Gahmad
Gamer
لا يختلف اثنان في ان صناعة العاب الفيديو شهدت في السنين الاخيرة تطوراً ملحوظاً أدى إلى أن تكون أحد أعمدة صناعة الترفيه بكل ما تحويه الاخيرة من عوامل اجتذاب مختلفة . و بما ان صناعة الترفيه تعد الاولى من ناحية تحقيق ربح سريع و في الغالب مضمون فمن المؤكد ان يتم البحث عن الجديد دائماً و بالتالي ضخ الاموال و .. و ... و ..
ليس هذا هو موضوعنا هنا ، و لكن لا بد من هذه المقدمة و التي تمهد لنا الطريق – بشكلٍ ما - لكي نعرف ان صناعة العاب الفيديو أصبح لها ما يمكن ان طلق عليه اسم "تحف فنية " مثلها مثل أي صتاعة ترفيه أخرى.
قبل ان نبدأ في الإسترسال لننظر إلى أحد أهم مقومات عالم الترفيه ألا و هي السينما . هناك العديد من الافلام و التي يمكن أن تكون بمثابة تعريف لكلمة "سينما" . No Country for old Men
، There will be blood ، gladiator و الكثير الكثير إنما ما ذكرت هو على سبيل المثال لا الحصر .
لنتوسع أكثر و ننظر إلى ما يمكن ان نسميه تحف ، في الكتب هناك كتاب The Tipping Point ، في الادب تجد روايات شرلوك هرلمز ، في المسرح تجد ما تنتجه برودواي ، في الموسيقى تجد ما أبدعه بيتهوفن و موزارت ، في الاغنية تجد اغاني عظيمة مثل Boston لـ Augustana و Higher لـ Creed ، و الكثير الكثير لأن المجال – كما أسلفنا – للمثال لا للحصر .
هل العاب الفيديو إستثناء ؟ الجواب بالطبع لا و الدليل أن هناك الكثير من الالعاب التي ظللنا نتكلم عنها أياماً طوال تخللتها نقاشات كادت أن تكون حامية . بعضها جديد و الاخر قديم و مع هذا لم تمحى من الذاكرة و هذا دليل كاف ان عدم نسيانها جعلها راسخة بالاذهان لتكون "تحفة" .
قد يتسائل البعض : ما هي المعايير التي صنفت العمل على ان يكون تحفة ؟
للتقريب أكثر أقول أن من شاهد منكم فيلم No Country For Old Men سيفهمني أكثر . التمثيل الجبار للطاقم ، التصوير "البانورامي" ، البيئة المستخدمة في الفيلم و التي تؤكد تاريخ القصة ، التليمحات الذكية من قبل المخرجين و أخيراً و ليس آخراً عدم إستخدام العامل الموسيقي و الذي – في وجهة نظري الشخصية – وجوده مهم جداً كعامل ضروري لأنجاح أي عمل أدبي لكن العمل خرج بنجاح بدون الإستعانة به .
بدون إستطراد – وهي للأسف هواية محببة لي - نعود لموضوعنا ، تصنيف لعبة فيديو ما على أن تكون تحفة يعتمد على عوامل كثيرة ، قد تختلف من شخص لآخر و قد تتفاوت و هذا يعتمد على الذوق الشخصي لكن هذا لا يمنع إبداء الرأي المنصف للعمل و هل يدخل ضمن دائرة عمل أدبي و يتجاوزها ليدخل ضمن دائرة تحفة فنية .
أحد أهم عوامل التصنيف هو تخليد العمل في الذاكرة ، كم منا يعرف ان ليوناردو دافنشي كان فنان مبدع ؟ غالباً الجميع و بنسبة 99 %، من يعرف ان دافنشي كان عالم فلك و مهندس عبقري ، له ابحاث عديدة في علم الفلك ، الرياضيات و علم التشريح و يُعتبر أول من وضع التصاميم للطائرات العامودية أو الهيلوكبتر ، لا أعتقد ان النسبة ستتجاوز 55 % على مستوى العالم.
كم شخص يعرف من هو والت ديزني و كم شخص يعرف من هو لويس باستير ، كم شخص يعرف أرثر كونان دويل و كم شخص يعرف جتنبرج ، كم شخص يعرف بيتهوفن و كم شخص يعرف الكسندر فيلمنج .
علماء أفنوا حياتهم لتطوير البشرية و البعض كاد ان يضحي بفلذات كبودهم لكنهم في المقابل لم يُخلدوا بعقل رجل الشارع كما هو الحال مع والت ديزني و ستيفن سبيلبرغ .
حتى في عالم العاب ينطبق الحال ، من منا يعرف من هو الشخص أو الاشخاص الواقفين فعلياً خلف ظهور جهازٍ ما بالشكل المطلوب فقط لكي يصيغ عليه شيقيرو ، كوجيما و كليف بي ما تبدعه قريحتهم لنا نحن عشاق أعمالهم و التي سنتذكرهم هم و لن نتذكر صانعين الجهاز و السبب أن العمل الأدبي يعلق بالذاكرة و يُخلد بها أكثر من الإنجاز العلمي .
و بالحديث عن الاعمال الأدبية المخلدة – و هو موضوعنا في حال انكم نسيتم - نقول أن هناك تحف أبدع صانعوها و قاموا بصياغتها خير صياغة تحت إشراف مبتكرين و مبدعين و كانت النتيجة ان اعمالهم علقت بذاكرة الكثير من عشاق العاب الفيديو .
و يقودني هذا – بعد المقدمة الطويلة – إلى القائمة التالية و التي هي عبارة عن مجموعة العاب في نظري الشخصي هي تحف فنية وضعت لنفسها مكاناً بارزاً في رف الادب و الفن .
قد يخالفني البعض الرأي – و هذا حقهم – ولهم انا أذكر الاسباب – و هذا حقهم أيضاً لكي يحاجونني – لكن يظل في النهاية رأي شخصي بحت لا أطالب ان تقتنعوا به و لكن ان تعرفوه – و هذا كرماً منكم – و ان تناقشوه و تبدوا أرائكم بدوركم و تشاركوني الموضوع .
God Of War
اساطير الاغريق ، ذلك العالم المتشابك ، المعقد ، الرائع و الثري ، الغريب ان الادب العربي لم يقدم محاولات جادة لتقديم هذا العالم الشيق للقارئ العربي ور بما يعود ذلك لركيزته الوثنية ، و الاغرب ان العاب الفيديو لم تقترب كثيراً من هذا العالم برغم ثرائه كم فعلت السينما ، حتى جاء شخص طموح جامح يُدعى دافيد جاف و قام بإبداع عمل اقل ما يقال عنه انه جبار . لن نتحدث هنا عن كل ما قيل عن اللعبة و روعتها من كل النواحي لأن هذا الموضوع قُتل من كثرة الكتابة عنه و لكن ما سنتحدث عنه هنا هو الجراءة التي يتحلى بها دافيد حيث انه ابتكر شخصية وهمية تحارب و بضرواة كل الشخصيات التي تكلم عنها الشاعر الضرير هوميروس Homer ، ربما تفهمني اكثر عندما اذكرك بما فعله كوجيما في الجزء الثاني من ميتال جير سوليد عند استبدال سنيك برايدن . فما بالك بإستبدال هرقل و برومثيوس بشخصية وهمية حاربت الجميع من ميدوسا إلى المينوتور مروراً بالهاربيز Harpies ، و في النهاية يتم القتال مع Ares بنفسه . كل هؤلاء تم وضعهم في سلة واحدة و تم خلطهم و لم يتم هزهم (على رأي جيمس بوند ) و كانت النتيجة عمل رائع اختار لنفسه مكاناً بارزاً في عالم الالعاب .
مشهد جدير بالذكر :
Mario Galaxy
ماريو مرة اخرى ، و لكن هذه المرة بِطَّلة جديدة كلياً تُحسب لصالح نينتندو و نقطة موجبة – كالعادة – اخرى لصالح العبقري شيقيرو . الوان زاهية ، عوالم خلابة ، نظام لعب ممتاز ، موسيقى حالمة كل هذا و أكثر تجده في ماريو جالكسي .
لمن يسأل عن تعريف الجيل الجديد نقول لهم و بكل بساطة لأننا نقر حقيقة لا شك فيها : الجيل الجديد هو ماريو جالكسي.
في الواقع يبدو لي ان مصممي اللعبة كانوا مغرمين بقصة أليس في بلاد العجائب ، الارانب ، الالوان ، الاشرار الذين هم ليسوا اشرار و اخيراً و ليس اخراً الجو الطفولي العميق ، يذكرني بهذا ما قالته الكاتبة ساندرا بروان صاحبة اكثر الكتب مبيعاً عندما سُئلت لماذا اختارت كتابة قصص الاثارة و لم تختار ادب الاطفال حيث كان جوابها : ان تقدم للطفل قصة سطحية خالية من اي عمق سيساعد الطفل على نسيانها عند سماعه للقصة التالية حتى و ان كان الهدف هو التثقيف لكن ان تقدم للطفل قصة عميقة بما يتناسب مع تفكيره لهو الصعب بعينه . برأي ان لويس كارول ابدع عندما كتب لنا أليس و قصتها في بلاد العجائب و ان شيقيرو حفر اسمه – مجدداً – ليكون بالفعل لوبس كارول جديد رسخ في ذاكرتنا تجربة طفولية ذات خيال جامح يرفض أن يرضى بالسرج و لمن يقول عكس ذلك اقول له : هل سبق و أن زرت ديزني لاند من قبل ؟
مشهد جدير بالذكر : أول مرة يطير / يسبح ماريو في الفضاء اثناء انتقاله من كوكب لآخر .
Assassin’s Creed
العام 1191 م ، أحرج فترة مرت بها الاديان السماوية ، فترة نشأت بها الخِلافات و الخلاَفات ، خلافات بين الاديان و خلافات بين الامراء و الملوك . من الطبيعي جداً خلال اي فترة حرجة ان تظهر القلاقل و كأن هذا العصر لا يحتاج واحدة و لكن يأتي رجل مخيف جدير بأن يكون اسمه بجانب راسبوتين و إيفان الرهيب ألا و هو الحسن بن الصباح .
كان رجل طموح زاهد قرر ان يستولي – بدون الخوض في التفاصيل – على قلعة قديمة تدعى قلعة الموت Alamut و منها قام بتدريب مجموعة من الشباب للقيام بعمليات اغتيالات منظمة و دقيقة يكاد يسيل لها لعاب اي مدير في الـ CIA لتطبيقها .
بناءً على ما ذكره المؤرخ الايطالي ماركو بولو ان الحسن بن الصباح كان يعطي تلاميذه الحشيش و ذلك لإخضاعهم له و عُرفوا فيما بعد باسم الحشاشين. ( و من هنا جاءت لفظة Assassins والتي هي اقرب طريقة ناسبت لسان بولو الايطالي من لفظة الحشاشين )
من ضمن ما ذكره بولو ايضاً ان الحسن كان يأمر تلاميذه بالقفز من اعلى قمة بالجبل و التي كان اسمها "قمة النسر" فقط إثباتاً لإيمانهم المطلق به (ألا يبدو هذا مألوفاً) ، ايضاً كان لديه حدائق غناء ملأى بالحسناوت من كل بقاع الارض حيث كان يجلب تلاميذه لهم و هم في حالة سكر شديد و من ثم إيهامهم ان هذه هي الجنة – و العياذ بالله - . (مرة اخرى يبدو الوضع مألوفاً )
الخلاصة انه كانت فترة حرجة قيل عنها ان من لا يعود لداره في نفس اليوم فليصلوا عليه اهله صلاة الميت.
الان نتكلم عن المادة 17 ، أو دزموند مايلز ، ساقي في حانة تم إجباره على عمل تجربة من شأنها ان تجسم ذكرياته على شكل فيلم سينمائي و السبب ان ابحاث الـ DNA اثبتت انه من نسل احد افضل الحشاشين على الاطلاق ألا وهو الطائر بن لا أحد .
هذه هي الفكرة الاساسية للعبة Assassin’s Creed حيث مصممي اللعبة ابدعوا في اللعب على وتر الخيال العلمي و تطبيقه و توظيفه بالشكل السليم . هناك نظرية تقول اننا كبشر نخزن ذكريات اسلافنا و من هذا المنظلق قامت اللعبة ، حيث ان أبستيرجو و هي شركة وهمية – في اللعبة - تقوم بإجبار كل من يُثبت ان له سلف متورط بما تبحث عنه الشركة لتحقيق اهدافها سيخضع لإجراء تجربة تكشف الماضي ، امور كثيرة عرفتها الشركة من ضمنها : مشروع فيلادلفيا ، حادثة تونجوسكا –و هي حوادث حقيقية – و الكثير غيرها و لكنها الان تطمح بمعرفة مكان كنز عدن – و هو وهمي – و من هنا تبدأ اللعبة .
قد يقول البعض و لكنها اكثر لعبة مملة صدرت في التاريخ ، لماذا صنفتها على ان تكون تحفة و جوابي هو : الابداع في الربط السلس بين الخيال العلمي – و الذي دائماً يكون متعلق بالمستقبل – و بين التاريخ الذي تم توثيقه و عدم نسب إليه إي أخطاء - بناءً على ماعرفناه بالطبع - و كل هذا بدون التجريح لأي دين من الاديان الثلاثة ، .
طبعاًُ عوامل الرسوم ، الموسيقى الخ... الخ.. لها دور بارز و لكن الكثير من الالعاب لديه ذلك و لكن ليس لديه ما يوجد لدى "عقيدة الحشاشين".
مشهد جدير بالذكر : عندما يقف الطائر على أعلى نقطة ليمسح المكان بعينيه ثم يقفز .
Chrono Cross
"تحفة سكوير الخالدة " مجلة game informer
"قد لاتكون لها ميزانية ضخمة و لكن لها قلب ضخم" موقع Game Spot
"نحن نقيم الالعاب فقط لا الاساطير" مجلة EGM
"و أخير يستطيع الناس نسيان فاينال فانتسي 7 " مجلة GAME FAN
هذا بعض مما قيل عن كرونو كروس – اللعبة المفضلة و الاولى بالنسبة لي - ، اللعبة التي لامست شغاف الجميع بلا إستثناء ، و على الرغم انها ليست جزء ثاني "اساسي" للعبة Chrono Trigger و لم يقم بصناعتها فريق الاحلام و الذين هم :
"Hironobu Sakaguchi, Kazuhiko Aoki, Nobuo Uematsu, Yuuji Horii and Akira Toriyama "
لكنها نجحت و أي نجاح كان ؛ عوامل اساسية لعبت دور كبير جداً لإخراج هذه التحفة حيث تبدأ بقصة تتمحور حول الغلام سيرج و عن نظرية العوالم المتوازية و كيف الاختلاف فيها ، اتمنى لو انني استطيع سردها و لكن هذا كفيل بأن اصاب بالصداع لبقية اليوم و لكن يكفي فقط ان اقول ان القصة جداً معقدة لدرجة أنها أعقد من – و هذا وجهة نظر شخصية – ما كتب ديستوفسكي و أعمق من كتابات ستيفن كينج .
الموسيقى لعبت عامل مهم جداً جداً ، موسيقى اللعبة من إبداع Yasunori Mitsuda و الذي اشتهر حرفياً بعد هذه اللعبة لدرجة انها قال في إحدى المقابلات: " ليتني لم اعمل في هذه اللعبة الملعونة" على الرغم من انه ابدع الحان اسطورة اخرى "Xeno gears " و عمل بعد ذلك في العاب اخرى و لكن ابداعاته في كرونو كروس تظل محفورة للأبد و لمن لم يسمع بها أبداً اقول له ابدأ البحث عن مقطوعة موسيقية تدعى Scars Of Time
تعدد الشخصيات و خلقياتهم القصصية كان لها دور فعال حيث يبلغ عدد شخصيات اللعبة و التي تنضم لك اربع و اربعون شخصية لكلٍ منهم قصته الخاصة و مأربهم الغامضة و التي تنكشف مع الاحداث.
قد يطول الكلام أكثر و أكثر عن هذه اللعبة و لكن جل ما سأقوله هو ان الانتظار كان فعلاً يستحق خمس سنوات ليظهر لنا مثل هذا العمل و لا مانع لجميع عشاق سلسلة كرونو ان ينتظروا عشر سنوات لكي يخرج لنا عملاً بمثل هذه الروعة و إن كنت اشك في ذلك خصوصاً في ظل غياب المصمم الياباني و إبداع الامريكي .
مشهد جدير بالذكر : اللعبة كلها جديرة بالذكر .
Bio shock
الاولى بلا منازع على القائمة ، جوهرة تاج 2K Bosston و الإثبات ان كين ليفين Ken Levine يملك رؤيا فنية رائعة و راقية و الدليل إختياره لعصر الستينات ، العصر الذهبي للإنفتاح الامريكي على العالم و بداية غزو العالم ثقافياً ، عصر سيناترا و جيفرسون أيربلان، عصر كلينت إيستوود و ستانلي كيوبريك ، عصر طغى فيه الفن على أي شئ اخر فلا ريب إذن في ان يقرر كيفن ان يكون عصر تحتفته القادمة هو العصر الذهبي للفن الجميل .
و لكن هل هذا كاف لكي ينجح عمل ما ، قد تكون إحتمالية النجاح خمسون بالمائة إذا كان فيلم و ترتفع أكثر إذا كانت مسلسل و ذلك لصعوبة التطبيق و لكن السؤال ما هي إحتمالية النجاح إذا كانت لعب فيديو ؟
"لا تتجاوز خمسة بالمائة". هذا كان جواب كيفن ، غريب أليس كذلك ، " الستينات عالم جميل و لكنه لايناسب عالم العاب الفيديو و التي تتطلب اكثر من الزمن لكي تنجح لذا فإن عملنا يعتمد بشكل كلي على الاخلاقيات ".
في الحقيقة الاخلاقيات تنعدم مع مرور الزمن و هذا شئ مؤسف و اي متابع للتاريخ سيكتشف ذلك بسهولة لكن ما المقصود بما قاله كيفن؟
"لعبتنا تعتمد بشكل كلي على اخلاقيات اللاعب" . هذا ما قاله كيفن و عرفناه نحن بعد لعبنا لبيو شَّك . هل تتذكرون أول مواجهة مع الاخوات الصغيرات ؟؟؟
هناك أيضاَ الـ Big Daddy و الذي لاذنب له إلا حماية الاخت الصغيرة من المجانين و المدمنين . بالطبع هذا ليس موضوعنا الان ، ما يعنينا هو لماذا اعتلت هذه اللعبة القائمة ؟
ان اول مرة ترى فيها رابتشور و تتمعن في مناظرها، تصميمات المباني ، الموسيقى المنبعثة من اللامكان ، ثم ينقلب الحال للتساؤول عن كيفية حدوث الدمار ثم تعرف كيف ان مدينة رابتشور و التي أراد صُناعها أن تكون يوتوبيا و لكنها انقلبت إلى دستوبيا و في هذا فلسلفة شعرية بأن دع الخلق للخالق عز و جل .
كل هذا ولا شئ قبل ان تواجه المدمنين و المجانين المنتشرين في كل مكان و تختم هذا بمواجهة الاب الكبير و معه الاخت الصغرى و تعرف ان الطريق طويل و "صعب" لكي تنجو بحياتك.
"أردنا ان نكون متقدمين في نظر اي شخص عاش في الستينات "، هذا ما قاله كيفن و هو محق ، قد لا ننظر للموضع بنظرة إنبهار من ناحية البيئة المستخدمة في اللعبة و لكن دع شخص من الستينات ينظر لتصميم المباني و "الديكور" المستخدم في اللعبة سيجعله هذا يشهق إنبهاراً من التطور الذي يراه ، دع نفس هذا الشخص في هذا المكان و اخبره انه مهدد بالموت إذا لم ينجو عندها لن يكون لديه وقت للمتعة و أخير و ليس أخراً دع هذا الشخص يتحدى اخلاقياته بأن يذبح البراءة بنفسها من اجل إنقاذ نفسه عندها يكون الجواب هو ....؟
كل هذا من الصعب إيجاده و لكن كيفن و فريقه أوجدوه و وضعوه في عمل واحد جعلهم و بكل جدارة ينالوا أستحسان الجميع بلا إستثناء و ان يكونوا في المقدمة بلا منازع .
مشهد جدير بالذكر : عند سقوط الطائرة ثم الغرق في الظلام الدامس فقط لتجد المنارة أمامك و تكون هي الميناء الدافئ وسط العاصفة .
ملحوظة من كاتب الاسطر أعلاه : هذا المضوع جلس محفوظ في الجهاز لفترة طويلة لا يعلم به احد سوى Id أو المعروف بالاسم الفني ثامر . صحيح انه شاب لامع و موهوب لدرجة تثير الغيظ
: و للإنصاف اقول ان كان له العديد من المحاولات الباسلة لكي يرى هذا الموضوع النور لكن الكسل كان اقوى من ترسانة اسلحة Id.
ليس هذا هو موضوعنا هنا ، و لكن لا بد من هذه المقدمة و التي تمهد لنا الطريق – بشكلٍ ما - لكي نعرف ان صناعة العاب الفيديو أصبح لها ما يمكن ان طلق عليه اسم "تحف فنية " مثلها مثل أي صتاعة ترفيه أخرى.
قبل ان نبدأ في الإسترسال لننظر إلى أحد أهم مقومات عالم الترفيه ألا و هي السينما . هناك العديد من الافلام و التي يمكن أن تكون بمثابة تعريف لكلمة "سينما" . No Country for old Men
، There will be blood ، gladiator و الكثير الكثير إنما ما ذكرت هو على سبيل المثال لا الحصر .
لنتوسع أكثر و ننظر إلى ما يمكن ان نسميه تحف ، في الكتب هناك كتاب The Tipping Point ، في الادب تجد روايات شرلوك هرلمز ، في المسرح تجد ما تنتجه برودواي ، في الموسيقى تجد ما أبدعه بيتهوفن و موزارت ، في الاغنية تجد اغاني عظيمة مثل Boston لـ Augustana و Higher لـ Creed ، و الكثير الكثير لأن المجال – كما أسلفنا – للمثال لا للحصر .
هل العاب الفيديو إستثناء ؟ الجواب بالطبع لا و الدليل أن هناك الكثير من الالعاب التي ظللنا نتكلم عنها أياماً طوال تخللتها نقاشات كادت أن تكون حامية . بعضها جديد و الاخر قديم و مع هذا لم تمحى من الذاكرة و هذا دليل كاف ان عدم نسيانها جعلها راسخة بالاذهان لتكون "تحفة" .
قد يتسائل البعض : ما هي المعايير التي صنفت العمل على ان يكون تحفة ؟
للتقريب أكثر أقول أن من شاهد منكم فيلم No Country For Old Men سيفهمني أكثر . التمثيل الجبار للطاقم ، التصوير "البانورامي" ، البيئة المستخدمة في الفيلم و التي تؤكد تاريخ القصة ، التليمحات الذكية من قبل المخرجين و أخيراً و ليس آخراً عدم إستخدام العامل الموسيقي و الذي – في وجهة نظري الشخصية – وجوده مهم جداً كعامل ضروري لأنجاح أي عمل أدبي لكن العمل خرج بنجاح بدون الإستعانة به .
بدون إستطراد – وهي للأسف هواية محببة لي - نعود لموضوعنا ، تصنيف لعبة فيديو ما على أن تكون تحفة يعتمد على عوامل كثيرة ، قد تختلف من شخص لآخر و قد تتفاوت و هذا يعتمد على الذوق الشخصي لكن هذا لا يمنع إبداء الرأي المنصف للعمل و هل يدخل ضمن دائرة عمل أدبي و يتجاوزها ليدخل ضمن دائرة تحفة فنية .
أحد أهم عوامل التصنيف هو تخليد العمل في الذاكرة ، كم منا يعرف ان ليوناردو دافنشي كان فنان مبدع ؟ غالباً الجميع و بنسبة 99 %، من يعرف ان دافنشي كان عالم فلك و مهندس عبقري ، له ابحاث عديدة في علم الفلك ، الرياضيات و علم التشريح و يُعتبر أول من وضع التصاميم للطائرات العامودية أو الهيلوكبتر ، لا أعتقد ان النسبة ستتجاوز 55 % على مستوى العالم.
كم شخص يعرف من هو والت ديزني و كم شخص يعرف من هو لويس باستير ، كم شخص يعرف أرثر كونان دويل و كم شخص يعرف جتنبرج ، كم شخص يعرف بيتهوفن و كم شخص يعرف الكسندر فيلمنج .
علماء أفنوا حياتهم لتطوير البشرية و البعض كاد ان يضحي بفلذات كبودهم لكنهم في المقابل لم يُخلدوا بعقل رجل الشارع كما هو الحال مع والت ديزني و ستيفن سبيلبرغ .
حتى في عالم العاب ينطبق الحال ، من منا يعرف من هو الشخص أو الاشخاص الواقفين فعلياً خلف ظهور جهازٍ ما بالشكل المطلوب فقط لكي يصيغ عليه شيقيرو ، كوجيما و كليف بي ما تبدعه قريحتهم لنا نحن عشاق أعمالهم و التي سنتذكرهم هم و لن نتذكر صانعين الجهاز و السبب أن العمل الأدبي يعلق بالذاكرة و يُخلد بها أكثر من الإنجاز العلمي .
و بالحديث عن الاعمال الأدبية المخلدة – و هو موضوعنا في حال انكم نسيتم - نقول أن هناك تحف أبدع صانعوها و قاموا بصياغتها خير صياغة تحت إشراف مبتكرين و مبدعين و كانت النتيجة ان اعمالهم علقت بذاكرة الكثير من عشاق العاب الفيديو .
و يقودني هذا – بعد المقدمة الطويلة – إلى القائمة التالية و التي هي عبارة عن مجموعة العاب في نظري الشخصي هي تحف فنية وضعت لنفسها مكاناً بارزاً في رف الادب و الفن .
قد يخالفني البعض الرأي – و هذا حقهم – ولهم انا أذكر الاسباب – و هذا حقهم أيضاً لكي يحاجونني – لكن يظل في النهاية رأي شخصي بحت لا أطالب ان تقتنعوا به و لكن ان تعرفوه – و هذا كرماً منكم – و ان تناقشوه و تبدوا أرائكم بدوركم و تشاركوني الموضوع .
God Of War
اساطير الاغريق ، ذلك العالم المتشابك ، المعقد ، الرائع و الثري ، الغريب ان الادب العربي لم يقدم محاولات جادة لتقديم هذا العالم الشيق للقارئ العربي ور بما يعود ذلك لركيزته الوثنية ، و الاغرب ان العاب الفيديو لم تقترب كثيراً من هذا العالم برغم ثرائه كم فعلت السينما ، حتى جاء شخص طموح جامح يُدعى دافيد جاف و قام بإبداع عمل اقل ما يقال عنه انه جبار . لن نتحدث هنا عن كل ما قيل عن اللعبة و روعتها من كل النواحي لأن هذا الموضوع قُتل من كثرة الكتابة عنه و لكن ما سنتحدث عنه هنا هو الجراءة التي يتحلى بها دافيد حيث انه ابتكر شخصية وهمية تحارب و بضرواة كل الشخصيات التي تكلم عنها الشاعر الضرير هوميروس Homer ، ربما تفهمني اكثر عندما اذكرك بما فعله كوجيما في الجزء الثاني من ميتال جير سوليد عند استبدال سنيك برايدن . فما بالك بإستبدال هرقل و برومثيوس بشخصية وهمية حاربت الجميع من ميدوسا إلى المينوتور مروراً بالهاربيز Harpies ، و في النهاية يتم القتال مع Ares بنفسه . كل هؤلاء تم وضعهم في سلة واحدة و تم خلطهم و لم يتم هزهم (على رأي جيمس بوند ) و كانت النتيجة عمل رائع اختار لنفسه مكاناً بارزاً في عالم الالعاب .
مشهد جدير بالذكر :
نهاية الجزء الاول عندم أدرك كريتوس ان سادة الاوليمب خذلوه فقرر الانتحار و لكن بدلاً من ذلك تم تنصيبه مكان أريس حيث جلس على عرشه .
Mario Galaxy
ماريو مرة اخرى ، و لكن هذه المرة بِطَّلة جديدة كلياً تُحسب لصالح نينتندو و نقطة موجبة – كالعادة – اخرى لصالح العبقري شيقيرو . الوان زاهية ، عوالم خلابة ، نظام لعب ممتاز ، موسيقى حالمة كل هذا و أكثر تجده في ماريو جالكسي .
لمن يسأل عن تعريف الجيل الجديد نقول لهم و بكل بساطة لأننا نقر حقيقة لا شك فيها : الجيل الجديد هو ماريو جالكسي.
في الواقع يبدو لي ان مصممي اللعبة كانوا مغرمين بقصة أليس في بلاد العجائب ، الارانب ، الالوان ، الاشرار الذين هم ليسوا اشرار و اخيراً و ليس اخراً الجو الطفولي العميق ، يذكرني بهذا ما قالته الكاتبة ساندرا بروان صاحبة اكثر الكتب مبيعاً عندما سُئلت لماذا اختارت كتابة قصص الاثارة و لم تختار ادب الاطفال حيث كان جوابها : ان تقدم للطفل قصة سطحية خالية من اي عمق سيساعد الطفل على نسيانها عند سماعه للقصة التالية حتى و ان كان الهدف هو التثقيف لكن ان تقدم للطفل قصة عميقة بما يتناسب مع تفكيره لهو الصعب بعينه . برأي ان لويس كارول ابدع عندما كتب لنا أليس و قصتها في بلاد العجائب و ان شيقيرو حفر اسمه – مجدداً – ليكون بالفعل لوبس كارول جديد رسخ في ذاكرتنا تجربة طفولية ذات خيال جامح يرفض أن يرضى بالسرج و لمن يقول عكس ذلك اقول له : هل سبق و أن زرت ديزني لاند من قبل ؟
مشهد جدير بالذكر : أول مرة يطير / يسبح ماريو في الفضاء اثناء انتقاله من كوكب لآخر .
Assassin’s Creed
العام 1191 م ، أحرج فترة مرت بها الاديان السماوية ، فترة نشأت بها الخِلافات و الخلاَفات ، خلافات بين الاديان و خلافات بين الامراء و الملوك . من الطبيعي جداً خلال اي فترة حرجة ان تظهر القلاقل و كأن هذا العصر لا يحتاج واحدة و لكن يأتي رجل مخيف جدير بأن يكون اسمه بجانب راسبوتين و إيفان الرهيب ألا و هو الحسن بن الصباح .
كان رجل طموح زاهد قرر ان يستولي – بدون الخوض في التفاصيل – على قلعة قديمة تدعى قلعة الموت Alamut و منها قام بتدريب مجموعة من الشباب للقيام بعمليات اغتيالات منظمة و دقيقة يكاد يسيل لها لعاب اي مدير في الـ CIA لتطبيقها .
بناءً على ما ذكره المؤرخ الايطالي ماركو بولو ان الحسن بن الصباح كان يعطي تلاميذه الحشيش و ذلك لإخضاعهم له و عُرفوا فيما بعد باسم الحشاشين. ( و من هنا جاءت لفظة Assassins والتي هي اقرب طريقة ناسبت لسان بولو الايطالي من لفظة الحشاشين )
من ضمن ما ذكره بولو ايضاً ان الحسن كان يأمر تلاميذه بالقفز من اعلى قمة بالجبل و التي كان اسمها "قمة النسر" فقط إثباتاً لإيمانهم المطلق به (ألا يبدو هذا مألوفاً) ، ايضاً كان لديه حدائق غناء ملأى بالحسناوت من كل بقاع الارض حيث كان يجلب تلاميذه لهم و هم في حالة سكر شديد و من ثم إيهامهم ان هذه هي الجنة – و العياذ بالله - . (مرة اخرى يبدو الوضع مألوفاً )
الخلاصة انه كانت فترة حرجة قيل عنها ان من لا يعود لداره في نفس اليوم فليصلوا عليه اهله صلاة الميت.
الان نتكلم عن المادة 17 ، أو دزموند مايلز ، ساقي في حانة تم إجباره على عمل تجربة من شأنها ان تجسم ذكرياته على شكل فيلم سينمائي و السبب ان ابحاث الـ DNA اثبتت انه من نسل احد افضل الحشاشين على الاطلاق ألا وهو الطائر بن لا أحد .
هذه هي الفكرة الاساسية للعبة Assassin’s Creed حيث مصممي اللعبة ابدعوا في اللعب على وتر الخيال العلمي و تطبيقه و توظيفه بالشكل السليم . هناك نظرية تقول اننا كبشر نخزن ذكريات اسلافنا و من هذا المنظلق قامت اللعبة ، حيث ان أبستيرجو و هي شركة وهمية – في اللعبة - تقوم بإجبار كل من يُثبت ان له سلف متورط بما تبحث عنه الشركة لتحقيق اهدافها سيخضع لإجراء تجربة تكشف الماضي ، امور كثيرة عرفتها الشركة من ضمنها : مشروع فيلادلفيا ، حادثة تونجوسكا –و هي حوادث حقيقية – و الكثير غيرها و لكنها الان تطمح بمعرفة مكان كنز عدن – و هو وهمي – و من هنا تبدأ اللعبة .
قد يقول البعض و لكنها اكثر لعبة مملة صدرت في التاريخ ، لماذا صنفتها على ان تكون تحفة و جوابي هو : الابداع في الربط السلس بين الخيال العلمي – و الذي دائماً يكون متعلق بالمستقبل – و بين التاريخ الذي تم توثيقه و عدم نسب إليه إي أخطاء - بناءً على ماعرفناه بالطبع - و كل هذا بدون التجريح لأي دين من الاديان الثلاثة ، .
طبعاًُ عوامل الرسوم ، الموسيقى الخ... الخ.. لها دور بارز و لكن الكثير من الالعاب لديه ذلك و لكن ليس لديه ما يوجد لدى "عقيدة الحشاشين".
مشهد جدير بالذكر : عندما يقف الطائر على أعلى نقطة ليمسح المكان بعينيه ثم يقفز .
Chrono Cross
"تحفة سكوير الخالدة " مجلة game informer
"قد لاتكون لها ميزانية ضخمة و لكن لها قلب ضخم" موقع Game Spot
"نحن نقيم الالعاب فقط لا الاساطير" مجلة EGM
"و أخير يستطيع الناس نسيان فاينال فانتسي 7 " مجلة GAME FAN
هذا بعض مما قيل عن كرونو كروس – اللعبة المفضلة و الاولى بالنسبة لي - ، اللعبة التي لامست شغاف الجميع بلا إستثناء ، و على الرغم انها ليست جزء ثاني "اساسي" للعبة Chrono Trigger و لم يقم بصناعتها فريق الاحلام و الذين هم :
"Hironobu Sakaguchi, Kazuhiko Aoki, Nobuo Uematsu, Yuuji Horii and Akira Toriyama "
لكنها نجحت و أي نجاح كان ؛ عوامل اساسية لعبت دور كبير جداً لإخراج هذه التحفة حيث تبدأ بقصة تتمحور حول الغلام سيرج و عن نظرية العوالم المتوازية و كيف الاختلاف فيها ، اتمنى لو انني استطيع سردها و لكن هذا كفيل بأن اصاب بالصداع لبقية اليوم و لكن يكفي فقط ان اقول ان القصة جداً معقدة لدرجة أنها أعقد من – و هذا وجهة نظر شخصية – ما كتب ديستوفسكي و أعمق من كتابات ستيفن كينج .
الموسيقى لعبت عامل مهم جداً جداً ، موسيقى اللعبة من إبداع Yasunori Mitsuda و الذي اشتهر حرفياً بعد هذه اللعبة لدرجة انها قال في إحدى المقابلات: " ليتني لم اعمل في هذه اللعبة الملعونة" على الرغم من انه ابدع الحان اسطورة اخرى "Xeno gears " و عمل بعد ذلك في العاب اخرى و لكن ابداعاته في كرونو كروس تظل محفورة للأبد و لمن لم يسمع بها أبداً اقول له ابدأ البحث عن مقطوعة موسيقية تدعى Scars Of Time
تعدد الشخصيات و خلقياتهم القصصية كان لها دور فعال حيث يبلغ عدد شخصيات اللعبة و التي تنضم لك اربع و اربعون شخصية لكلٍ منهم قصته الخاصة و مأربهم الغامضة و التي تنكشف مع الاحداث.
قد يطول الكلام أكثر و أكثر عن هذه اللعبة و لكن جل ما سأقوله هو ان الانتظار كان فعلاً يستحق خمس سنوات ليظهر لنا مثل هذا العمل و لا مانع لجميع عشاق سلسلة كرونو ان ينتظروا عشر سنوات لكي يخرج لنا عملاً بمثل هذه الروعة و إن كنت اشك في ذلك خصوصاً في ظل غياب المصمم الياباني و إبداع الامريكي .
مشهد جدير بالذكر : اللعبة كلها جديرة بالذكر .
Bio shock
الاولى بلا منازع على القائمة ، جوهرة تاج 2K Bosston و الإثبات ان كين ليفين Ken Levine يملك رؤيا فنية رائعة و راقية و الدليل إختياره لعصر الستينات ، العصر الذهبي للإنفتاح الامريكي على العالم و بداية غزو العالم ثقافياً ، عصر سيناترا و جيفرسون أيربلان، عصر كلينت إيستوود و ستانلي كيوبريك ، عصر طغى فيه الفن على أي شئ اخر فلا ريب إذن في ان يقرر كيفن ان يكون عصر تحتفته القادمة هو العصر الذهبي للفن الجميل .
و لكن هل هذا كاف لكي ينجح عمل ما ، قد تكون إحتمالية النجاح خمسون بالمائة إذا كان فيلم و ترتفع أكثر إذا كانت مسلسل و ذلك لصعوبة التطبيق و لكن السؤال ما هي إحتمالية النجاح إذا كانت لعب فيديو ؟
"لا تتجاوز خمسة بالمائة". هذا كان جواب كيفن ، غريب أليس كذلك ، " الستينات عالم جميل و لكنه لايناسب عالم العاب الفيديو و التي تتطلب اكثر من الزمن لكي تنجح لذا فإن عملنا يعتمد بشكل كلي على الاخلاقيات ".
في الحقيقة الاخلاقيات تنعدم مع مرور الزمن و هذا شئ مؤسف و اي متابع للتاريخ سيكتشف ذلك بسهولة لكن ما المقصود بما قاله كيفن؟
"لعبتنا تعتمد بشكل كلي على اخلاقيات اللاعب" . هذا ما قاله كيفن و عرفناه نحن بعد لعبنا لبيو شَّك . هل تتذكرون أول مواجهة مع الاخوات الصغيرات ؟؟؟
هناك أيضاَ الـ Big Daddy و الذي لاذنب له إلا حماية الاخت الصغيرة من المجانين و المدمنين . بالطبع هذا ليس موضوعنا الان ، ما يعنينا هو لماذا اعتلت هذه اللعبة القائمة ؟
ان اول مرة ترى فيها رابتشور و تتمعن في مناظرها، تصميمات المباني ، الموسيقى المنبعثة من اللامكان ، ثم ينقلب الحال للتساؤول عن كيفية حدوث الدمار ثم تعرف كيف ان مدينة رابتشور و التي أراد صُناعها أن تكون يوتوبيا و لكنها انقلبت إلى دستوبيا و في هذا فلسلفة شعرية بأن دع الخلق للخالق عز و جل .
كل هذا ولا شئ قبل ان تواجه المدمنين و المجانين المنتشرين في كل مكان و تختم هذا بمواجهة الاب الكبير و معه الاخت الصغرى و تعرف ان الطريق طويل و "صعب" لكي تنجو بحياتك.
"أردنا ان نكون متقدمين في نظر اي شخص عاش في الستينات "، هذا ما قاله كيفن و هو محق ، قد لا ننظر للموضع بنظرة إنبهار من ناحية البيئة المستخدمة في اللعبة و لكن دع شخص من الستينات ينظر لتصميم المباني و "الديكور" المستخدم في اللعبة سيجعله هذا يشهق إنبهاراً من التطور الذي يراه ، دع نفس هذا الشخص في هذا المكان و اخبره انه مهدد بالموت إذا لم ينجو عندها لن يكون لديه وقت للمتعة و أخير و ليس أخراً دع هذا الشخص يتحدى اخلاقياته بأن يذبح البراءة بنفسها من اجل إنقاذ نفسه عندها يكون الجواب هو ....؟
كل هذا من الصعب إيجاده و لكن كيفن و فريقه أوجدوه و وضعوه في عمل واحد جعلهم و بكل جدارة ينالوا أستحسان الجميع بلا إستثناء و ان يكونوا في المقدمة بلا منازع .
مشهد جدير بالذكر : عند سقوط الطائرة ثم الغرق في الظلام الدامس فقط لتجد المنارة أمامك و تكون هي الميناء الدافئ وسط العاصفة .
ملحوظة من كاتب الاسطر أعلاه : هذا المضوع جلس محفوظ في الجهاز لفترة طويلة لا يعلم به احد سوى Id أو المعروف بالاسم الفني ثامر . صحيح انه شاب لامع و موهوب لدرجة تثير الغيظ
: و للإنصاف اقول ان كان له العديد من المحاولات الباسلة لكي يرى هذا الموضوع النور لكن الكسل كان اقوى من ترسانة اسلحة Id.
