hussien-11
Senior Content Specialist
منذ طفولتي كانت ريزدنت ايفل واحدة من الألعاب التي أُحبها كثيراً، و أشتري الأجهزة من أجلها، كانت الاسم الأكبر و الأعظم عندي في عالم الألعاب و في كل الوسائل الترفيهية
أجواء العزلة، الوحشة، الخوف من المجهول! أحاسيس ليس لها مثيل! بالذات في التسعينات الجميلة، لأن قلة وسائل الاتصال و الانترنت أو عدم وجودها ساهمت في زيادة الخيال، و معايشة هذا الانعزال بكل تفاصيله! أما عندما يكون كل شخص في الكرة الأرضية يمتلك هاتفاً فإن مفهوم "العزلة" بحد ذاته يُصبح عصياً على النفس البشرية فما بالك بالاندماج معه. اللعبة كانت وليدة حقبة زمنية و في تلك الحقبة كان لها أجواء لا تُقارن و تجعلك منعزلاً عن عالمك الواقعي و أنت تحاول الخروج من هذه المصيدة المميتة إن كان في قصر سبنسر أو في مركز الشرطة.
حتى يومنا هذا و بعد كل هذه السنوات، لا زلتُ أفتقد ريزدنت ايفل الكلاسيكية، و لا أي لعبة عوضتني عن نكهتها و الأجواء الخارقة التي تواجدت بها، و لا زلتُ أعود لأجزائها الكلاسيكية كل عام، أحياناً مرة و مرتين و أحياناً مرات! السابعة كانت ممتازة لكن الأجواء الفنية الخارقة في الكلاسيكيات لم تتكرر و لم تُضاهى.
عندما أدخل غرفة التخزين في ريزدنت ايفل الكلاسيكية و أستمع إلى الموسيقى، يُصاب عقلي بالشلل، أتمنى لو أنني أمكث في هذه الغرفة للأبد، و حتى أنني أشعر بالاشتياق إلى غرفة التخزين، و أحرص بالمرور عليها و زيارتها لأي سببٍ كان، لأنني أُريد أن أسمع الموسيقى!
لحن مركز الشرطة
ذلك الشعور بالقلب و الاضطراب، تلك الضربات المُقلقة على البيانو، و المُثيرة للتوجس و التوتر!
أي شعور و أيُ أحاسيس كان يمتلكها من صمم هذه الألعاب؟
ما هي المخيلة المذهلة التي كانوا يمتلكونها حتى يتمكنوا من صُنع هذه الأماكن التي تثير الريبة في نفسك مع كل ومضة ضوء، تراقص ظل، حركة ستائر، و تذبذب إنارة الشموع ؟ أي قدرٍ من الفن كانوا يمتلكونه حتى يتمكنوا من صناعة ألعاب بهذا القدر الكبير من الفن؟ يا له من تاريخ حافل و يا لها من سلسلة كبيرة.
ريزدنت ايفل الكلاسيك لا تزال في القلب، و حتى يومنا هذا، لم تفلح أي محاولة في العثور على بديل!