Sega-Master-System-Set

نعود لكم مجددا بفقرة جديدة من مقال “رحلة جهاز” والتي نُسلط فيها الأضواء على واحدة من أجهزة الألعاب الكلاسيكية ونروي لكم بداية القصة ومدى نجاح هذا الجهاز وإنتشاره ودوره بصناعة الألعاب ككل، اليوم ضيفنا هو جهاز الـSega Master System أول أجهزة شركة سيجا المنزلية “إن أستثنينا جهاز الـSega SG-1000 ضعيف الإنتشار” والذي صدر بالعام 1985 كجهاز منافس للفاميكوم من ننتندو أو الـNES كما هو الإسم الغربي له أو جهاز العائلة كما عُرف بمنطقتنا لنبدأ رحلة طويلة بالتحدي مابين شركتي ننتندو وسيجا ومن هنا كانت البداية، إذا لنبدأ الكتابة و نفتح صفحات الماضي لنتعرف على جهاز سيجا المنزلي الأول “Sega Master System“.

بتقرير سابق تحدثنا عن بداية شركة سيجا وكيفية دخولها لسوق العاب الفيديو وحتى خروجها منه، لذلك سنسلط الضوء على جهاز الماستر سيستم بهذا المقال لنتعرف على الجهاز الذي الذي لم يحظى بشهرة كبيرة بأسواقنا المحلية ولكنه كان منافسا لننتندو ببعض الأسواق العالمية و شهد بداية الكثير من عناوين سيجا الكلاسيكية و الأسطورية عبر التاريخ، إذا لنبدأ الحديث:

– حان وقت دخول سوق العاب الفيديو المنزلية و المنافسة بشراسة!

في بداية حديثنا نتعرف على واحدة من المعلومات المهمة حول الجهاز، حقيقة إسم Sega Master System هو فعليا ليس الإسم الأصلي للجهاز! ففي العام 1985 أصدرت سيجا جهازها الأول و بإسم Sega Mark III وظلت هذه النسخة من الجهاز وبالتصميم الذي نشاهده بالأسفل له حصرية للأسواق اليابانية وهو نفس جهاز الـSega Master System حتى صدر الجهاز بالأسواق الأمريكية بالعام 1986 وبإسم Sega Master System وحينها قامت سيجا بتوحيد الإسم بمختلف الأسواق العالمية وإعادة إصدار الجهاز مجددا بالأسواق اليابانية بالإسم الجديد:

Sega_Mark_III
النسخة الأصلية من الجهاز

الجهاز كان يدعم الكارترج أو الأشرطة وبنفس الوقت يدعم بطاقات اللعب أو الذاكرة التي كانت ترغب سيجا بإستخدامها أيضا لتخزين الألعاب أسوة بجهاز الـPC Engine أو الـTurboGrafx-16 كما عُرف بإسمه الغربي من شركة NEC حيث كانت الشركات بتلك الفترة الزمنية مازالت بحقل التجارب للصيغة الأفضل لبيع الألعاب من حيث التكلفة التصنيعيه وهامش الربح وبالتأكيد حجم المساحه التخزينية ولكن بسبب ضعف حجم المساحة التخزينيه للبطاقات تم الإستغناء عنها لاحقا بعمر الجهاز وبجزء آخر من هذا المقال.

– مواصفات أقوى من الفاميكوم لهزيمته شر هزيمة!

سيجا كانت تدرك أن منافسة شركة ننتندو ليست بالسهلة وخصوصا في ظل النجاحات الكبيرة التي يحققها جهاز الفاميكوم أو الـNES بنسخته الغربية ولذلك كان التوجه بتطوير جهاز منزلي ذا قدرات أعلى لتكون الورقة الرابحة بصف سيجا وهذا ماكان فعلا مع جهاز الـMaster System ذو العتاد التقني الأقوى من منافسه ولكن بواقع الأمر لم يكن ذلك مؤثرا بالتحدي بين الشركتين بسوق الألعاب فننتندو كانت تسيطر على السوق الياباني و الأمريكي حينها بشكل مطلق:

master_system_nintendo_nes_560_2
منافسة لم تكن عادلة

سيجا وجدت لها موطئ قدم بأسواق أوروبا التي نافست فيها ننتندو بشراسة على نصيب أكبر من الكعكة وتفوقت على ننتندو بأسواق أمريكا الجنوبية وتحديدا البرزايل التي تعد واحدة من أكبر أسواق جهاز الماستر سيستم بتاريخه، المشكلة الرئيسية التي كانت تواجه سيجا حينها بكون ننتندو كانت تفرض على شركات الطرف الثالث عقودا يمنعها من تطوير الألعاب لأجهزة منافسة مما أبعد شركات الطرف الثالث من منصة سيجا فلم تكن المنافسة عادلة رغم إجتهاد سيجا الكبير بدعم الجهاز بعدد من المشاريع القوية و التاريخية.

– تقنيات و أفكار سبقت عصرها!

شركة سيجا هي واحدة من شركات الألعاب المبدعه والتي تحب الإبتكار جدا وتقديم التقنيات الجديدة، بتلك الفترة كنا نشاهد سيجا وهي تقدم تجارب مختلفة جدا على منصة الأركيد ومع تحولها لسوق الأجهزة المنزلية كانت الشركة تواكب ذلك بتقديم الإبتكارات أيضا ومنها المسدس الضوئي الذي إستخدمته بعدد من الألعاب للجهاز ولكن الإبتكار الأكبر والذي سبق عصره بسنوات طويلة كان لطرفية الـ3D glasses:

Sega-Masters-Sys-3D-Glasses
نظارات الـ3D قبل أكثر من 30 عام!!

هذه الطرفية التي دعمتها سيجا بعدد محدود جدا من الألعاب كانت تعطي اللاعبين تأثيرات البعد الثالث عند إرتدائها! لكم أن تتخيلوا أننا نتحدث هنا عن العام 1986 أي ماقبل أكثر من 30 عام وشركة سيجا كانت تخوض التجارب لتقديم الـ3D قبل نهضة هذا النوع من التقنية وندرك لأي مدى كانت سيجا متطوره حينها وتحاول أن تسبق عصرها على الصعيد التقني.

شارك هذا المقال