Knack

Knack بطل سوني الجديد و الذي حصل على الاسم “شاطر” في الدبلجة العربية يعود من جديد بقدراته العجائبية على تغيير حجمه و قدراته القتالية العديدة مثل المحاربين من كوكب الخيال، لعبة الإطلاق التي لم تحصل على الكثير من الثناء عند صدورها تعود من جديد و بحلّة أفضل و أضخم مما سبق فهل نجحت سوني في تحسين مستوى اللعبة هذه المرة ؟ تابعوا قراءة المراجعة معنا لتعرفوا الإجابة.

هذه السلسلة من الألعاب يُخرجها مصمم سوني الشهير Mark Cerny، تاريخ عريق و حافل لهذا المطور الذي بدأ مشواره في عالم الألعاب صغيراً جداً و ساهم في ولادة عدد كبير من أبرز ألعاب المنصات التي صدرت على أجهزة بلايستيشن، حيث عمل على سلسلة Crash Bandicoot مع فريق التطوير Naughty Dog كما عمل على سلسلة Spyro و سلسلتي Jak & Daxter و Ratchet & Clank. في هذه اللعبة يعمل مارك سيرني من جديد مع فريق التطوير في سوني اليابان لتقديم لعبة منصات جديدة و مميزة للبلايستيشن الرابع، سوني كانت تهدف منذ بداية صدور المنصة إلى التنويع في الألعاب و كان هذا أحد أسباب تطوير Knack الأولى التي حققت نجاحاً تجارياً معقولاً رغم أنها لم تكن بتلك الجودة كلعبة.

حسناً، تعمل على هذه اللعبة أيضاً الكاتبة Marianne Krawczyk و هي أحد كُتّاب السيناريو و رواة القصص لسلسلة God of War الشهيرة من سوني، و مع ذلك عليكم ألا تتوقعوا أي نوع من الإبداع في كتابة القصة و سنأتي على تفصيل ذلك لاحقاً. على أية حال، يبدو لنا و أن سوني اليابان كانت تعمل على برمجة اللعبة و تصميمها لكن التوجه الفني و القصصي يأتي بطابع غربي بالكامل و ذلك لتحمل اللعبة طابع الثقافة الغربية من مسلسلات و أفلام الكرتون أو رسوم الكمبيوتر بالتحديد.

سنبدأ هذه المراجعة بالحديث عن فلسفة تصميم اللعبة قبل الحديث عن اللعبة نفسها هذه المرة، من تجربة السنوات الطويلة مع ألعاب الفيديو لاحظنا أن الشركات تُحب دائماً التركيز في منتجاتها و تتبنى فلسفة تصميم مشتركة و عناصر جذب للجمهور تظهر في العديد من الألعاب مهما كان اختلاف نوعها أو صنفها، و لعبة شاطر 2 (سنستخدم الاسم العربي من الآن فصاعداً للمراجعة) تحمل معها فلسفة التصميم التي تعززت في سوني مع النجاح الساحق و التاريخي للعبة Uncharted 2، اللعبة التي ثبتت أقدام سوني كمطور ألعاب من طراز رفيع بعد سنوات و سنوات من المحاولات الجادة في مختلف أنواع الألعاب.

Knack2-11

نعم حتى شاطر 2 تحمل معها فلسفة التطوير التي بدأت في تلك اللعبة، فالحوارات و السرد القصصي تفاعلي يجري في الزمن الحقيقي عوضاً عن الإكثار من العروض السينمائية كما كان في ألعاب جاك أو راتشيت، مما يجعل رتم اللعبة أفضل و أكثر إتقاناً و يُضيف عنصر السرد الروائي الذي تحبه سوني كثيراً في ذات الوقت. هناك أيضاً المطاردات و مقاطع الحركة الجنونية و غير القابلة للتصديق مع ضغط الأزرار السريع (Quick Time Events)، حتى على صعيد القصة فإن شاطر 2 تتناول حكاية فيها استكشاف للآثار و الحضارة الغابرة على غرار ألعاب أنشارتد.

في الحقيقة فإن الجمع بين هذه العناصر رغم الاختلاف الكبير في طريقة اللعب ليس وليد الصدفة فشركة مثل سوني ترغب بالتأكيد أن تجذب جمهور اللاعبين لعناصر جذب مشتركة بين ألعابها و توحيد فلسفة تطوير هذه الألعاب، فلعبة شاطر 2 تحتوي على مقاطع سينمائية و إن نجحت في جذب صغار السن فربما تتمكن من لفت أنظارهم مستقبلاً نحو سلاسل سوني الأخرى الموجهة لجمهور البالغين، أو حتى العكس فربما يرغب محبو ألعاب البالغين من سوني بتجربة خفيفة و مسلية و تحتوي على نفس العناصر التي اعتادوا عليها في ألعاب الشركة الأخرى، يمكننا أن نلاحظ أن فلسفة التصميم هذه قد طالت أيضاً سلسلة God of War الشهيرة و المزيد من ألعاب سوني المتنوعة.

حسناً، ألعاب سوني الأخرى ليست مصدر الإلهام الوحيد لهذه اللعبة فهناك استلهام أيضاً من ألعاب شركة ننتندو اليابانية التي تركز كثيراً على تصميم ألعاب المنصات، و على سبيل المثال فإن التحولات المتنوعة لشخصية شاطر 2 تُذكرنا كثيراً بالتحولات التي يحصل عليها سباك (سابقاً!) ننتندو الشهير سوبر ماريو و التحولات المتنوعة التي تتيح إمكانية التفاعل مع المراحل بطرق متنوعة و تُضيف التجديد على رتم اللعبة و تنويعه. هناك مثلاً التحول الثلجي و الذي يسمح لكم بتجميد الأعداء أو حتى تجميد عصي التحكم و هناك التحول المعدني الذي يمتلك مزايا أخرى مثل إمكانية استعمال البقايا المعدنية كتمثال ثقيل الوزن لحل بعض الألغاز.

على صعيد اللعب فإن شاطر 2 لعبة متقنة و ممتعة و في ذات الوقت فهي لعبة متوسطة، القتال اليدوي في اللعبة محدود و لا يحتوي الكثير من المهارات و القدرات، القتال اليدوي في اللعبة يذكرنا كثيراً بألعاب قتال الأرصفة مثل لعبة سيجا التاريخية Streets of Rage 2 على جهاز الجنسس لكن تلك اللعبة كانت تتميز في تصميم الأعداء و تنويع مواجهاتهم بصورة هائلة و تعوض بذلك نقص و تنوع الحركات، أما شاطر 2 فهي ترمي ذات الأعداء مراراً و تكراراً، و طرق القضاء عليهم لن تختلف كثيراً فأنت تعتمد بصورة أساسية على اللكم و الركل و سيكون بإمكانك لاحقاً جذب الأعداء إليك كذلك. هناك شجرة مهارات ستتيح لكم ترقية شخصية شاطر و زيادة سرعته و قوة ضرباته إلا أنكم لن تتمكنوا من اكتساب الكثير من المهارات الجديدة و ستبقى طريقة اللعب محدودة إلى درجة ما.

عناصر اللعب الأخرى كانت أكثر متعة بالنسبة لنا، تصميم المراحل و تجاوز العوائق و المنصات كان متنوعاً بما يكفي و يحمل معه التجديد في كل فصل من فصول اللعبة، و لو أننا نُشدد على أنه لا يتطلب من اللاعب مهارة كبيرة أو توقيتاً مثالياً و لا يتطلب أي نوع من الاحتراف، لكنه يستفيد من بعض مزايا اللعبة بصورة جميلة مثل قدرة شاطر على تغيير حجمه.

هناك أيضاً عنصر الألغاز في اللعبة، و الألغاز بسيطة و مباشرة إلا أنها متنوعة بالقدر الكافي لإبعاد الملل أثناء رحلتك مع هذه اللعبة، و في حال علقتم مع أحد الألغاز فإن اللعبة ستحدد لكم ما المطلوب تنفيذه بدقة شديدة لمساعدتكم و هذه الخاصية تبدو مفيدة للاعبين الأصغر سناً بالفعل.

Knack2-10

المشكلة الأساسية مع طريقة اللعب في شاطر 2 ليس المستوى أو التنفيذ، بقدر المشكلة في طريقة التصميم المحدودة و التي لا تترك مجالاً للإبداع الفردي للاعب، ليس عليك سوى أن تقفز على تلك المنصة، أو تستخدم تلك القدرة في ذلك المكان أو أن تسحب ذلك المجسم لتقفز فوقه أو أن تقوم بتفعيل بعض المسننات، و كل هذه الأمور ستقوم بتنفيذها بصورة خطية بحتة و معدة مسبقاً بالكامل و ليس هناك أي فرصة للعب بصورة احترافية. اللعبة تملك عنصر الإتقان لكن ألعاب الفيديو الحالية تتيح لجماهير اللاعبين خيارات عديدة و طرق فرعية أو حتى مزايا مختلفة للشخصية، أما شاطر 2 فهي تبدو لنا كلعبة قادمة من العام 2005 في طريقة التصميم و التقييد و ليس 2017. على أية حال، و في نهاية المطاف فإن هناك من يحب تصميم الألعاب بهذه الطريقة و يفضل أن تقوده اللعبة عبر التجربة بالكامل و من يُفضل ذلك ستعجبه هذه اللعبة حتماً.

على صعيد القصة فإن شاطر 2 لا تمتلك أي عنصر مميز أو تجديدي و هي تحمل معها قصة بسيطة حول خطة شريرة و أبطال من البشر يقفون في وجه هذه المخططات و ينتقلون من مكان إلى آخر لكشفها مع المخلوق العجائبي شاطر الذي يبدو كمجمع لكومة من الكتل الخشبية بأشكال هندسية مختلفة مثل المكعب و الكرة، و في الحقيقة فإن شاطر هو أقل الشخصيات جذباً من بين كافة الشخصيات المشهورة التي ظهرت بألعاب المنصات على أجهزة سوني، فهو ليس ظريفاً مثل كلب نوتي دوغ المشاكس كراش بانديكوت و لا يمتلك الجاذبية أو الكاريزما التي تتحلى بها شخصيات مثل جاك أو راتشيت، نعم شاطر لا يبدو أكثر من حليف أخرق للبشر الذين يرافقهم في رحلتهم.

لن يفوتنا الحديث عن الترجمة و الدبلجة العربية في هذه المراجعة، و في الحقيقة فإن المشكلة الأساسية التي تعاني منها الترجمة العربية في العديد من ألعاب الفيديو هي بكونها ترجمة حرفية خالصة و هذا ليس بالأسلوب الصحيح لترجمة عمل قصصي من لغة إلى أخرى، الترجمة يجب أن تحافظ على جوهر المعنى و تبني عليها محادثات خالصة باللغة العربية، أما ترجمة الحوارات حرفياً من الإنجليزية فهي تؤدي إلى عبارات غير مفهومة أحياناً و تجعل المحادثة تبدو و كأنها بين مجموعة من الفضائيين و ليس لكائنات طبيعية. نحن نثمن المجهودات الكبيرة من سوني في هذا المجال و نشجع دعمها الكبير و الرائع للمنطقة لكننا نؤمن بأن النقد البناء أساس التطوير و التحسين للمنتجات، و نحن نوجه هذا النقد البناء من أجل الارتقاء بمستوى الترجمة و احترافيتها و ندعو إلى إعادة كتابة الحوارات بالعربية بما يحافظ على المعنى الأصلي للحوارات عوضاً عن الترجمة المباشرة التي تُضيع المعنى، أما على صعيد الدبلجة فهي لم تكن سيئة لكنها ليست مميزة أيضاً.

شاطر 2 لعبة عادية على المستوى الرسومي، هناك أشياء يُمكن تحطيمها في عالم اللعبة إلا أن المظهر العام للعبة لا يحمل معه ذات القوة التقنية و استعراض العضلات المذهل الذي قدمته ألعاب مثل أنشارتد الرابعة أو هورايزون، اللعبة نظيفة و مريحة للعين لكنها لا تمتلك أي نوع من الإبهار إن كان على صعيد البيئة أو نماذج الشخصيات و الأعداء رغم الثبات المثير للإعجاب لمعدل الإطارات، أما الألبوم الموسيقي للعبة فهو جذاب و يحمل معه الأنغام المرحة التي تتوقعونها من لعبة منصات أو الأنغام الغامضة عند استكشاف المناطق المجهولة مع بعض الألحان الملحمية المناسبة لبعض المقاطع الحركية أو السينمائية في اللعبة، رغم ذلك لا تتوقعوا أن تعلق الألحان بأذهانكم فستُمحى من خلايا عقولكم الرمادية بمجرد إطفاء الجهاز.

هذه لعبة صنعت من أجل التسلية البحتة و ليس بهدف العمق أو التحدي. إن كنتم من محبي الألعاب الخطية فإن اللعبة متقنة و لا تعاني من نقاط ضعف بارزة و قد تستحق الشراء بالذات لو كان هناك من يشارككم اللعب بكون اللعبة تدعم اللعب الجماعي المحلي، و إن كنتم ممن لا يحب الألعاب الخطية أو من الباحثين عن الاحتراف و الإبداع الفردي في اللعب أو عنصر الاستكشاف فعليكم أن تهربوا بعيداً عن هذه اللعبة لأنكم لن تجدوا بها ما يحقق مبتغاكم على الإطلاق.

تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة مراجعة للـPS4 تم توفيرها من طرف الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.

شارك هذا المقال
Knack II
التنوع في رتم اللعبة و التنوع في الألغاز و العقبات و طريقة تجاوزها، بالإضافة إلى تقديم جرعة معقولة من التسلية.
محدودية القتال و مواجهات الأعداء، السرد القصصي الضعيف، الخطية الكبيرة في اللعب، الترجمة العربية الحرفية للنصوص و الحوارات.
شاطر 2 لعبة محدودة تُقيد اللاعب كثيراً لكنها تمنحه جرعة معقولة من المتعة بفضل التنوع في عناصرها.
تاريخ النشر: 6/9/2017
طورت بواسطة: SIE Japan
الناشر: Sony Interactive Entertainment