hussien-11
Senior Content Specialist
عندما يموت الإبداع في زمن الفوضى
تبرز لك ننتندو من بين الرماد كطائر العنقاء الأسطوري القديم
حاملة لواء المنقذ الحقيقي
لا أعتقد بأنني كنت سأكون لاعبا للألعاب الإلكترونية حتى اليوم لولا أن ننتندو لا زالت تطور هذه الألعاب
و لا أعتقد بأنني كنت سأجد المتعة بالشكل الذي اعتدت عليه
لولا أن ننتندو لا زالت موجودة
عقد كامل مضى و 10 سنوات مرت كلمح البصر
و مستوى إبداع وإنتاج انخفض كثيرا لدى الانسان
من المعروف أن الإنسان يصل إلى أقصى الإبداع عندما تتوفر له البيئة النموذجية لذلك
و هذا ما حصل مع بيئة التسعينات الهادئة ( إلى حد ما )
حيث شهدت كما كبيرا و لا يمكن نسيانه من ألوان الفنون في ألعاب الفيديو
أما فترة الألفية التي طغت عليها الحروب و الثورات و الدمار
فقد أصبحت ألعابها ذات طابع حربي بحت مليء "بالقتل" و أصبح الإبداع فيه عملة صعبة
على أية حال ، هذا ليس موضوعنا
و إنما سنستمر بالحديث عن ما فعلته اليابانية الحمراء ننتندو خلال السنوات العشر الفائتة
و كيف حافظت على مفهوم ألعاب الفيديو بشكلها الحقيقي و كما يفترض أن تكون
بالحديث عن ، ووصف أبرز ألعاب الشركة خلال الحقبة المذكورة
و نبدأ مع لعبة مترويد برايم
يا جماعة
هل منكم من يقرصني ليؤكد لي أنني لا أحلم
هل منكم من يقرصني لأصحى من نومي ، هل هذه لعبة حقا صدرت قبل 9 سنوات ؟ لعبة صدرت عام 2002 ؟!
مترويد برايم هي اللعبة صاحبة أعلى معدل تقييمات خلال الجيل الماضي
لعبة خلابة مدهشة مجنونة مبهرة
مخلوقات الغرباء التي تملأ كوكب TalonIV
بكل أطيافها و أشكالها ! بدءا من المخلوقات المضيئة
مرورا بأسراب الحشرات و انتهاءا بما يشبه الحيوانات الضخمة !
عالم غريب متفرد من الطبيعة التي أبدعتها عقول العباقرة في ريترو ستوديوز ، مستندين على الإرث التاريخي المسمى بسوبر مترويد
مؤثرات لم يسبق رؤيتها في تاريخ ألعاب الفيديو آنذاك
من انعكاس الإضاءة على خوذة ساموس ( التي كانت تمثل الشاشة )
و حتى لمعان الشرار و سيلان المياه و انعكاس وجه ساموس على خوذتها
أنا لا أذكر أبدا بأنني رأيت هذا النوع من المؤثرات في ألعاب الفيديو قبل أن تبتدعه مترويد برايم
و الذي أصبحنا نراه في جميع ألعاب اليوم تقريبا
و مترويد برايم لم تكون رسوميات خارقة ثورية و حسب
بل هي لعبة طويلة و غنية للغاية
الكثير و الكثير من الأسرار لتكشفها ، و من الترقيات لتحصل عليها
من أبرز ما يميز مترويد برايم
هي عدم إعادة استخدام أي نسيج من المضلعات طوال اللعبة
كل غرفة ، بل كل نقش أو حجر تشاهده في اللعبة تم نحته من الصفر
لتشعر بإحساس مختلف و تشاهد منظرا مغايرا في أي مكان تتجول به في اللعبة
مناظير الرؤية المتعددة أيضا
كانت ميزة "خارقة" لمترويد برايم آنذاك !
بالإضافة إلى التصميم العبقري للأماكن و طريقة ربطها ببعضها البعض
باختصار ، مترويد برايم ليس لها مثيل
و الان لننتقل بالحديث إلى زيلدا ويند ويكر
هل أثارت لك هذه الصورة ، الشجون و الذكريات ؟
أعتقد بأنني سأجد صعوبة بالغة في وصف هذه اللعبة
اذا كان للإبداع عنوان واحد .. فهو أسطورة زيلدا ويند ويكر
ربما لم تنج هذه اللعبة من المقارنات مع أوكارينا اوف تايم ، لكنها حتما ستبقى قابلة للذكرى دائما و أبدا
قمت بشراء اللعبة ، فوجئت بقرص اللعبة الذهبي الجميل ( المرة الأولى التي أشتري فيها نسخة أصلية من السلسلة )
وضعت اللعبة في الجهاز ، لتبدأ الموسيقى الاسكتلندية الرائعة التي أدخلتني فورا في اجواء عالم البحار و الفايكنج و القراصنة ، و لأبدأ اللعب على الجزيرة .. حسنا لم أنبهر في بداية اللعب
لكن الانبهار حتما بدأ يزداد مع كل خطوة أخطوها في هذا العالم الملون الورقي
الذي لم أشاهد له مثيلا من قبل
أولى لحظات التأمل بإعجاب جاءت عندما دخلت الكهف الناري !
فقاعات الحمم البركانية المتطايرة
و انعكاس الأضواء على وجه لينك و بيئة الكهف الداخلية
كانت مذهلة حقا
ماذا عن الطيران مع التعلق بالريشة الخضراء و مؤثرات الرياح المرسومة كخطوط منحنية ناعمة ؟
ماذا عن الإبحار وسط الأمواج العاتية في المحيط ؟ مع ألحان العبقري كوجي كوندو ؟
انها مغامرة واحدة ، فهي أسطورة واحدة !
لعبة من أكثر الألعاب جمالية في تاريخ ألعاب الفيديو حتما
حسنا و ماذا عن .. سوبر ماريو جالاكسي
عندما كنت أظن ، بأنه من المستحيل أن تصدر لعبة بلاتفورم تضاهي سوبر ماريو 64
عندما كنت أظن ، بأن العالم لن ينجب هاف لايف2 أو ريزدنت ايفل4 أو زيلدا أوكارينا اوف تايم مرة أخرى
و أن الإبداعات التاريخية يستحيل أن تتكرر
جاءت ننتندو و أتت لي بسوبر ماريو جالاكسي
اللعبة التي قلبت جميع مفاهيمي
اللعبة التي قدمت نموذجا يدرس في كيفية تصميم لعبة جديدة
نموذج يدرس في كيفية تصميم لعبة ممتعة من أول لحظة إلى آخر لحظة
نموذج يدرس في كيفية تقديم أفكار متجددة طوال الوقت ، مراحل متجددة طوال الوقت
مستوى تصميم مراحل استثنائي
و يكفي لهذه اللعبة فخرا بأنها كانت أول من يهز عرش أوكارينا اوف تايم كأفضل لعبة تقييما عبر التاريخ
يكفي هذه اللعبة فخرا أنها حملت لواء الفن و الجمال و البساطة و الاحتراف
في زمن لم يعد يعرف سوى ألعاب الجرائم و الإباحية
لعبة تتحدى عقلك ، تتحداه بأنه سينبهر في كل مرة يشاهد فيها مرحلة جديدة من اللعبة
تتحدى عقلك باستيعاب ما تحتويه من أفكار و تصميم إبداعي خلاق
و هذا غيث من فيض
من ماريو كارت إلى سوبر سماش براول إلى زيلدا توايلايت برنسس إلى دونكي كونج و كيربي
و بالتأكيد التحفة الاستراتيجية الخالدة .. فاير امبلم ! ( تحفة كقصة و لعب و شخصيات .. و ألحان أيضا ، باختصار تحفة في كل شيء )
فلا نستطيع أن نقول سوى
من القلب : شكرا ننتندو !
و بانتظار عشرة أعوام أخرى من الـتألق و الإبداع
بقيادة الربان ساتورو ايواتا
و أستاذ التصميم و ملك القلوب شيجيرو مياموتو .