت اللعبة بأكثر من طريقة تجعلني أثق تماما بأن هذا هو الأسلوب الصحيح القادم لسسلة ميتل جير سوليد.

لنتحدث الأن عن الجانب التقني لهذه اللعبة، أخيرا محرك التطور FOX من كوجيما ورفاقه قيد التجربة بلعبة ميتل جير سوليد، منذ سنوات ونحن نسمع عن هذا المحرك وقدراته وبعد تجربة هذه اللعبة يمكن القول بأن النتيجة النهائية لم تكن مخيبة على الإطلاق.

رغم كون اللعبة مبنية بالأصل لأجهزة الجيل السابق ولكن مايمكن قوله هو “برافو” لكوجيما وفريق التطوير الخاص به، مظهر اللعبة يبدو رائعا جدا وخصوصا على صعيد التكستشرز حيث تلمع الأسطح ونشاهد تفاصيل الحجارة بشكل رائع جدا و كذلك الإضائة المبهرة بفترة المساء مع واقعية جميلة جدا مابين الصباح والمساء بإختلاف التفاصيل، قد تكون تفاصيل الأعداء وتحديدا منطقة الوجه محدودة بعض الشئ ولكن ذلك لايمنع بأن اللعبة على المستوى البصري مميزة بشكل كبير.