قد يستغرب البعض لماذا يتمسك الكثيرون بجهاز دريم كاست الى يومنا هذا، ويتحدثون عنه و عن عشقهم الكبير له و حزنهم على فراقه. البعض قال أن الدريم كاست جهاز أخذ أكثر من حقه، لكن الحقيقة أنه بعيد عن ذلك تماما. قصة الدريم كاست قد تكون شبيهة بسيجا ساترن حيث أن عمر الجهازين كان قصير، لكن دريم كاست كان حالة خاصة و لم يحصل سيجا ساترن حتى على نصف الإهتمام الذي حظي به دريم كاست. حب دريم كاست لا يعتبر حصرا على جمهور سيجا، و لا ينبع من تعصب للشركة اليابانية. أنا كبداية معروف بعشقي الكبير لشركة ننتيندو، عدو سيجا التقليدي في بداية التسعينات، لكن هذا لم يمنعني أن أرى السحر الخفي خلف دريم كاست منذ أول وهلة من تجربته. في هذا الموضوع سأتذكر مع الجميع لماذا كان دريم كاست مميزا، و لماذا أعتقد بكل إيمان أن دريم كاست جهاز سبق وقته. في البداية لنتحدث عن قصة ما قبل الحدث، و ماذا حصل مع جهاز سيجا ساترن الذي سبق الدريم كاست.

سيجا ساترن و الموت المفاجيء
سيجا خرجت من جيل 16 بت بنتائج ممتازة، حيث كان جهاز ميجا درايف منافسا كبيرا لجهاز سوبر ننتيندو. مع الجيل الجديد عرف أن سوني ستكون الطرف الثالث في المعادلة، و قد وجهت سيجا أسهمها في البداية اتجاه سوني، خصوصا أن ننتيندو ستتأخر في إطلاق جهازها في الأسواق عن البقية. سيجا لم تحسن كثيرا الإعداد لإصدار سيجا ساترن، رغم أن الآمال كانت كبيرة بنجاحه. لكن التخبطات كانت مسلسل مستمر مع سيجا حتى قبل صدور الساترن. سيجا قامت بالتشويش على المطورين بإصدار عدة طرفيات في آخر أعوام الميجا درايف. طرفيات مثل ميجا CD و 32X شتت المطورين و جعلت توجه سيجا غير واضح.

سيجا ساترن عانى كثيرا قبل إصداره و في أيامه الأولى، و لعل محط إنتقادات كثيرة كانت عملية التطوير على الجهاز. الكثير من المطورين واجهوا صعوبات في التطوير على الجهاز، جزء منها كان بسبب تكوينه الداخلي الغير معتاد و تواجد نواتين للمعالج، و جزء آخر بسبب عدم وجود أدوات تطوير تختصر العملية و تسهلها. لا ننسى أيضا إصدار الجهاز المفاجيء في أمريكا و الخيانة التي شعر بها مطوروا الطرف الثالث خصوصا في الغرب. الجهاز لم يستطع اللحاق على منافسيه و كان متأخرا كثيرا في المركز الثالث، في سنته الثانية لم تتمكن سيجا من تخفيض تكلفة إنتاجه بسبب تكوينه المعقد، و بالتالي عدم مقدرتها على منافسة تخفيض السعر من سوني و ننتيندو و دخول سيجا في المزيد من المشاكل.

بدء البناء و ظهور دريم كاست
سيجا علمت جيدا أن أمر الساترن انتهى، و فقدت الأمل مبكرا في الجهاز، حتى أنها في سنته الثانية بدأت بالحديث عن تطوير جهاز جديد تماما. العمل بدأ على الدريم كاست مبكرا، و كان في عين الإعتبار تجنب كل الأخطاء التي وقع فيها الساترن. للأسف لا زالت آثار تخبطات الساترن مؤثرة على بعض الناشرين، خصوصا في الغرب و في مقدمتهم EA. لكن سيجا عملت جيدا أن لا يلقى دريم كاست مصير سابقه، ففي النهاية مهما كانت الأسباب، موت ساترن المبكر كان بسبب قلة الألعاب و الدعم. سيجا من جانبها وضعت كل طاقاتها الداخلية من مطورين و أسماء في صنع ألعاب قوية جدا للدريم كاست و إنطلاقته. أيضا حصلت سيجا بشكل رائع جدا على دعم شركات طرف ثالث ممتاز جدا، و في مقدمتهم مجموعة من الحصريات على مستوى رفيع جدا.

شارك هذا المقال