اللعبة الشهيرة درايفر تعود مجددا بروح قوية و تغيرات و إضافات حصلت عليها في جزئها الجديد الذي تدور احداثه في مدينة سان فرانسيسكو. أعلن عن اللعبة للمره الأولى في معرض E3 السنة الماضية، و أثار عرضها “الجنوني” حماسي و حماس محبين درايفر القدامى. بالطبع بعد مشاهدة العرض قد يتسائل البعض هل ستبقى درايفر كما نعرفها أم ستتغير؟ حسنا كافة المعلومات ستجدونها في مراجعة Driver: San Francisco التالية.

القصة و التقديم
قصة اللعبة تأخذ المنحنى الكلاسيكي و مشابهة لبعض القصص البوليسية التي تجد بها نفسك تطارد أحد السجناء الهاربين و تحاول بشتى الطرق القبض عليه، تستكمل اللعبة نهاية أحداث الجزء الثالث من السلسلة عند نقل السجين و القاتل Jericho من سجن مدينة إسطنبول الى سجن سان فرانسيسكو و أثناء إجراء هذه العملية إستطاع Jericho الفرار من الشرطة و أثار ضجة إعلامية وصل صداها الى John Tanner. جون هو المحقق المتخفي الذي كان يعمل جاهدا في السابق لإلقاء القبض على Jericho، أثناء هروب Jericho من الشرطة ستبدأ مهمتك باللحاق به و محاولة أسره مرة أخرى، لكن أثناء مطاردة جرت بين الشخصيتين وقع John Tanner في حادث سير مرعب، كيف يستطيع شخص قيادة سيارة إسعاف و هو مغمى عليه بداخلها؟ و ما هي القوة التي إكتسبها John بعد الحادث؟ و كيف يستطيع Jericho الظهور في أماكن متعددة؟ الكثير من الأحداث المشوقة في اللعبة بإنتظارك لتجربتها.

درايفر كانت و مازالت لعبة سباقات أكثر من كونها لعبة أكشنية، لكنها إستطاعت من دمج عناصر كثيرة لنظام اللعب مما جعله ممتع و مليء بالمفاجئات. سأتحدث كبداية عن مظهر اللعبة ككل، الأمر الذي يستحق الذكر هو رسم الشخصيات الذي أجده واحد من مميزات اللعبة بلا شك! الكثير و الكثير من تفاصيل الوجه المتقنة كالتجاعيد و الجروح و تدرجات للون البشرة الممتازة، لكن الأمر المزعج بحق هو تفاوت رسوم اللعبة عند بداية أحد العروض، ستسمتع بالمحادثة وستعجب بمظهر الشخصيات لكن عندما يبدأ العرض بتقديم المدينة أو السيارة من الخارج ستتعجب بأن الرسوم إختلفت إختلاف كامل، لم يتقن الفريق المطور رسم البيئة أو المنطقة المحيطة بك بتاتا و ستشعر بأنها تتفاوت مرة بعد أخرى. صوتيات اللعبة بشكل عام ممتازة و إذا أردت التعمق قليلا سأمدح التمثيل الصوتي المبهر، مع رسم شخصيات عالي الجودة و تمثيل صوتي لا يقل إمتيازا عن الرسوم كل ما عليك فعله هو الوقوف وإعطاء طاقم التمثيل الصوتي تحية، أصوات السيارات و ضوضاء المحرك ممتازة مع تواجد عدد مهول من السيارات فكل سيارة تملك صوت محركها الخاص و تختلف طريقة القيادة أيضا، عندما تبني لعبة مماثلة لدرايفر أو بالأحرى لعبة ساندبوكس يجب عليك التفكير بالمدينة المناسبة و تصميمها لتكون مفتوحة و ذات مساحة كبيرة تمكن اللاعب بالتجول بها و الذهاب لمناطق مختلفة. حسنا مدينة سان فرانسيسكو في اللعبة فاقت توقعاتي، لم أشتكي من ضيق مساحتها أبدا بل إستمتعت بإتساعها، ستجد الكثير من الطرق السريعة التي ستجد نفسك من خلالها تطبق ما تشاهده في أفلام السرعة و الغضب و الكثير من الشوارع الضيقة و الفرعية التي ستساعدك بإختصار طريقك.

نظام اللعب و التحدي
لا توجد مستويات صعوبة للعبة، كل ماعليك فعله هو التنقل بحرية في المدينة أو الذهاب للمهمات، و هذا الشيء يعتبر سلبي لمحبي التحدي و اللعب بمستويات صعبة. بعد إنهائي لطور القصة وبعض مهمات التحدي أجدها لا تقدم تحدي كافي للاعبين المحترفين. بما أنني ذكرت المهمات سأتحدث عنها بعمق قليلا، فور إنتهاء عرض تقديم اللعبة أو العرض البدائي ستبدأ الأحداث الفعلية و تبدأ القصة بالتطور، و كلما إشتدت القصة عمقا كلما زادت المهمات و زادت أهميتها. عند إنتهائك من المهمة الأولى التي ذهبت إليها تلقائيا ستبدأ وقتها بالذهاب للمهام بالطريقة التي تريحك، الإنتقال بين المهمات بسيط كل ماعليك فعله هو تحديد المهمة على الخارطة و الذهاب إليها أو عبر قدرة الشخصية التي سأتحدث عنها لاحقا، في كل فصل من اللعبة توجد عدد من المهمات من ضمنها المهمة التي تستكمل أحداث القصة لكن لا تستطيع لعبها فورا كل ماعليك فعلة هو إتمام عدد من المهمات التي ستتيح لك المهمة الرئيسية في الفصل و ستسكمل بعدها أحداث القصة، بعض المهمات الجانبية ستكون تابعة للقصة بعد إنتهائك منها ستفيدك أحداثها بمعلومات و هذا ما أجده أمر رائع أن تملك مهام جانبية تابعة للقصة الرئيسية و ليست مهمات باردة و بدون أحداث حماسية، توجد الكثير من السباقات الجانبية أو المهام التي سترهن بها مالك و إذا ربحت أم خسرت لا تقلق هنالك العديد و العديد من المهام و التحديات الأخرى.

مع وجود مدينة ضخمة مثل سان فرانسيسكو من المفترض وجود عدد كبير من السيارات القابلة للعب، حسنا لقد أعجبت جدا بتجربة جميع السيارات بحقوقها الأصلية و شكلها الواقعي و هذا ما زاد حبي لتنقل بينهم و لعب المهمات بحرية كبيرة. بعد فشل فكرة خروج اللاعب من السيارة في الجزء الثالث من السلسلة أراد المطور إبتكار شيء جديد يمكّن اللاعب من التنقل بين السيارات بشكل سريع و سلس، بالطبع المطور إستطاع الحصول على فكرة رائعة مع تطبيق ممتاز مما أدى جعل هذه الفكرة هي أساس اللعبة، السؤال هو ماهي الطريقة التي تجعلك بالتنقل بين السيارات من دون الخروج منهم؟ تدعى هذه القدرة بـShift تستطيع بمجرد الضغط على زر الـX الإرتفاع الى الأعلى و كأن الشخصية بدأت بالطيران، و أثناء تحريكك لعصا التحكم تستطيع الإختيار واحدة من السيارات لتنتقل إليها و للتنبيه فقط كل هذا يحدث بعين الشخصية. تتطور هذه القدرة مع الوقت و تصبح مفيدة للتنقل السريع بين المهام حتى لو كانت بطرف المدينة فقط كل ماعليك فعلة هو تحريك عصا التحكم للاسفل مما سيجعل الشخصية ترى المدينة بإرتفاع أعلى وتستطيع وقتها التحرك بحرية أكثر و تستطيع التنقل بين المهمات بسرعة فائقة بدلا من الذهاب إليها بالسيارة. هذه القدرة تشرح الكثير من الذي ذكرتة في الفقرة السابقة كالتنقل بين المهمات و السيارات.

عند إستخدامك للقدرة و إنتقالك الى أحد السيارات ستنتقل تحديدا الى مكان السائق، و عندما تلتفت يمينا ستجد الشخص الذي بجوارك يستكمل حديثة و كأنه لم يلحظ إنتقالك المفاجئ! سأوضح الفكرة مرة أخرى، عند الإنتقال ستدخل الى جسد السائق و تستكمل القيادة و كأن شيئ لم يحدث وعند رؤية نفسك في المرآة سترى شكلك الحقيقي لكن الشخص الذي بجانبك يراك بمظهر صاحب السيارة الحقيقي، و هذا ما افاد اللعبة من ناحية التنقل بين المهمات التجسسية، فحينما تدخل الى أحد السيارات للشخصيات المشتبه بها ستبدأ بالحديث معهم و كسب معلومات ستفيدك كثيرا. القيادة في اللعبة ممتعة و متقنة خصيصا إذا أردت القيادة من داخل السيارة، سيتجسد لك المظهر الحقيقي للمركبة من الداخل و الخارج وتستطيع رؤية الطريق بطريقة أفضل و أكثر واقعية، أثناء تنقلي بين المهام الجانبية أثارت إهتمامي واحدة منهم حيث تدخل على متسابقين و تحاول مساعدتهم لإنهاء السباق، لكن الفكرة هي أن السباق مقسم، إثنان تستطيع التحكم بهم و إثنان تحاول هزيمتهم، لكن كيف تستطيع التحكم بسيارتين بنفس الوقت؟ الفكرة بسيطة، تبدأ السباق و تحاول أخذ المركز الأول بعدها تنتقل الى السيارة الأخرى و تحاول إيصالها الى السيارة الأولى و تبدأ بتمهيد الطريق للسيارتين الى خط النهاية. فيزيائية اللعبة و طريقة تصادم السيارات ببعضها أجدها عادية أو لم تصل لمستوى تقني عالي، ربما أراد المطورون إظهار لعبة سريعة لنا و من دون تضرر كبير في السيارات و هذا سبب منطقي لأن رتم اللعبة مليء بالسرعة و يجب عليك تحدي الوقت و لا يوجد مكان لتضرر السيارة بشكل واقعي.

مرحبا بعودتك درايفر
Driver: San Francisco من الألعاب القليلة التي جعلتني أكمل طور تعدد اللاعبين حتى بعد إنتهائي من القصة الرئيسية، هل أنت مستعد لقضاء وقت طويل في لعب طور تعدد الاعبين في درايفر؟ إذا إستعد للمتعة اللانهائية، المباريات عبر الشبكة ممتعة و الميزة الأهم هو سيرفر اللعبة الخاص الذي أثني ثناء الشكر للفريق المطور لتوفيره، سيرفر لا يملك أي نوع من المشاكل و سرعة فائقة للبحث عن المباريات، تنوع المباريات بالشبكة مهم و هذا ما يمز درايفر. هنالك مباريات للسرعة فقط لمن يستطيع الصمود بشارع مزدحم و هو يقود بسرعات خيالية و هنالك الملاحقة لكسب النقاط و مباريات تسمى بـTAG شبيهة باللعبة الشعبية “شرطة حرامي” حيث أنك ستأخذ الدور وتبدأ بالهرب لكسب نقاط أكثر و إذا أطاح بك أحد اللاعبين سيبدأ هو الأخر بالهرب، رغم أنني إستمتعت كثيرا لكن لم تكن أنواع المباريات كثيرة بشكل كافي. جميع قوائم طور اللعب الجماعي متقنة و واضحة و لا تأخذ منك الكثير من الوقت حتى تعتاد عليها.

تنقسم اللعبة الى سبعة فصول و كل فصل قد يستغرق منك لإنهائه ما يقارب الساعة، قد يبدو عمر اللعبة قصير و بعض من الأحداث سطحية و ما قد يضايقك هو طريقة سرد الأحداث. في النهاية Driver: San Francisco قدمت لي تجربة مميزة مع إضافات و تحسينات كثيرة حصلت عليها العبة و بنفس الوقت بعض الإهمال في رسومات اللعب و قصة اللعبة السطحية.

شارك هذا المقال
Driver: San Francisco
رسم شخصيات متقن، عدد كبير من السيارات، طور تعدد اللاعبين، مدينة واسعة و حرية التنقل، طريقة التنقل.
قصة سطحية، رسوم بيئة سيئة، قلة المباريات على الشبكة.
Driver: San Francisco تقدم الكثير من المتعة في نظام اللعب و طور تعدد اللاعبين، الكثير من الإضافات و التطورات ستجدونها في اللعبة منها الجميل و منها الذي لم يقدم بطريقة جيدة لكن بشكل عام ستقدم لكم درايفر تجربة مميزة.
تاريخ النشر: 2011-09-02
طورت بواسطة: Ubisoft Reflections
الناشر: Ubisoft