في العام 2001 قامت شركة Capcom الرائدة في صناعة الألعاب بالإعلان رسمياً عن تطوير أول لعبة RPG وذلك بالاعتماد على شخصية Mega Man في مشروع تم تسميته “Mega Man Battle Network”. أنتظر الجميع بشغف ذلك اليوم الذي تصدر فيه اللعبة، أملين في جزء ممتاز وأداء راقي يرضي الجميع، وبالفعل لم تخيب Capcom الآمال المعقودة عليها، وقدمت إلينا نقلة ممتازة تم اعتبارها واحدة من أفضل ألعاب الـRPG في تاريخ الـGameboy Advance، هذا ما دعا Capcom لمواصلة إنتاج السلسة التي امتدت خلال ثمانية سنوات إلى 9 إصدارات كاملة، لكن للأسف الشديد وقع القائمون عليها في مصيدة الطابع المتكرر، التي لازمت أغلب الإصدارات التي ظهرت قبل وبعد انتقال السلسة إلى جهاز الـDS تحت اسم Mega Man Star Force.
في الإصدار الثالث لـ Mega Man Star Force على الـDS، هناك نسختين منفردتين كما يحدث في كل إصدارة جديدة، وهما “Black Ace” و “Red Joker”. لا يوجد هناك مسألة اختلاف كبير بينهما كالعادة سوى في بعض حالات القتال وتطوير الخصائص القتالية وما إلى ذلك، حسناً. من المؤسف أن اللعبة لم تقدم الشيء الجديد من ناحية القصة، إذ أنها تتطابق تماماً بشكل كبير مع الإصدارات السابقة بنفس النمط و الهدف أيضاً. تحكي القصة باختصار حول نيزك يقترب تدريجياً نحو الأرض ويشكل بذلك مصدر تهديد حقيقي، بحيث يقوم بتصدير موجات مغناطيسية نحو الكائنات الحية التي في الأرض تسبب في تشويهها وتلف ذاكرتها، لتصبح بعدها مخلوقات رقمية بعضها عدواني والبعض الآخر مسالم. في نفس الوقت ستظهر مخلوقات بسبب هذه الموجات تصادق البشر و تسمى Wizards، ويمكن بواسطة جهاز Hunter VG تنفيذ عملية الإتحاد التي تسمىEM Wave بين البشر و Wizards. القصة بشكل عام تبدو مناسبة وبمقاييس باقي قصص السلسة.
أسلوب اللعب مشابه تماماً للأجزاء السابقة، كالعادة ستتحكم بشخصية Geo Stelar، الفتى الذي يدرس في الصف الخامس، يمتلك القدرة على القيام بتنفيذ موجة كهرومغناطيسية بواسطة جهاز Hunter VG تمكنه من الإتحاد مع شريكه الرقمي Omega-Xis ليتحول إلى Mega Man، ومع هذا التحول يمكن لـ Mega Man العبور من العالم الحقيقي إلى العالم الموجي أو الرقمي، و الدخول إلى شبكات الأجهزة الإلكترونية لتخليصها من الوحوش الرقمية، ميدان اللعب كالعادة عبارة عن مخابر ومدارس ومتاجر وغيرها مع بعض المساحات المفتوحة تعطي اللاعب حرية التنقل بينها بشكل جميل والتفاعل مع بيئتها، وبواسطة نظارة شمسية مطورة سوف تستطيع معرفة العالم الرقمي من الحقيقي بمجرد استخدامها، وخلافا للأجزاء السابقة، فقد أصبح بمقدورك التحول إلى Mega Man في الوقت الذي تشاء، ستتحصل على رسائل الكترونية في كل مرة من طرف Omega-Xis وأيضا من باقي أصدقائك، تساعدك هذه الرسائل في إتمام المهام الرئيسية.
كان أكثر ما يميز هذه السلسة مع بداية ظهورها، هو أسلوب القتال المطور والذي يمثل شيئاً جديداً يفوق كل ما رأيناه، هذا الجزء تقريباً يستخدم نفس الأسلوب الذي قدمه الجزء الثاني، فمن مدى التشابه يصعب على الفرد أن يفرق بينهما بسهولة، زر R يستخدم للتحول إلى Mega Man، لاستخدام النظارة الشمسية قم بالضغط على زر Y، استغلت اللعبة الشاشة السفلية كالعادة في الخيارات القتالية “استبدال الأوراق”، أما الشاشة العلوية فهي تظهر ميدان المعركة، أثناء القتال ستلاحظ امتداد الشاشة إلى منظور الشخص الثالث، سيظهر Mega Man في أسفل الشاشة، وتظهر الوحوش على الجانب الآخر، ميدان القتال يظهر على شكل طريق مقسم إلى ثلاثة أروقة، يمكنك بعدها التنقل من خلالها لتنفيذ الهجمات و تجنب هجمات أعدائك (الأمر أشبه بتبادل إطلاق النار)، وفي كل قتال ستحصل على بطاقات الطاقة، هذه البطاقات تمثل القاعدة الرئيسية لكسب النازلات التي تخوضها بحيث من خلال تلك الأوراق ستقوم بتوظيفها ضد خصومك، وهي على أشكال عديدة كل منها يمثل وظيفة ما، فبعد الانتهاء من كل قتال، ستحصل على ورقة تختلف قيمة فعاليتها بمثل ما تختلف قيمة ودرجة القتال الذي تخوضه، غالباً ستحصل على أوراق طاقة متشابهة، هذا إن كان القتال بنفس معدل درجة الصعوبة، أما إن كان القتال مشتد، فسيكون حظك رائع حينما تحصل على ورقة جديدة بالكامل.
يستخدم زر R هنا لاستبدال تلك الأوراق واختيار منها الأنسب في نظرك، ولكن عملية الاختيار هذه تتم في كل مدة زمنية معينة، من أقوي المقومات أيضاً أسلوب دمج تلك الأوراق مع بعضها البعض لتشكل بعدها هجمات قوية ومتسلسلة تلاحق أضرار كبيرة بخصومك، مع تقدمك في اللعبة ستلاحظ أن المظهر العام لشخصيتك يتغير تدريجياً، وسيظهر ذلك بشكل واضح أثناء القتال، إذ أصبح يمتلك بزة قتالية مطورة جداً مع بعض الأسلحة الفتاكة، ولكن من جهة أخرى هناك مفاجآت عديدة تنتظرك من قبل خصومك، أما بخصوص صعوبة اللعبة، فهذا الخيار غير متاح، وستلاعب بصعوبة عادية كغيرها من العاب صنفها.
لا أرى جديد في الرسوميات، فمعظم المشاهد تبدو مكررة واغلبها قادم من الأجزاء السابقة في واحدة من أهم التفاصيل التي سقطت من مصممي اللعبة، إذا تحدثنا عن البيئة العامة فهي تبدو جيدة برسوم بسيطة خالية من جميع أثار التحسين، تتجلى جودة الجرافيكس في Mega Man Star Force 3 أثناء الانتقال إلى ساحة المعركة، فالكاميرا تصبح ثلاثية الأبعاد تبعث ارتياح تام مع تلك الرسوم والتفاصيل الدقيقة في تركيبة بعض الوحوش، كذلك يحمل القتال بعض المشاهد الرائعة أثناء تأدية الهجمات، ولو أنني ابدي بعض التحفظات هنا لأن بعض المشاهد من جهة أخرى تتخللها الرداءة، الموسيقى مازالت جيدة، هناك نغمات مكررة بكثرة طوال الرحلة لكنها جميلة وذات إيقاع مميز.
