واحدة من أوائل الألعاب التي تم الكشف عنها للننتندو وي هي لعبة فاينل فانتسي كريستل كرونكلز, السلسلة الفرعية الشهيرة على أجهزة ننتندو من سكوير اينكس لطالما وضعت مبدأ اللعب الجماعي كخيار أساسي لها ورغم الكشف المبكر عن اللعبة ولكن يبدو أن الأمور لم تسير كما تشتهي سكوير وننتندو ومحبو فاينل فانتسي حيث تأخرت اللعبة كثيرا وتأجلت كثيرا حتى نكتشف أن العرض الذي تم تقديمه للعبة للمرة الأولى مع الوي لم يكن سوى عرض من الأجزاء القديمه ولا علاقة له باللعبة الجديدة التي تم الكشف عنها بعد ذلك بشكل رسمي وتحديد أسم ذا كريستل بارير لها وتغيير نظام اللعب بالكامل لتصبح اللعبة بطور اللاعب الواحد فقط مع التركيز على القصة والاحداث.

إذا السؤال هنا هل إستطاعت سكوير أن تقدم لعبة جيده بنظام تحكم الوي المختلف؟ هنا نقدم لكم مراجعة اللعبة لمعرفة مالها وماعليها وهل إستحقت اللعبة كل هذا الإنتظار.

لعبة ادفنشر وليست RPG!

أرتبط أسم فاينل فانتسي بنوعية العاب الار بي جي على مدار تاريخ السلسلة بمختلف أنواعه, شاهدنا العاب من نوع تبادل الأدوار والاكشن والتاكتكس ولعبة ذا كريستل بارير إبتعدت بشكل كبير عن جميع هذة الأشكال وقد أبالغ أن قلت انها إبتعدت عن العاب الار بي جي ككل ليتم تصنيف اللعبه كلعبة ادفنشر هنا.

تتحكم من خلال اللعبة بشخصية “ليل”, الأنالوج يستخدم لتحريك الشخصية والموشن يستخدم لتحديد الشئ الذي تريد مسكه ويأتي زر الـB لتنفيذ الأمر, التحكم باللعبة لن تواجه معه الكثير من المشاكل إلا مع تحديد بعض الأشياء الصغيرة التي ترغب بمسكها عبر الموشن ولكن المشكلة ليست بالتحكم بقدر ماهي مشكلة الكاميرا, لا أدري كيف إختارت سكوير أو بجملة أخرى فريق التطوير للعبة نظام الكاميرا فيها, عليك باللعبة بتعديل الكاميرا بشكل دائم بالديباد وأيضا يستخدم زر الـC لإعادة الكاميرا خلف الشخصية, للأسف في أغلب الأحيان ستجد نفسك تعاني مع الكاميرا وخصوصا عند القتال أن واجهت أكثر من عدو بنفس الوقت أو كان القتال مع رئيس عملاق يتطلب ضربه بمنطقة عالية من جسده حيث سيتوجب عليك أن تقف بمسافة قريبة منه وتحريك الكاميرا يدويا حتى تستطيع النظر إلى المكان المطلوب منك إصابته وهذا الشئ يعرضك للضرب وهجوم الأعداء عليك بينما تحاول تعديل الكاميرا.

لنتحدث عن اللعبة ككل وكيف نظام التقدم فيها, حسنا يمكن وصف لعبة ذا كريستل بارير بلعبة (ادفنشر ميني جيمز) بشكل ما! إذا أردت وصف اللعبة بشكل عام فهو على النحو التالي (ميني جيم,كت سين,استكشاف,ميني جيم وهكذا تستمر الدائرة), نعم رغم كون ذا كريستل بارير لعبة من المفترض انها تصنف كلعبة ار بي جي ولكن للأسف أن وضعت هذا التخيل بعقلك قبل أن تشتري اللعبة فاعلم تماما أنك ستصاب بخيبة أمل كبيرة, ذا كاريستل بارير هي لعبة ادفنشر للمبتدئين او الكاجولز بشكل أكبر حيث تحرك شخصيتك للوصول من مكان لآخر وتلعب ميني جيمز بغض النظر عن نوعها (الركوب على الامواج او القفز على المنصات أو قتال الفتيات فوق الماء حتى تسقط واحده منهم!) وهكذا تستمر اللعبة حيث يقتصر دور الإستكشاف باللعبة لمحاولة الوصول إلى المنطقة الجديدة التي ستلعب فيها الميني جيم القادم أو تشاهد فيه الكت سين القادم.

وهنا يأتي دور وصف اللعبة بلعبة للمبتدئين يحث يظهر جليا أن سكوير إستهدفت أكبر شريحة من مالكي الوي باللعبة ولكن للأسف نست تماما أن اللعبة تحمل أسم فاينل فانتسي المحبب لدى عشاق الفيديو جيمز بشكل أكبر, الشئ الذي ضايقني كثيرا باللعبة هو أنني أنهيتها ولمن أقم بالقتال فيها سوى 5 مرات!! تخيلوا لعبة فاينل فانتسي تنهيها فقط بخمس قتالات من البداية للنهاية! نعم هذا هو الحال مع لعبة ذا كريستل بارير حيث تجد أن القتال باللعبة ليس إجباريا سوى مع الزعماء فقط وبوسط اللعبة رغم وجود الكثير من المخلوقات التي تستطيع محاربتها ولكن بإمكانك فقط الإبتعاد عنها للتقدم إلى المنطقة التي تليها حيث يقتصر دور هزيمة الإعداء للحصول على قوة إضافية أو تطوير معدل الطاقة لشخصيتك كما هو الحال مع سلسلة زيلدا ونظام تطوير قوة الشخصية عبر الحصول على قلوب إضافية.

لنتحدث عن أسلوب القتال باللعبة, حسنا تتحكم بشخصيتك هنا بشكل عادي وبتحريك الريموت تختار العدو أو أي شئ بالبيئة المحيطه لك لتمسكه عبر شخصيتك وبعد ذلك تستطيع إستخدامه كسلاح ضد عدوك أو حتى مثلا كشئ يلفت نظر عدوك ويبعده عنك (ترمي العظام للكلاب مثلا), وأيضا بإمكانك أن تستفيد من البيئة المحيطة لتقوية سلاحك فبدلا من ضرب أحد الأعداء الذي يمثل شجرة الصبار بإمكانك أن ترمي عليه المياه فيكبر حجمه ويصبح سلاحا أكثر فعالية عند إستخدامه وتتنوع المواجهات مع الزعماء باللعبه بطرق مختلفه يعتمد البعض منه على أسلوب القتال العادي باللعبه والبعض الأخر على خيارات أخرى ستتعرف عليها من خلال اللعبة.

نأتي للمشكلة الثانية التي واجهتني مع اللعبة وهي الضياع مع الخريطة! أتحدث هنا عن عالم اللعبة الذي لم يتم ربطه بالشكل الجيد وللاسف لم يساعد ذلك عدم إستغلال مساحات اللعبة الكبيرة بشكل جيد حيث بإمكانك أن تنهي اللعبة دون العبور على أجزاء من خريطة اللعبة لتكتشف انها فقط لمن يريد الحصول على كل شئ باللعبة رغم كبر مساحتها!

ونشير أيضا أنني أنهيت اللعبة دون الحاجة لتطوير شخصيتي! لا تأخذ لعبة ذا كريستل بارير أسلوب تطوير مستوى الشخصية مع القتال كما تفعل الاجزاء الرئيسية (Level Up) بل تعتمد على شرائك للأدوات الجديدة للشخصية حتى يتطور مستواها ولم أقم بفعل ذلك عبر اللعبة كلها حتى انهيتها لأضع مئة علامة إستفهام حول تواجد المتاجر لبيع الادوات الجديدة وطلبهم الدائم لي لتجميع الأدوات حتى يقوموا بصناعة إضافات جديدة لي طالما ليس لها قيمة كبيرة باللعبة!

قصة مسلية ولكنها قصيرة (جدا)

واحدة من الأشياء التي أستمتعت بها بلعبة ذا كريستل بارير هي القصة والتي تستعرضها اللعبة كثيرا بمقاطع الكت سينز بمحرك اللعبة, بالتأكيد لا أتحدث هنا عن قصة عميقة بحجم قصص العاب فاينل فانتسي الرئيسية ولكن تقدم ذا كريستل بارير نفسهل بقصة مسلية فكرتها الأساسية أو فصولها الأساسية تعتمد على شخصية “ليل” وهو شاب يملك قوى خارقة أسمها ذا كريستل بارير بأمكانه عن طريقها حمل الأشياء وإستخدامها لحاجته, تبدأ القصة عندما يقوم مخلوق من عشيرة “اليوكس” التي من المفترض انها انقرضت منذ سنوات بمهاجمة سفينة تحمل بداخلها وزير عالم اللعبة “جبرون”, ومن هنا تبدأ قصة ليل باللحاق بمخلوق اليوكس لمعرفة حقيقية هذا العالم وحقيقية الكريستالات والعشائر الأربعة التي حكمت العالم وكيف أختفت عشيرة اليوكس ولماذا؟ ونتعرف من خلال اللعبة على عدد من الشخصيات الجميلة منها القراصنة وسيد الذي نشاهده بكل العاب فاينل فانتسي وأميرة العالم وغيرها من الشخصيات.

من الأشياء التي ستلاحظها باللعبة هي رغم تواجد الكثير من المخلوقات بمدن اللعبة وعالمها ولكن القليل منهم فقط الذين سيقدمون أي إضافة باللعبة بل على عكس معظم سكان عالم اللعبة لايتحدثون أصلا ويقتصر دورهم على التواجد بالمناطق حتى يقوم ليل بحملهم ورميهم للضحك فقط! ومن هنا يأتي دور تصنيف اللعبة كلعبة ادفنشر حيث لايوجد تفاعل مع شخصيات بيئة اللعبة بالكامل سوى عدد محدود منهم لمن يقدم الإضافة بالقصة فقط.

رغم إشادتي بقصة اللعبة من حيث الطرح ولكن نأتي للمشكلة الاكبر باللعبة, لقد انهيت اللعبة بالمحاولة الأولى في 8 ساعات ونصف!! تخيلوا لعبة فاينل فانتسي تنهيها بأقل من 9 ساعات قضيت على الأقل ساعتين منها أبحث عن الطريق الصحيح وكان بالإمكان إنهاء اللعبة بفترة أقل بكثير مما فعلته! أدرك تماما أنني أهملت أشياء كثيرة والعديد من المهمات الجانبية وغيرها ولكن اللعبة قصيرة جدا كقصة رئيسية وستحتاج لأكثر من 15 ساعة لإنهاء كل شئ فيها.

موسيقى متوسطة وجرافيكس جميل وخيارات إضافية قليلة

بعيدا عن اللحن الرئيسي للعبة ستستمع لبعض الألحان الجيدة بعموم اللعبة ولكن الغالبية العظمى من الألحان للأسف تعتبر بمعدل أقل بكثير من معايير العاب فاينل فانتسي المعتاده بل وستجد أن البعض منها مزعجا (مثل اللحن الذي يظهر عند قتالك للأعداء) وإن أردنا الحديث عن التمثيل الصوتي فهو جيد إجمالا ويعطي للشخصيات تناسقا بين الأداء الصوتي وشخصية هذة الشخصية أو نستطيع القول أسلوبها بالحياة.

الحديث عن الجرافيكس بالتأكيد سيكون واحد من النقاط الإيجابية باللعبة, تصاميم الشخصيات مفعمة بالحياة هنا وتختلف كثيرا عما نشاهده بأجزاء سلسلة فاينل فانتسي بالعادة, الموديلز للشخصيات والتكستشرز ممتازة (بقدرات الوي طبعا) وعالم اللعبة كبير جدا وستحصل على الكثير من المشاهد الجميلة بخاصية التصوير باللعبة, قد تكون المشكلة الوحيدة الملاحظة هي غياب الانتي انليزنق أو كما تعرف بـAA وهي خاصية تعديل الحواف من التكسر حيث نلاحظ الحواف بشكل مكسر بأغلب أوقات اللعبة عند تشغيلها على شاشة HD وأيضا ستلحظ بعض الهبوط بمعدل الإطارات باللعبة عند قتالك مع أحد الزعماء العمالقة أو مع كثرة الأحداث التي ستراها بالشاشة بوقت واحد.

ماذا تقدم اللعبة لك بعد الإنهاء, حسنا بإمكانك العودة لمحاولة الحصول على كل الأدوات وكذلك الدخول بسباقات الشكوبو (ميني جيم) وهنالك أيضا خيار التصوير باللعبة الذي يسمح لك بإلتقاط صور بأي وقت داخل اللعبة وهنالك ميني جيم أيضا خاص به لتصوير مجموعة من الأشباح عبر اللعبة.

للأسف لايوجد خيارات تستحق أن نقول بأنها إضافة باللعبة وبمجرد إنهائك للقصة الرئيسية سيكون خيارك الوحيد أن تعيد اللعبة وخصوصا في ظل قصرها وسهولتها (حتى أن خسرت باللعبة بإمكانك أن تعود من نفس المكان الذي خسرت فيه وأن كان قتالا مع أحد الزعماء وهزمك سترجع للعبة بكامل قوتك وستجد أن الزعيم متأثرا بنقص قوته من محاولتك السابق لهزيمته).

فاينل فانتسي كريستل كرونكلز ذا كريستل بارير (لا أدري كيف سيجدون أسما اطول من هذا بالجزء القادم) لعبة قدمت بعض الأفكار والنواحي الجيدة ولكن المنتج الكامل لايستحق أبدا أن يحمل أسم فاينل فانتسي عليه, عمر اللعبة القصير واللعب الغير مسلي لايشفعون للجرافيكس الجميل والقصة الجيدة لشراء اللعبة.

شارك هذا المقال
Final Fantasy Crystal Chronicles: The Crystal Bearers
جرافيكس جميل وشخصيات مثيرة للإهتمام
الكاميرا وخيارات اللعب والعمر القصير جدا للعبة
ليست أفضل بداية لسلسلة فاينل فانتسي مع الوي, الفريق حاول تقديم لعبة لجماهير الجهاز ولكنه فشل بتقديم منتج لأي شريحة كانت سواءا للهاردكور قيمرز أو حتى للاعبين الجدد, لا أنكر أنني قضيت بعض الأوقات الممتعة مع اللعبة وخصوصا مع الشخصيات ولكن بعيدا عن ذلك أتمنى منتج أفضل من سكوير اينكس بالمرة القادمة.
تاريخ النشر: 2009-09-01
طورت بواسطة: Square Enix
الناشر: Square Enix