Anaxïmandrøs
True Gamer
-
هل فكرتم لمرة "لو" كان مستقبل شركة سيجا مغايرا لما نراه الآن (كشخص ينظر الى المستقبل من بعد جهاز الميجادرايف) .. فكرة الموضوع تخيلية تماما لكنها تنطلق من أساس حقيقي و واقعي من منظوري لشركة سيجا و لتاريخ العاب الفيديو عموما..
ماذا لو لم يصدر جهاز سوني واستمرت المنافسة بين أجهزة الساترن و جهاز الباناسونك ال3DO و الننتندو 64 ؟ كيف ستكون المنافسة بين هذه الأجهزة وماذا سيترتب عنها وكيف سيتغير المستقبل (إفتراضيا) والأهم من ذلك هو السؤال الذي ليس له جواب من واقعنا الحالي .. كيف ستكون سيجا في الحاضر البديل عن حاضرنا الفعلي كشركة منتجة للأجهزة وأحد أكثر المنافسين أهمية في سوق الألعاب ؟؟
العام 1994.. ظهور أجدد أجهزة سيجا المنزلية للسوق العالمي بأمل الحفاظ على مكتسبات الشركة بالجيل الرابع بصدور الوريث الشرعي لجهاز الميجادرايف الذي إنطبع بوجدان اللاعبين كمنافس شرس لشركة ننتندو..
المنافسة متشتتة وعدة جبهات مفتوحة.. هناك جهاز إسمه 3DO.. جهاز يعاني بشدة.. وفي الجهة الأخرى هناك جهاز شعبوي ومدعوم بقوة إسمه سوبر ننتندو لكنه يعيش آخر أيامه.. الصعوبة الحقيقية هي أنه هناك جبهة داخلية يبدو أن سيجا في غنى عنها ؟! .. الميجادرايف والإستمرار في دعمه !! .. رغم كل هذه المنافسة التي تبدو في المتناول "نظريا" فالمشكلة الحقيقية تتجلى في كيفية سلوك الدرب الصحيح لتثبيت نجاح سيجا السابق ؟
البداية مع محاولة نقل العاب صالات الأركيد الى المنزل مع العاب مثل : سيجا رالي وغيرها.. المهمة الرئيسية تكمن في جلب لاعبي الصالات للجهاز المنزلي ساترن حتى ولو كانت بمستوى أقل من المعيار المتعارف عليه لأجهزة الأكيد وذلك بسبب العتاد الأقل نسبيا لجهاز الساترن..
ظهور العاب مثل ميست ، كلوكوورك نايت ، تاما وفيرتشوا فايتر وغيرها.. أعطت دفعة جيدة للجهاز بأواخر سنة 1994.. الشركة تعطي إشارات جيدة جدا على أنهم يعيشون أفضل حالاتهم ، بالنسبة للأجهزة المنافسة فال3DO يعاني من شح الإصدارات وقلة الدعم بالإضافة للتخبطات الكبيرة داخل شركة باناسونك و شركائها وعزوف الجمهور عن شراء جهازهم بسبب السعر المبالغ فيه جدا ، في الجبهة الأخرى تتراجع أسهم ننتندو مع السوبر ننتندو بسبب تأخر مظهر العابها مقارنة مع جهاز الساترن الأكثر تطورا وتصدرا للمشهد ..
نجاح ممتاز ومبيعات كبيرة سجلت مع بداية الثلث الأول لسنة 1995.. وإصدارات أخرى قادمة تلوح في الأفق .
الثلث الأول يشهد ولادة لعبة بلاتفورم مميزة جدا تدعى رايمان لتحقق مبيعات ممتازة على جهاز يبدو أنه ثابت المستوى أولا.. و بالدعم الكبير الذي يتلقاه من سيجا ثانيا .. يبدو أن الأمور تمشي بسلاسة لحد الآن في ظل عدم وجود منافسة حقيقية في هذه الفترة !
الإصدارات تتوالى تباعا بدأ من شين ميجامي تينسي مرورا بلعبة القتال إكس مان الممتازة وشينوبي ليجيون و دايتونا USA وصولا للرائعة بانزر دراغون و فيرتشوا فايتر 2 .. إصدارات ناجحة بالتوالي وسيجا تنتزع ثقة الطرف الثالث بجهازهم الذي يتربع على قمة هرم المبيعات..
العام 1996 سيشهد صعودا صاروخيا للجهاز وسيرسم ملامح مستقبل مشرق لشركة سيجا.. كابكوم تصدر أول العاب السنة للجهاز وهي لعبة القتال ستريت فايتر ألفا 2 ولعبة جديدة من كور وهي تومب رايدر والتي لاقت نجاحا ضخما على الساترن .. وبعدها تصدر لعبة رزدنت ايفل و بانزر دراغونز 2 ومبيعات إنفجارية لسوفتوير والهاردوير ليثبت بما لايدعو مجالا للشك أن جهاز الساترن هو الجهاز المنزلي الأفضل عالميا والخيار الأول والأخير لكل لاعب ينشد تجارب متنوعة ومن كل الأصناف والألوان..
شركة ننتندو المنافسة تتحرك بعد تراجع كبير سواء على المستوى التجاري أو المستوى التكنولوجي للسوبر ننتندو ، وتصدر جهاز جديد بمواصفات أعلى من الساترن بفارق جيل لكنها مع ذلك لم تتخلى صيغة الكارتريدج ! .. جهاز ال3DO ينسحب من المنافسة بإعلانهم الخروج من صناعة الألعاب بعدما تكبد الشركاء خسائر كبيرة بسبب فشل الجهاز بالسوق !
سنة 1997 تسجل إصدار سوبر ماريو 64 بدخول قوي ومتوقع من ننتندو و المنافسة من جديد لإحياء معركة تكسير العظام التي حدثت سابقا بين الميجادرايف والسوبر ننتندو.. تتوالى الإعلانات القوية مثل دونكي كونج وجولدن آي وغيرهم.. تبدو المنافسة شرسة مرة أخرى بين الثنائي وتستمر الإعلانات التي يسخر فيها كل من الآخر ، سيجا لن تقف مكتوفة الأيدي فهي مدعومة بشكل كلي من إستوديوهاتها التي لاتقل تمرسا عن أستوديوهات ننتندو الداخلية بقيادة الأسطورة يوسوزوكي وأيضا مع الدعم الكبير الذي تحضى به من شركات الطرف الثالث في الشرق والغرب والأكثر بمسافات من ننتندو بسبب إستعمالها لتقنيةالCD والتي تعد الصيحة الإلكترونية الأكثر ملائمة للمستقبل ككل..
سيجا ترد الصاع صاعين بلعبتي سونيك جام و سونيك آر .. لكن هذا ليس كل شيئ ؟ الساترن يقصف بالثقيل مع إصدار كور للجزء الثاني من اللعبة الأكثر جماهيرية وهي تومب رايدر 2 وتتبعها لعبة الأربيجي المميزة شايننج فورس 3 .. القصف لازال يهوي تباعا وبقوة و لازال موجود بأشده بالسنة 1997.. مع العاب مثل ديد أور الايف و إكس مان ضد ستريت فايتر وجرانديا ، لتنتهي السنة بحلوها ونجاحاتها مع جهاز الساترن المتربع على عرش عالم الأجهزة بكل قوة ، في المقابل ننتندو تعاني من قلة العاب الطرف الثالث بسبب الكارتريدج ومحدودية المساحة ! وهذا كان سبب وجيه لتراجع سكوير سوفت عن تطوير فاينل فانتزي 7 للجهاز ونقل العملية بالكامل لجهاز الساترن الأفضل من هذه الناحية ليكسب معها أفضل لعبة أربيجي معروفة في العالم بأسره !
1998 السنة الإستثنائية والتي تخبئ السلاح السري لسيجا.. على العموم إصدارات عديدة تصدر والتوجه العام لصناعة العاب الفيديو أصبح واضحا وجليا وهو أنه جهاز ساترن الناجح هو جهاز لكل الفئات و لكل الجمهور على مستوى العالم.. إذا كنت تحب الأركيد فهذا مكانك الحقيقي.. لو كنت من عشاق البلاتفورم فالساترن بيتك الأول.. لو كنت تحب رعب البقاء أو الأكشن و المغامرات فهنا خيارك الأول والوحيد بالسوق.. الجهاز متكامل وموجه للجميع.. العاب القتال موجودة بكثرة.. من ستريت فايتر ، مورتال كومبات ، دارك ستوكر ، كينج أوف فايتر.. كلها هنا بجهاز واحد !
لكن سيجا لن تكتفي بهذا القدر وهناك مفاجأة أو سلاح سري من العيار الثقيل !! لعبة ضخمة بعناصر أربيجي ! صحيح لقد عرفتها عزيزي القارئ ، هي شينمو من تطوير AM3 بقيادة وإخراج وتطوير العبقري يوسوزوكي الذائع الصيت والمصمم رقم واحد بالصناعة .. رجل يقف بثبات وراء نجاح الساترن وسبب رئيسي في الإطاحة بكل المنافسين السابقين والحاليين ! .. شينمو تصدر حصريا على الجهاز وضجة مابعدها ضجة لثورية اللعبة بعناصر لعب تقدم للمرة الأولى بالتاريخ بدأ من الQTE المبتكر والعالم المفتوح المبهر والجودة البصرية الخاطفة للأنفاس ! مبيعات تفجيرية إستثنائية تضع الساترن على قائمة غينيس كأكثر جهاز مبيعا بالتاريخ ب 80 مليون وحدة مباعة عالميا ! وهذا ليس كل شيئ.. سيجا تقريبا محتكرة للسوق ولا ترغب بالتنازل عن القمة التي تراها حقا مشروعا بتلنظر للمجهود الخرافي الذي تبدله.. إصدارات هنا وهناك .. تهاطل للعناوين من كل حدب وصوب ؟! كاستل فينيا ، بانزر دراغون ساجا ، رزدنت ايفل 2 ، ميتال جير سوليد ، باراسايت ايف ، فيفا 98 ، بلودي رور.. والعديد العديد ، إسم ساترن أصبح جذابا لكل المصممين بسبب كونه بيئة مثالية للنجاح التجاري .
1999 .. ثورية شينمو تلقي بظلالها على توجه الصناعة ، شركات عديدة تحاول سلك درب النجاح واستنساخه .. عديد الألعاب أخذت فورمولا شنمو وطبعتها على عناوينها.. ال QTE غدى جزءا لا يتجزأ من طريقة لعب سلاسل كبيرة.. رزدنت ايفل 3 تصدر بعناصر مشابهة وتحمل بعضا من الحمض النووي لشنمو من ناحية القرارات بالسيناريو وتأثيرها على الخط الزمني و الأحداث داخل اللعبة..
العالم يستعد ليشهد إعلان ضخم و غير مسبوق بألعاب القتال من نوع ال3D ؟! كروس أوفر بين سلسلتين ناجحتين لتقاسم النجاح وتوسيع القاعدة الجماهيرية لهذه الجنرا ! .. الإعلان عن لعبة القتال الحلم.. حلم يتحول الى حقيقة أخيرا بتقاطع بين Virtua Fighter X Teken ! واللعبة ستصدر بالسنة الأخيرة من الجيل الخامس..
سنة 2000.. والساترن متحكم ليس بالسوق فقط بل بالتوجه العام للصناعة.. سيجا أصبحت المحدد لمستقبل الألعاب وكيف سيكون.. جميع الأصناف والجنرات تحقق نجاحات باهرة ، الجهاز يحقق رقما غير مسبوق.. 100 مليون جهاز مباع حتى اللحظة ! .. استعداد سيجا جار على قدم وساق للإنتقال للجيل الجديد بالسنة المقبلة لكنها لا تنوي التخلي عن الساترن بهذه السهولة خصوصا أن الإقبال عليه لايزال جيدا جدا.. مع ذلك فالشركة تنظر الى المستقبل و سيجا معروفة بكونها شركة سابقة لعصرها وتريد تطبيق هذا الأمر خصوصا بحالة النجاح الكبيرة هذه..
سيجا تستعد لإطلاق جهاز بإسم غير رسمي Saturn 2 بقدرة تصل ل256 بت ! .. في محاولة جريئة تشابه قفزة ننتندو بين الجيل الرابع والخامس وعدم ترك أي مجال للمفاجآت وخصوصا أنها مدعومة بأساطيل الطرف الثالث و بأداء خرافي ثابت من إستوديوهاتها الداخلية
تعلن شركة سيجا عن خليفة جهازها بحفل E3 لسنة 2000 .. الجهاز يحمل إسم سيجا فينوس تيمنا بنجاح الساترن الكبير وحتى لا تتخلى عن توجهها بكون طموح الشركة يتعدى حدود كوكب الأرض بل أنها عبارة عن كون شاسع من الإبداع قائم بذاته !
ندخل حقبة الجيل السادس بتطلعات كبيرة. وبترقب شديد من المنافس الأول من بعيد.. ننتندو التي تحاول العودة بقوة عبر جهاز الدولفين الذي ستحاول به حذو نفس أسلوب سيجا بالتوسع بالسوق وتقديم منتجات متنوعة عبر جلب شركات الطرف الثالث لدعم مشروعها الجديد بمختلف العناوين خصوصا وأن التوجه العام للصناعة قائم بالأساس على الإختلاف والتنوع.. الإختلاف والتنوع الذي أسست له سيجا منذ الجيل السابق..
2001.. المنافسة تبدأ بخروج جهازين واحد بقدرات 256 والثاني بقدرات 128 .. الفرق يبدو شاسعا لكن ننتندو تراهن على الإبتكار بمنتوجاتها.. في حين هناك منافس آخر جديد كليا يخطط من خلف الكواليس ويستعد لأخذ نصيبه من الكعكة وهو مستعد لتكبد الخسائر لعشر سنوات قادمة !! .. مايكروسوفت تراقب مجريات الأحداث بتمعن وتدرس جميع التفاصيل حتى الدقيقة منها ، بالتأكيد سيكون هناك منافس آخر شرس بالسوق لننتندو و سيجا بالجيل القادم لكن الآن هناك معركة ستبدأ للتو.. الجيل السادس سيشهد تحديات كثيرة و منعطفات غير متوقعة..
بالجزء القادم من "واقع بديل" سنستكمل الرحلة..
تحياتي .