لا حاجة للتعريف بسلسلةٍ تعتبر واحدة من أفضل ألعاب الـ RPG على الإطلاق، انها Dragon Quest ، فمنذ بداية إصداراتها على جهاز الـ Famicom عام 1986 والسلسلة تحقق نجاحات دفعت Square Enix ( بعد الاتحاد بين سكوير سوفت و إينكس ) لإعادة إصدار العديد من أجزائها والتي ابتدأتها بثلاثية Zenithia، والتي تضم هذا الجزء بالإضافة إلى الجزئين الرابع والسادس . صدر الجزء الخامس من السلسلة للمرة الأولى على جهاز الـ Super Famicom عام 1992 ولم يصدر خارج اليابان ثم أعيد أصداره على الـ PlayStation 2 عام 2004 محققا نجاحات كاسحة. وأخيراً هذه الإصدارة التي ستتيح للكثيرين ممن فاتتهم التجربة فرصة لخوضها على جهاز ننتندو DS .

تدور أحداث اللعبة حول حياة الشخصية الرئيسية حيث تتبع مراحل حياته منذ طفولته و تنقله مع والده، حتى شبابه وزواجه واحدة من ثلاث شخصيات فرعية تقابلها في بداية اللعبة، وإنجابه لأطفاله، يمكن اعتبار قصة هذه اللعبة إحدى أفضل القصص الموجودة على الـ DS لما تحويه من أحداث فرعية كثيرة توصل جميعها في نهاية الأمر إلى غرض رئيسي هو هزيمة الشرير الذي يحاول السيطرة على العالم، ولن يظهر هذا الأمر حتى وقت من اللعب في فصول اللعبة الأولى، قد تشعر في بداية اللعبة بنوع من الملل نظراً لكون الأحداث بعيدة عن الأحداث المشوقة في القصة الرئيسية، حيث ستكون الفصول الأولى فصولاً يظهر فيه البطل قدراته ليثبت لوالده أنه لم يعد طفلاً ولن تشعر أنك ستتمسك باللعبة إن لم تصبر قليلاً حتى انتهاء هذه الفصول القصيرة لتبدأ أهم المقاطع في اللعبة بعد ذلك.

ستلتقي في اللعبة بالعديد من الشخصيات التي سينضم بعضها في أوقات لاحقة إلى مجموعة الشخصيات الخاصة بك، وسيفترق بعضهم عنك بعد إنجاز الفصول المتعلقة بهم ، حيث ستتعرف على معظم هذه الشخصيات في مرحلة طفولة البطل ، لا تركز اللعبة سوى على قصة الشخصية الرئيسية دوناً عن باقي الشخصيات والتي قد يلاحظ من يهتم بقصة اللعبة اهمالاً في بعض التفاصيل، الأمر الذي قد يعتبر عيباً في اللعبة مقارنة بالجزء الرابع الذي شاهدنا فيه تفصيلاً أكبر لقصص الشخصيات الفرعية، تحتوي اللعبة أيضاً وكما في نسخة الـDS من الجزء الرابع على فصل إضافي للقصة بعد إنهاء اللعبة، كأحد الإضافات على نسخة السوبر ننتندو الأصلية من اللعبة.

لم تختلف اللعبة في أسلوبها عما نراه في أجزاء Dragon Quest الرئيسية من تجوال في خريطة تمثل خريطة العالم الرئيسية التي تربط بين عدة قرى، حيث سيتوجب عليك أن تقوم بمهمة معينة في كل منها، سيقابلك بالطبع بعض الألغاز والمتاهات والتي قد تحتاج منك بعض التفكير لاجتيازها بغرض الوصول إلى المنطقة التالية ، خلال سيرك في الخريطة الرئيسية أو داخل الكهوف ستقابل الكثير من الوحوش يصل عددها إلى 200 نوع مختلف بحسب المنطقة عشوائياً ومما يميز هذه اللعبة هو قدرتك على أن تضم 67 نوعاً متدرج القوة منها إلى مجموعتك بشكل تلقائي يعتمد على الحظ بالدرجة الأكبر ، حيث أن لكل نوع منها فرصة للانضمام إليك تختلف عما يوجد لدى باقي الأنواع ، يعيب الوحوش في اللعبة التكرار الحاصل في أشكال الكثير منها والاكتفاء بتغيير ألوانها بدون تقديم أي تغييرات في شكلها الخارجي. أسلوب القتال هو أيضاً لم يتعرض لتغيير كبير عن ما هو معتاد في السلسلة عدا ظهور شخصياتك وحالتها في الشاشة العليا للجهاز، وظهور أعدائك وتأثيرات القتال في الشاشة السفلى ، قدرات الشخصيات تزداد بعد المباراة كما هي ألعاب تمثيل الأدوار المعتادة، لكن الأمر المميز هو عدم محدودية عدد الأسحار التي تتعلمها كل شخصية .

ستقضي الكثير من الساعات في هذه الإصدارة في لعب العديد من الألعاب المصغرة الموجودة في الـ  Online Casino ، حيث ستتمكن من الحصول على بعض الأدوات النادرة و التي لن تستطيع إيجاد بعضها خارجه ، لسوء الحظ فلا تعتمد أي من هذه الألعاب على شاشة اللمس حالها حال باقي جزئيات اللعب التي تستخدم أزرار الـ D-Pad مع باقي أزرار الـ DS بشكل رئيسي، ولن تعتمد على شاشة اللمس سوى في لعبة مصغرة واحدة تجدها في إحدى مدن اللعبة، ستستخدم أزرار الكتف في اللعبة بغرض تعديل زوايا الكاميرا والتي تستطيع أن تغيرها دائرياً حول الشخصية لتحصل على أكبر مجال رؤية ممكن لما حولك عبر الشاشتين، باستثناء بعض المناطق كالكهوف وخريطة العالم ذات التصوير الثابت.

يعيب الكثير من اللاعبين على اللعبة تدني مستوى رسوم شخصياتها بالرغم من بيئاتها المتقنة بشكل ممتاز ولكنني أعتقد أن محافظة اللعبة على طابعها الكلاسيكي كونها لعبة معادة الإصدار أفضل من أن تعيد الشركة ارتكاب الخطأ الذي فعلته في نسخة الـ PlayStation 2 بجعل اللعبة ثلاثية الأبعاد بشكل كامل ، تتميز شاشة المعركة ببساطتها واعتمادها على Sprites ( طريقة رسم الشخصيات ثنائية الأبعاد ) متقنة مع خلفيات تتغير باختلاف المنطقة والوقت، حيث تتميز اللعبة بوجود ميزة تعاقب الليل والنهار ، تأثيرات القتال كذلك تميزت بتنوعها وملاءمتها مع بساطة شاشة المعركة ، رغم كل التحديثات التي طرأت على رسوميات اللعبة إلا أننا نرى قوائم الاختيارات السيئة ذاتها والتي كانت واحدة من أهم عيوب الجزء الرابع على الـDS رغم بساطتها وعدم وجود أي صعوبة في استخدامها .

موسيقى اللعبة جيدة بشكل عام فجميع ألحان اللعبة ألحان محسنة من ألحان اللعبة الأصلية إلا أنها لا تصل إلى مستوى موسيقى نسخة الـ PlayStation 2 المذهلة ، أزعجتني بعض المقاطع الصوتية في اللعبة كالمقطع الذي يظهر في بداية المعارك والذي دفعني إلى أن أغلق صوت الجهاز في بعض المناطق!

أن تكون اللعبة إعادة إصدار للعبة تعتبر إحدى العلامات الفارقة في ألعاب تمثيل الأدوار لا يعني أن تكون أقل منها في المستوى ، تقدم درجاون كويست5 للاعبين تجربة فريدة تستحق كل ما دفعته من أجلها فقد تحتاج إلى ما يزيد عن الـ 90 ساعة تقضيها في لعب الألعاب المصغرة وجمع قائمة الوحوش الكبير التي تضمها اللعبة وتقويتها، أي شخص يعتبر نفسه واحدا من محبي ألعاب الـRPG يجب أن لا يفوت هذه اللعبة، و عليه انتظار الإصدارتين القادمتين منها على الجهاز أيضا ( السادس و التاسع ) في أوقات لاحقة .

كتابة عضو منتديات ترو جيمنج / Silent Shadow