نطرح عليكم هذا الأسبوع نقاشاً نعتقد أنه سيكون جذاباً للقراء الأعزاء و لاستعراض وجهات النظر المختلفة التي تتعلق به، و هو نقاشٌ يرتبط بالسؤال التالي: ما هو العامل الأكثر أهمية في ألعاب الفيديو من منظورك الشخصي، القصة أم طريقة اللعب؟

قبل أن نُجيب على هذا السؤال دعونا نعود إلى الوراء، نستطيع أن نقول بأن ألعاب الفيديو قد بدأت بصورة ترتكز على طريقة اللعب أكثر من القصة في أواخر السبعينات و خلال الثمانينات، و ذلك على الرغم من أن القصة في عالم الألعاب موجودة حتى في ذلك الزمان من خلال ألعاب المغامرة القصصية مثل The Portopia Serial Murder Case من يوجي هوري الأب الروحي لسلسلة دراغون كويست، و هي لعبة ثورية في ذلك الوقت و حتى أنها من الألعاب المفضلة للمصمم الشهير Hideo Kojima.

نعم هذا صحيح لكن قدرات الأجهزة المحدودة جداً لم تكن تساعد على إظهار القصة في الألعاب، الرسوم لم تكن متطورة بما فيه الكفاية لتصوير الشخصيات و انفعالاتها، و حتى أن الحجم المحدود للذاكرة الخاصة بالأشرطة كان يعني محدودية حجم النصوص في اللعبة الواحدة! هل تتصور ذلك عزيزي القارىء؟ نعم حتى حجم النصوص كان عائقاً، و مع ذلك لم تتوقف الألعاب القصصية عن الصدور و منها ألعاب طورها هيدو كوجيما في اليابان مثل Policenauts و كذلك ألعاب أشّر و اضغط في العالم الغربي.

الأمور بدأت تتغير قليلاً في جيل السوبر ننتندو و بدأت ألعاب مثل Final Fantasy و Fire Emblem تقدم حكايا متشعبة ذات أبعاد عديدة و شخصيات تعلق بها اللاعبون و كان واضحاً أن القادم أجمل، عالم ألعاب الفيديو تغيّر إلى الأبعاد عندما صدرت ألعاب Final Fantasy VII على البلايستيشن الأول و لعبة Metal Gear Solid، هذه ألعاب قفزت بالصناعة على صعيد الإنتاج السينمائي إلى مستويات غير مسبوقة، هذه ألعاب أثبتت أن صناعة ألعاب الفيديو لا تخشى أحداً، و قادرة على صنع أساطيرها. أما على صعيد العالم الغربي فقد بدأ فريق التطوير Bioware في النصف الثاني من التسعينات و ما بعد ببناء ألعاب تقمص أدوار غربية مع مستويات متألقة من السرد القصصي و المستوى الكتابي الروائي.

منذ ذلك الحين أصبح لدينا نوع من الانقسام في تصميم الألعاب، و أصبحنا نحصل على ألعاب تدعم مدرسة السرد القصصي و الإنتاج السينمائي،مثل العديد من ألعاب Square Soft “سابقاً” و بعض ألعاب سوني للتسلية التفاعلية و ألعاب تقمص الأدوار الغربية كـThe Witcher 3، بالإضافة إلى وجود مدارس أخرى ترتكز على إعطاء الأولوية المطلقة لطريقة اللعب و تهميش القصة مثل ألعاب شركة Nintendo اليابانية و ألعاب فريق التطوير Team Ninja كـNinja Gaiden و Nioh، و حتى ألعاب حاولت الوصول إلى توازن مثالي بين الاثنين.

طريقة اللعب تطورت كثيراً في عالم الألعاب و أكثر من أي وقت مضى: تصميم الكاميرا، التحكم، المراحل، الأفكار و ميكانيكيات اللعب… أصبح من النادر الحصول على لعبة هامة “مكسورة” كما كان الحال في الماضي، و كذلك تطور السرد القصصي و السينمائي بدرجة مخيفة مع استخدام مشاهير الممثلين من هوليوود و أحدث تقنيات التقاط الحركة و ما إلى ذلك… بين هذا التوجه و ذاك، ما الذي تفضله عزيزي القارىء؟

حسناً، طريقة اللعب هي اختياري الشخصي و معياري الأول في تقييم الألعاب، اللعبة التي تحمل طريقة لعب ممتازة و قصة سيئة هي لعبة ممتازة رغم كل شيء، لكن اللعبة التي تحمل قصة ممتازة و طريقة لعب سيئة… هي لعبة سيئة في نهاية المطاف. نحن من أكبر عشاق القصص و الحكايا و الروايات إلا أننا إن سلمنا بحقيقة كون ألعاب الفيديو شكل من أشكال الفنون… فإن فن تصميم الألعاب و طريقة اللعب فيها، هي ما يُميز هذه الصناعة عن غيرها من الصناعات الفنية الترفيهية، هي الميزة التي لا يمكن الحصول عليها إلا من لعبة فيديو فقط. ماذا عنكم؟ شاركونا تفضيلاتكم من خلال التعليقات!

شارك هذا المقال