hussien-11
Senior Content Specialist
حصلت الرواية الفرنسية الشهيرة Sans Famille على اقتباسين لمسلسلي أنمي سيظل كل منهما خالداً في ذاكرتي دائماً وأبداً. والحقيقة أنني أردتُ دائماً أن أكتب عن هذه السلسلة لكنني دائماً كنتُ أتراجع في اللحظة الأخيرة، فمن الصعب حقاً أن تصف الكلمات إحساسي وذكرياتي تجاه أنمي ريمي.
هذا الموضوع ليس مخصصاً لأحد النسختين، بل لكلاهما معاً، وسأبدأ الحديث مع النسخة الأولى
Nobody's Boy Remi
إنتاج: TMS Entertainment
تاريخ العرض: 1977
عدد الحلقات: 51
قام بإخراج هذا الأنمي، المخرج القدير "أوسامو ديزاكي"، الذي يعرفه جمهور الأنمي جيداً من خلال عمله على مسلسلات تاريخية مثل جزيرة الكنز وليدي أوسكار. إن هذا الأنمي حتماً هو أحد الروائع الخالدة من فترة السبعينات، وأنا أرى أنه قد عمّر بشكل مدهش، وأنه لا زال يحتفظ بكامل روعته ورونقه حتى يومنا هذا. هناك إجماع شبه كلي من محبي القصة أن هذه النسخة من الأنمي هي الأفضل.
قصة أنمي ريمي هي حقاً قصة تراجيدية حزينة، وأعتقد أن أي مشاهد يحتوي قلباً نابضاً بين ضلوعه سيتأثر به كثيراً. تتحدث القصة عن الطفل ريمي الذي ينشأ في كنف والدته المحبة، إلى أن يعود والده جيروم باربرين يوماً ما على عكاز إثر حادثة ما. نظراً لظروفه الصعبة يكشف جيروم الحقيقة، ريمي في الأصل طفل لقيط وليس طفل الزوجين الحقيقي، وبهذا يقرر بيعه، فيقوم بشرائه رحالة عجوز قادم من إيطاليا اسمه فيتاليس... وبهذا يودع ريمي حياته الجميلة في القرية ليواجه الحقيقة كطفل شريد، دون حتى أن يحصل على فرصة لتوديع والدته اللطيفة...
من الآن فصاعداً ليس هناك يوم سهل في حياة ريمي، لن تنسى بكاء ريمي وهو يرتدي الملابس المزركشة المضحكة ليقوم بالتهريج وإضحاك الناس في الشوارع، أو خجله وهو يتعلم تأدية هذه العروض رفق حيوانات فيتاليس الأربعة: القرد الظريف جولي-كور، الكلاب الثلاثة كابي، زيربينو، دولشي. هذه الحيوانات هي الصديق الحقيقي الوحيد الذي يحظى به ريمي في حياته لفترة طويلة. ولن تنسى دروس الحياة القاسية التي يعلمه إياها السيد فيتاليس، كيف يعيش، كيف يكسب قوته، كيف يصبح رجلاً.
خلال هذه الرحلة الرائعة، تمر المجموعة بالكثير من الصعاب والمواقف المحزنة، وثق تماماً بأن الأنمي سيلمس قلبك كثيراً.
عمل على خلفيات الأنمي الرسام الرائع "أوجا كازو"، الذي شارك ديزاكي سابقاً في العمل على الجزء الثاني من أنمي أشيتا نو جو. إن الخلفيات والمناظر الطبيعية الموجودة في الأنمي هي عمل متفرد الروعة بحد ذاته، ولا زال يبدو جميلاً جداً حتى يومنا هذا، مع صبغة تبدو شبيهة بالألوان المائية التي تضفي طابع الأحلام على عالم المسلسل، بشكل مناسب لطبيعة شخصية ريمي وعمره، ونظرته إلى الحياة.
Nobody's Girl Remi
الاستوديو: Nippon Animation
سنة الإنتاج: 1996
عدد الحلقات: 26
الاقتباس الثاني للرواية من استوديو الروائع نيبون أنميشن، الذي قام بإعادة اقتباس القصة مجدداً عام 1996 وتحويلها إلى جزء من سلسلة World Masterpiece Theater الشهيرة، بإخراج الأستاذ الآخر "كوزو كوسوبا"، أحد المخرجين الذين وضعوا بصمة خالدة في أعمال الأنمي مع أعمال مثل "بوليانا" و "عهد الأصدقاء". ولذلك فأنا أرى بأن الحصول على اقتباسين بمستوى ممتاز لنفس العمل هو أمر رائع ونادر حقاً!
هناك فروق عديدة بين هذه النسخة من الأنمي ونسخة ديزاكي. يمكنني القول بأن نسخة ديزاكي بكل أمانة وصراحة هي النسخة الأفضل على الصعيد القصصي من حيث السرد الروائي الصلب والشخصيات العميقة متعددة الطبقات. حسناً هذا لا يعني أن نسخة "دروب ريمي" كما تمت ترجمته إلى العربية، لا تمتلك مزاياها الخاصة. تتميز هذه النسخة بشخصية ريمي نفسها الأكثر تفاؤلاً ومرحاً من ريمي الفتى، كما تتفوق على صعيد العمل الموسيقي الجبار الذي قام به الملحن الكبير "هاتّوري كاتسوهيسا"، الذي يمتلك شهرة واسعة في اليابان ويُعرف بعمله المميز على عدد كبير من الأعمال التلفزيونية والأفلام اليابانية أكثر مما هو معروف في قطاع الأنمي.
أعتقد أن مخرج الأنمي "كوزو كوسوبا" قد اختار أن يقوم بتحويل ريمي من فتى في القصة الأصلية إلى فتاة حتى يبتعد خصيصاً عن المقارنات مع العمل الجبار الذي قام به ديزاكي في النسخة الأصلية، والذي لم يكن من الممكن أبداً أن يصل إلى مستواه لو قام بتكرار عملية الاقتباس بحذافيرها. إن نسخة نيبون أكثر إشراقاً وتفاؤلاً من نسخة ديزاكي السوداوية وذلك بفضل شخصية ريمي المرحة والعطف الأبوي الكبير الذي تُجسده شخصية فيتاليس في هذه النسخة، التي تبدو واعية بكونها أنمي "شوجو" إن صح قول ذلك، أما في نسخة ديزاكي فإن معاناة وقسوة الحياة تظهر على ريمي في أغلب الحلقات، كما أن فيتاليس أكثر حزماً وصرامة ( وأكثر عمقاً بكثير، للأمانة ).
أنصح بمشاهدة كلا العملين! كلاهما ساحر بأسلوبه الخاص ولا يُمكن نسيانه، وأنصح برائعة ديزاكي أكثر لمن يبحث عن تجربة واقعية إنسانية بدرجة فريدة، فهي نسخة تتحدث عن كيفية مواجهة العوائق والصعاب في الحياة والتغلب عليها، كما أنها تجسد نظرة واقعية عميقة لجميع الشخصيات الرئيسية بلا استثناء. كما أنصح بالنسخة الحديثة أكثر لمن يُريد تجربة أقل سوداوية وأكثر بساطة ( مع أنها لا زالت قصة حزينة جداً، إلى درجة إسالة الدموع ).
هذا الموضوع ليس مخصصاً لأحد النسختين، بل لكلاهما معاً، وسأبدأ الحديث مع النسخة الأولى
Nobody's Boy Remi
إنتاج: TMS Entertainment
تاريخ العرض: 1977
عدد الحلقات: 51
قام بإخراج هذا الأنمي، المخرج القدير "أوسامو ديزاكي"، الذي يعرفه جمهور الأنمي جيداً من خلال عمله على مسلسلات تاريخية مثل جزيرة الكنز وليدي أوسكار. إن هذا الأنمي حتماً هو أحد الروائع الخالدة من فترة السبعينات، وأنا أرى أنه قد عمّر بشكل مدهش، وأنه لا زال يحتفظ بكامل روعته ورونقه حتى يومنا هذا. هناك إجماع شبه كلي من محبي القصة أن هذه النسخة من الأنمي هي الأفضل.
قصة أنمي ريمي هي حقاً قصة تراجيدية حزينة، وأعتقد أن أي مشاهد يحتوي قلباً نابضاً بين ضلوعه سيتأثر به كثيراً. تتحدث القصة عن الطفل ريمي الذي ينشأ في كنف والدته المحبة، إلى أن يعود والده جيروم باربرين يوماً ما على عكاز إثر حادثة ما. نظراً لظروفه الصعبة يكشف جيروم الحقيقة، ريمي في الأصل طفل لقيط وليس طفل الزوجين الحقيقي، وبهذا يقرر بيعه، فيقوم بشرائه رحالة عجوز قادم من إيطاليا اسمه فيتاليس... وبهذا يودع ريمي حياته الجميلة في القرية ليواجه الحقيقة كطفل شريد، دون حتى أن يحصل على فرصة لتوديع والدته اللطيفة...
من الآن فصاعداً ليس هناك يوم سهل في حياة ريمي، لن تنسى بكاء ريمي وهو يرتدي الملابس المزركشة المضحكة ليقوم بالتهريج وإضحاك الناس في الشوارع، أو خجله وهو يتعلم تأدية هذه العروض رفق حيوانات فيتاليس الأربعة: القرد الظريف جولي-كور، الكلاب الثلاثة كابي، زيربينو، دولشي. هذه الحيوانات هي الصديق الحقيقي الوحيد الذي يحظى به ريمي في حياته لفترة طويلة. ولن تنسى دروس الحياة القاسية التي يعلمه إياها السيد فيتاليس، كيف يعيش، كيف يكسب قوته، كيف يصبح رجلاً.
خلال هذه الرحلة الرائعة، تمر المجموعة بالكثير من الصعاب والمواقف المحزنة، وثق تماماً بأن الأنمي سيلمس قلبك كثيراً.
عمل على خلفيات الأنمي الرسام الرائع "أوجا كازو"، الذي شارك ديزاكي سابقاً في العمل على الجزء الثاني من أنمي أشيتا نو جو. إن الخلفيات والمناظر الطبيعية الموجودة في الأنمي هي عمل متفرد الروعة بحد ذاته، ولا زال يبدو جميلاً جداً حتى يومنا هذا، مع صبغة تبدو شبيهة بالألوان المائية التي تضفي طابع الأحلام على عالم المسلسل، بشكل مناسب لطبيعة شخصية ريمي وعمره، ونظرته إلى الحياة.
Nobody's Girl Remi
الاستوديو: Nippon Animation
سنة الإنتاج: 1996
عدد الحلقات: 26
الاقتباس الثاني للرواية من استوديو الروائع نيبون أنميشن، الذي قام بإعادة اقتباس القصة مجدداً عام 1996 وتحويلها إلى جزء من سلسلة World Masterpiece Theater الشهيرة، بإخراج الأستاذ الآخر "كوزو كوسوبا"، أحد المخرجين الذين وضعوا بصمة خالدة في أعمال الأنمي مع أعمال مثل "بوليانا" و "عهد الأصدقاء". ولذلك فأنا أرى بأن الحصول على اقتباسين بمستوى ممتاز لنفس العمل هو أمر رائع ونادر حقاً!
هناك فروق عديدة بين هذه النسخة من الأنمي ونسخة ديزاكي. يمكنني القول بأن نسخة ديزاكي بكل أمانة وصراحة هي النسخة الأفضل على الصعيد القصصي من حيث السرد الروائي الصلب والشخصيات العميقة متعددة الطبقات. حسناً هذا لا يعني أن نسخة "دروب ريمي" كما تمت ترجمته إلى العربية، لا تمتلك مزاياها الخاصة. تتميز هذه النسخة بشخصية ريمي نفسها الأكثر تفاؤلاً ومرحاً من ريمي الفتى، كما تتفوق على صعيد العمل الموسيقي الجبار الذي قام به الملحن الكبير "هاتّوري كاتسوهيسا"، الذي يمتلك شهرة واسعة في اليابان ويُعرف بعمله المميز على عدد كبير من الأعمال التلفزيونية والأفلام اليابانية أكثر مما هو معروف في قطاع الأنمي.
أعتقد أن مخرج الأنمي "كوزو كوسوبا" قد اختار أن يقوم بتحويل ريمي من فتى في القصة الأصلية إلى فتاة حتى يبتعد خصيصاً عن المقارنات مع العمل الجبار الذي قام به ديزاكي في النسخة الأصلية، والذي لم يكن من الممكن أبداً أن يصل إلى مستواه لو قام بتكرار عملية الاقتباس بحذافيرها. إن نسخة نيبون أكثر إشراقاً وتفاؤلاً من نسخة ديزاكي السوداوية وذلك بفضل شخصية ريمي المرحة والعطف الأبوي الكبير الذي تُجسده شخصية فيتاليس في هذه النسخة، التي تبدو واعية بكونها أنمي "شوجو" إن صح قول ذلك، أما في نسخة ديزاكي فإن معاناة وقسوة الحياة تظهر على ريمي في أغلب الحلقات، كما أن فيتاليس أكثر حزماً وصرامة ( وأكثر عمقاً بكثير، للأمانة ).
أنصح بمشاهدة كلا العملين! كلاهما ساحر بأسلوبه الخاص ولا يُمكن نسيانه، وأنصح برائعة ديزاكي أكثر لمن يبحث عن تجربة واقعية إنسانية بدرجة فريدة، فهي نسخة تتحدث عن كيفية مواجهة العوائق والصعاب في الحياة والتغلب عليها، كما أنها تجسد نظرة واقعية عميقة لجميع الشخصيات الرئيسية بلا استثناء. كما أنصح بالنسخة الحديثة أكثر لمن يُريد تجربة أقل سوداوية وأكثر بساطة ( مع أنها لا زالت قصة حزينة جداً، إلى درجة إسالة الدموع ).