Anaxïmandrøs
True Gamer
The Walking Dead season 1 هي واحدة من أفضل الألعاب القصصية التي علقت بذاكرتي خلال الخمس سنوات الأخيرة و واحدة من أفضل ما قدمته صناعة الألعاب بتاريخها على صعيد السرد و الحبكات والشخصيات ، هذه العناصر قدمت من قبل صناع اللعبة بمنتهى الإتقان والحرفية .. سيناريو محكم من البداية الى النهاية ودرس لكل من يرغب في صنع لعبة قصصية رفيعة المستوى ، وإتفاق النقاد والجمهور على جودة اللعبة أدبيا والذي تكرس بحصولها على لقب لعبة السنة (2012) لم يكن من فراغ وليس للصدفة أو المحاباة أي يد في ذلك .
بداية دعوني أقول أن القصة لاتحمل ذلك العمق الفلسفي الموجود في بعض الأعمال كسايلنت هيل أو غيرها بل العكس تماما فالقصة قدمت بشكل أبسط بكثير مما يتصور أي شخص وهنا تكمن نقطة قوة العمل .. نعم هي البساطة لكنها بالنأكيد تلك البساطة التي ترقى الى العبقرية .
الشخصيات هنا هي المحرك الرئيسي للأحداث .. كل و دوافعه الخاصة ، هناك من يدافع عن من يهتم لأمرهم بأي وسيلة كانت.. حتى لو ظلم الآخرين أو سفك دمائهم في سبيل ذلك ، وهناك من لا يزال يحكم الضمير والمنطق في تعامله مع الوضع الذي آلت له البشرية.. لكن من في هؤلاء يملك الرؤية الأصح والأمثل للتعامل مع هذا الواقع المأساوي الجديد ؟ الجواب هو لا أحد ! .. نعم لايوجد أي منطق أو طريقة محددة للتصدي لهذا الجنون !! أنت ببساطة هائم في هذا العالم ولا تدري لأين ستذهب ولا توجد خطة وجب اتباعها.. فقط عليك إتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح لتنجو في تلك اللحظة فقط والقادم لا تملك الا أن تتمنى قدرا رحيما بك و بمن تكترث لأمرهم ..
القرارات التي تتخذها لا تؤثر عليك فقط بل على كل من حولك ! من تكترث له ومن تكرهه على حد سواء وقد تؤثر فيك أنت شخصيا بل ستقع في فخ التذكر وما فعلته لتصل لهذه الدرجة من الإيثار والمثالية ؟ وفي مرات أخرى ستتسائل كيف وصلت لهذا الدرك الأسفل من النذالة ؟! . خلال الرحلة ستفقد أشخاصا أحباء كثر وستفقد الثقة في كل من يحيط بك.. بل أنت مهدد بفقدان أهم الأشياء التي تجعلك منك إنسانا وهي الأمل .
دعنا نتكلم عن اسلوب اللعب قليلا.. ولو أنه ليس بالشيئ الكبير أو المهم بما أن اللعبة تصنف تحت لواء القصص التفاعلية فعنصر الجيمبلاي عكس باقي الألعاب جاء ليخدم القصة والسيناريو ولا يتعدى مجرد ضغط أزار في الوقت المناسب أو إختيارك للقرار المناسب أو لتحريك الشخصية أثناء استكشافك لمحيطك والمضي قدما في رحلتك .
العمل يتكلم في ظاهره عن مفهوم البقاء و الصراع من أجله لكنه يحمل في ثناياه رسائل عديدة منها عدم التخلي عن الأمل حتى في أسوء اللحظات وأكثرها يأسا ، وأن لا تنزلق لمنحدر الأنانية حتى ولو كانت ستبقيك على قيد الحياة ، والأهم من كل هذا وذاك أن لا تقطع ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين الإنسان والحيوان .